|
| الثقافية
حينما تحدثنا عن المؤسسة الرئيسة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأهمية الدور الذي قامت وتقوم به بمثابة وزارة للثقافة والرياضة بحق وحقيق، ماهو الا تثمين عال ومكان بارز تتبوأ به هذه المؤسسة.
الا ان قسم الفنون التشكيلية التابع للادارة الثقافية بامكاناته المحدودة موظفين ومخصصات مالية وعدم وضوح في تحديد المهمات والأهداف وجموده وعدم تطويره عما كان عليه في أيامه الاولى حينما كانت الحركة التشكيلية في بدء نشوئها, أثر في انكماش الحركة التشكيلية.
وعلى الرغم من اتساع الحركة الفنية وتطورها وفرض وجودها وأهميتها في الداخل والخارج فإن الاستجابة باحتواء الحركة الفنية بما يتلاءم مع ذلك التطور والاتساع مع الأسف خلق وضعا سلبيا في تجاوب الفنانين مع القسم.
هناك الكثير من الآراء والمقترحات طرحت على صفحات الجرائد المخصصة للفنون التشكيلية التي استمر بعضها وتوقف البعض الآخر من جراء اليأس دون النظر جديا بتلك الآراء والمقترحات التي صدرت من أصحاب العلاقة المباشرة ألا وهم الفنانون التشكيليون انفسهم.
السبب الأول والمباشر معروف : الشخص الملائم في المكان الملائم أو كما جاء في حيثيات نظام الموظفين بما معناه الوظيفة لا تفصل على مقاس الموظف انما يجب ان تتوفر في الموظف المواصفات والمؤهلات المنصوص عليها في مسمى الوظيفة مثلا لن نتوقع من محرر الصفحة الاقتصادية أو الشؤون المحلية ان يكون مشرفا او مسؤولا عن الصفحة التشكيلية أو الأدبية!
***
هناك الاسباب العديدة في تعثر عمل قسم الفنون التشكيلية في الادارة الثقافية, منها: عدم وضوح الرؤيا والهدف من انشاء ذلك القسم, هل هو الاشراف على قسم هواة الرسم في النوادي الرياضية؟ أو مسؤول بكل جدية والاهتمام بخلق وتطوير حركة فنية شاملة على نطاق المملكة؟
ليس هناك ما يسمى بالواجبات والمسؤوليات سواء للقسم كهدف ثابت، او تحديد الواجبات والمسؤوليات نصا لجميع الأفراد فالعمل يجري كما تفرضه الظروف الصدفة : أي التنفيذ الارتجالي لما يرد القسم من اعمال ولكي اخلي نفسي من هذا الكلام اقول ربما وجد هذا التنظيم الاداري في مكان ما، إلا ان الامور كما نراها لا تدل على التمشي بما جاء في ذلك النظام ولكي لا اكون متجنيا على قسم الفنون التشكيلية، التابع للادارة الثقافية، اسوق هذا المثال:
وصلنا بيروت كعاصمة للثقافة، وكان الاستقبال من قبل سفارة خادم الحرمين الشريفين وتأمين السكن والمواصلات من أروع ما يقوم به أي سلك سفارة في العالم, في نفس اليوم عصرا ذهبنا لمشاهدة قاعة العرض، حيث العرض بعد 24 ساعة اي بعد يوم.
الصدمة الاولى: مساحة الصالة للعرض 20 x 6 امتار تقريبا.
جدران الصالة من الزجاج الصالة الزجاجية التابعة لوزارة الاعلام احدهما يطل على الشارع والجدار الآخر يطل على كراج المبنى لا يمكن تعليق اللوحات على الزجاج! ولا يتسع لمعرض اسبوع ثقافي .
الصدمة الثانية: الصالة في حالتها الراهنة، كباقي أحياء بيروت المتأثرة بالحرب, الاضاءة غير موجودة وسيئة، الزجاج معتم ارضية الصالة أسوأ من الشارع.
الصدمة الثالثة: حوامل العرض ستاندات في حالة يرثى لها مفككة ومكسرة لا تصلح للعرض بتاتا لا توجد أرفف لعرض منشورات ومطبوعات الرئاسة كما لا توجد قواعد لعرض المجسمات، او مكان ملائم يتسع لعرض الملابس والتراثيات.
الصدمة الرابعة: ليس هناك مكان مخصص لرجالات الدولة والسلك الدبلوماسي واستقبال الضيوف او تجمع الزائرين.
واسقط في يد الجميع ولكن العرض يجب ان ينجز في وقته المحدد وعلى الشباب ان يعملوا طيلة الليل ونهار الغد لقد بذلوا ما يشبه المستحيل ما دور قسم الفنون التشكيلية بالاعداد المسبق لهذا الاسبوع الثقافي ؟ لا اعلم!.
كان على المشاركين في المعرض ان يقوموا او يجدوا من يقوم بالاعمال المطلوبة في بلد ليس لاحد دراية به.
أولا: ايجاد عمال لدهن ممر الكراج بالدهان وفرشه بالسجاد المستأجر مكانا للضيوف.
ثانيا: ايجاد عمال لتنظيف المبنى والزجاج.
ثالثا: اصلاح الانارة والتكييف.
رابعا: تأجير أرفف لعرض الكتب ومانيكانات للملابس.
خامسا: الحصول على ستاندات وقواعد للمجسمات.
سادسا: فتح الصناديق واخراج وتنظيف وتصنيف المعروضات.
سابعا: أربعون لوحة فقط من اصل 90 لوحة تم اختيارها بسبب ضيق المكان اغلبها لوحات قديمة من مقتنيات الرئاسة.
أما لوحات الخط العربي والصور الفوتوغرافية ورسوم الاطفال فقد تم عرض اقل من نصفها.
ثامنا: حدث كهذا مشاركة المملكة في اسبوع ثقافي في عاصمة الثقافة ببيروت لم يتهيأ له دعاية اعلامية لائقة بسمعة المملكة ولم تقم جلسات او ندوات ثقافية فنية، عن واقع الحركة التشكيلية او الثقافية او على الاقل دعوة للنقاد والفنانين اللبنانيين للاطلاع والتمازج بين ثقافة البلدين ,, الخ,.
نتساءل لم حدث مثل هذا؟ وأين كان قسم الفنون التشكيلية لاعداد هذه المشاركة؟ هل هو تقصير فني، مالي، ام اداري؟
حينما يصاب محمد المنيف كفنان وصحفي بالاحباط بعد عشرين سنة فليس هو وحده منهم من اصابه الاحباط حتى الموت تغمدك الله بفسيح جناته يا أبا طارق ولا اعتراض لمشيئة الله.
في عدد الزميلة الرياض الاثنين 21 ذي الحجة 11599 قدم الزميل الفنان محمد المنيف مقترحات على طاولة المسؤولين في عاصمة الثقافة 2000 تحت عنوان:
الحاجة ملحة لتأسيس جمعية للفنون التشكيلية ذات شخصية مستقلة وان: بقاء الفن التشكيلي ضمن الانشطة الثقافية الاخرى يضعف الدعم المخصص له وادرج مقترحات كنا قد طالبنا وما زلنا نطالب بها منذ اكثر من خمسة عشر عاما.
ملاحظة: للموضوع بقية حول: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون .
|
|
|
|
|
