سارا القرني
من الواضح أنه سيكون من الصعب جداً التكهن بالفائز في سباق الرئاسة المحموم في الولايات المتحدة الأمريكية، فبعد انسحاب جو بايدن من الترشح لدورة رئاسية جديدة.. باتت الساحة خالية لمرشح الحزب الجمهوري والرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية «دونالد ترامب».
الكلمة الأخيرة التي قالها ترامب حين خسر الانتخابات السابقة كانت وداعاً بوعد لقاء.. حيث قال «ألتقيكم في انتخابات 2024م»، وها هو يفي بوعده ليعود مجدداً إلى سباق الانتخابات الرئاسية المحموم، ويواجه ترامب الكثير من التعقيدات التي وضعها أمامه الحزب الديموقراطي.. وأهمها تلك التهم التي واجهها ترامب وأُدين بـ 34 منها، ورغم أنه لن يُسجن بسببها ولن تعيقه عن الترشح في الانتخابات، لكنها تشكك في مصداقية الرجل الأول في أمريكا إذا صار رئيساً، ويصف ترامب هذه الملاحقات القانونية له بأنها ملاحقة مقصودة لكل مرشح ضد الحزب الديموقراطي، وعارٌ على سيادة القانون في الدولة!
في الجهة الثانية.. انسحب جو بايدن من سباق الانتخابات، وكانت مشكلته الأكبر هي سنه التي أثرت كثيراً على كلماته أثناء الخطابات الرسمية وكذلك في المناظرة التي أقيمت بينه وبين ترامب، حيث نصحه الكثيرون من داخل الحزب الديموقراطي بالانسحاب.. كي يتم ترشيح خلفٍ له، والأقرب هي كامالا هاريس، أول امرأة من ذوات البشرة الداكنة يتم انتخابها كمدعية عامة في تاريخ كاليفورنيا، وأول امرأة تشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وأول عضو في مجلس الشيوخ من أصل هندي أميركي، وهي حالياً أول أميركية من أصل إفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس، والتي قال عنها ترامب «الفوز على كامالا أسهل بكثير من الفوز على بايدن»، وبالرغم من عدم تأكيد ترشحها.. إلا أن حملة الحزب الجمهوري ضدها بدأت منذ الساعات الأولى لتنحي جو بايدن، لكنها لا زالت تنتظر تأييداً وترشيحاً رسمياً من حزبها كي تتمكن من خوض الانتخابات!
دونالد ترامب.. يلعب بذكاء على وتر الشؤون الأمريكية الخارجية، إذ يتحدث عن مصالح شعبه كتاجر يبحث عن أكثر الفرص ربحاً وأقلها خسارة، وهذا ما دعمه تصريح بوتين بالأمس بعد تنحي جو بايدن عن الترشح للرئاسة حين قال «ليلة مظلمة على أوكرانيا وأوروبا» إشارة إلى أنّ ترامب يدعم إخماد الحرب الروسية الأوكرانية وتهدئة الشرق الأوسط، على عكس أمريكا في إدارة بايدن.. التي ترسل الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا بشكل متواصل وبدعم من أوروبا، ولذلك كانت بداية الهجمات التي شنها ترامب هي تذكير الشعب الأمريكي بأنّ بوتين والزعيم الصيني شرسان للغاية ولن تقدر هاريس على مواجهتهما بكل بساطة!
في النهاية.. لكم أن تتخيلوا العالم باستمرار جو بايدن في كرسي الرئاسة الأمريكي، ولكم أن تتوقعوا شكله إذا فاز ترامب بولاية جديدة في الحكم، وهو الذي وعد الأمريكيين بحلول جذرية لبعض المشاكل الجدلية في أمريكا منها «سحب الدعم عن المدارس التي تنشر الشذوذ، وفرض قيود قوية على الإجهاض.. وعمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين في البلاد بعد إغلاق الحدود بالكامل»، عدا الكثير من الوعود التي ستجعل أمريكا هي القوة العظمى لإنتاج الطاقة ومنع وقوع الحرب العالمية الثالثة عبر جعل منطقة الشرق الأوسط هادئة وإخماد الحرب الروسية الأوكرانية!