سارا القرني
ضرب معالي المستشار تركي آل الشيخ أروع الأمثلة في اقتناص الفرصة التسويقية، فبعد إعلانه عن نقل 3 طائرات إلى بوليفارد العاصمة كي تشارك في فعاليات «بوليفارد Runway» ضمن الموسم.. صار الحدث وطنياً خالصاً بعد تفاعل الكثيرين بتصوير الطائرات الثلاث. الطائرات كانت قد خرجت من خدمة الأسطول الجوي السعودي قبل خمس سنوات.. وهي من نوع B777 والتي ستُنقل براً من جدة إلى الرياض بمسافة أكثر 1000 كيلومتر، ولكن تغريدة واحدة من معالي المستشار غيَّرت مسار اللحظة.. لتجعلها من مجرد حدث عادي إلى فعالية شعبية كبيرة، هذه الفعالية هي أكثر من جائزة «أجمل صورة»، إنها تسويق للمدن والمناطق السعودية بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، تهدف بنظري إلى تشجيع السياحة وإبراز المعالم الجميلة والتي تستحقّ أن يلتفت العالم إليها!
الشعب السعودي بطبعه يهوي الجمال.. وتستهويه التحديات المصحوبة بحبّ الوطن، ولذلك كان التفاعل غير عادي، مما حدا بالكثيرين إلى ابتكار لقطات ومشاهد أثبتت إبداع الشباب السعودي وتفانيه في تحقيق ما يريد!
هذه الفعالية.. أشبه بما يكون شعلة أولمبياد تنتقل من مكان إلى آخر حتى تأذن ببدء الألعاب الأولمبية، وهي بالنسبة لموسم الرياض شعلةٌ أطلقها الشعب السعودي باتجاه الموسم الأكثر متعة بالعالم بمناطقه المتعددة وفعالياته الكثيرة التي تستهدف الكثير من الأذواق، وفي ذات الوقت.. أطلق المغردون الكثير من الهاشتاقات أشهرها #طيارتنا_وين_وصلت؟ واحتفلوا بمرورها في كل منطقة ومدينة، بل وجعلوها جزءًا من حياتهم اليومية.
الحاقدون على المملكة لم تمرّ عليهم الغصة مرور الكرام، وأطلقوا عبارات حاولوا فيها التقليل من بهجة الشعب السعودي واحتفائهم بهذا الحدث.
عملية نقل الطائرات تمثّل تجربة تسويق مبتكر لم تقتصر على التجربة الشاملة للترويج للمدن، بل تعدّت ذلك لتكون اختباراً فاعلاً لجودة الطرق في المملكة، إذ خرجت الهيئة العامة للطرق لتؤكد «أن المملكة تمتلك أكبر شبكة من الطرق المترابطة في العالم بما يعزّز كفاءة العمليات اللوجستية والشحن» وقد رأى الجميع عمليات نقل الطائرات الأخيرة إلى الرياض وهي تمر في الطرقات بشكل سلس دون مشاكل لتعكس جودة ترابط الطرق بالمملكة ومتانة البنية التحتية، ومدى قوة وبراعة شركات الخدمات اللوجستية بالمملكة، حيث إنّ الشركة التي تنقل الطائرات ليست شركة أجنبية، بل شركة سعودية ضخمة في الخدمات اللوجستية، ليس ذلك فحسب.. بل هي شركة قد دخلت موسوعة جينيس منذ عقد من الزمان عام 2012م، حين قامت بنقل أضخم وحدة تحلية في العالم بمساحة ملعب كرة قدم وبوزن يقارب 5000 طن، حتى هذه اللحظة.. لم يقترب أحد من هذا الرقم العالمي المثير!
لقد اختصر معالي المستشار أروع الأمثلة في التسويق المبتكر، بفكرة خلاقة جعلت جميع الأطياف تتفاعل معها، واختصر الطريق للكثيرين.. حين أقام الدنيا ولم يُقعدها بجملة واحدة «فجأة وانت تسوق... طيارة تقطع عليك الخط»، والله لقد قطعت خطّ المتوقع بهذه التغريدة يا معالي المستشار!