سارا القرني
نفس الرواية الإسرائيلية تُعاد مرة أخرى، إذ أعلنت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية السبت مقتل 10 أطفال بقصف صاروخي استهدف منطقة الجولان المحتلة، وتحديداً مجدل شمس.. وسقطت القذيفة على ملعب كرة قدم قُتل فيه 10 أطفال وجُرحَ 34 شخصاً من بينهم 17 حالتهم حرجة من بين هؤلاء 10 أطفال أيضاً، حسب ما قالته نجمة داوود الحمراء!
وفي لمح البصر.. عادت إلى ذهني الرواية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي حين ادّعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ عناصر حماس قطعت رأس 40 طفلاً إسرائيلياً، وهو ما تناقلته وأيدته وروجت له كبرى الصحف العالمية والبرامج الإخبارية المتلفزة، وبدأت تناقشه وتُطلق منه تأييداً كبيراً لآلة الحرب الإسرائيلية الهوجاء وتبرر للإسرائيليين جرائمهم التي يرتكبونها ببشاعة بحق المدنيين والعُزّل في منطقة غزة المحتلة.
لا تعنيني حماس في شيء.. فهي مثلها مثل بقية الأحزاب التي تخدم أجندة لا تخص شعبها بل تُفيد رؤساءها والمنتسبين إليهم من الدول والمنظمات، ولا تهمني إسرائيل التي لطالما زيفت الحقائق وادّعت وروجت لأكاذيب يتلقفها الغرب على أنها حقيقة لا تتطلب التحقيق ولا التمحيص ليعطوا الضوء الأخضر للآلة الإسرائيلية كي تقتل وتدمر وتُفلت من العقاب مرة تلو الأخرى، ما يهمني هو فراغ جعبة الإسرائيليين من السيناريوهات المنطقية، وتكرار نفس الروايات التي تجد أذناً صاغيةً لها في بقاع العالم على ما يبدو!
وعلى الرغم من أنّ الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحقيق عن مصدر من أطلق النار قبل اتخاذ أي إجراء عسكري ضد لبنان حسبما قرأت في عدة مواقع إخبارية، إلا أننا كلنا نعرف بأن الاتحاد الأوروبي شبه مختطف من السياسة الأمريكية التي جعلته تابعاً في أغلب قراراته، وتصديقهم للادعاءات الإسرائيلية من عدمه لن يقدم أو يؤخر في مجريات الأمور التي تُشير أنّ إسرائيل ستشن هجوماً واسعاً على الجنوب اللبناني.. وهو ما حدث بالفعل قبل أيام!
المضحك المبكي في كلّ هذا.. ما صرّح به وزير الخارجية اللبنانية بأنّ الدول المعنية أخبرته أنّ الرد الإسرائيلي سيكون محدوداً وكذلك ردّ حزب نصرالله سيكون محدوداً، مضيفاً أنّ هذه الحرب هي حرب حزب الله مع الإسرائيليين وليست حرب دولة لبنان ضد إسرائيل!
الروايات الإسرائيلية لن تتوقف عند هذا الحد.. لأنها تجد من يدعمها دائماً وأبداً، ولأنها لا تعترف بقرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل التي تأمر بوقف الحرب حالاً، حيث لا زالت الحرب مستمرة في غزة.. وقد خلّفت 130 ألفاً بين قتيل وجريح إضافة إلى 10 آلاف مفقود!
حزب الله ينفي الرواية الإسرائيلية، حماس تنفي الرواية الإسرائيلية، الحوثيون ينفون الرواية الإسرائيلية، كل حزب يتبع إيران ينفي الرواية الإسرائيلية لكنه سبب رئيسي لتدمير المناطق التي يقبع فيها، وسبب رئيسي لاندلاع الحروب، وسبب رئيسي لتبخير أحلام المدنيين في أن يعيشوا بسلام في أوطانهم، والأهم.. أنهم سبب رئيسي لنجاح الأجندة الإسرائيلية التوسعية في المنطقة!
أنا لا أصدق الرواية الإسرائيلية بالطبع، لكنني أصدق أنّ أصابع الظلام تعبث في المنطقة ولا بدّ من وقفة جادة لإيقاف أفعالهم التي تبرر لإسرائيل إطلاق رواياتها وشن حروبها!