| محليــات
يبدو أن ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية لمواقع قوات الاحتلال الاسرائيلية المتواجدة في الشريط الحدودي منذ (22) عاما مضت، قد أربكتها سياسياً وعسكرياً,,!!
فقد تضاربت أقوال القادة الإسرائيليين سياسيين وعسكريين أمس حول موعد الانسحاب من جنوب لبنان.
فبينما أعلن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي رفض ذكر اسمه أن رئيس الوزراء إيهود باراك أمر بأن يكون الجيش مستعداً لإنهاء الاحتلال لجنوب لبنان بحلول الأول من شهر يونيو المقبل، نفى مستشار رئيس الوزراء لشئون الإعلام هذا النبأ وقال إن الانسحاب من جنوب لبنان سيتم في غضون الأسابيع القليلة القادمة!!
وأمس تسارعت حركة إخلاء القرى والمدن اللبنانية المحتلة في قطاعات الجنوب حيث أخذ المئات من سكانها يعودون إليها لأول مرة منذ 22 عاماً من الغياب القسري بسبب الاحتلال.
على أن الظاهرة اللافتة والجديرة بالاهتمام والدرس هي أن المئات من عناصر مليشيا ما يُسمى جيش لبنان الجنوبي العميلة أخذت تستسلم تباعاً إما لقوات المقاومة، أو للجيش اللبناني النظامي فيما تبدو الظاهرة كما لو كانت قفزاً من سفينة تغرق في مستنقع أزمة لبنان !
وما يحدث الآن في جنوب لبنان هو حقيقة وواقعاً، وبكل مقياس سياسي ومفهوم عسكري هزيمة صريحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم تحمه منها أسلحته المتطورة وعتاده الحربي الحديث!
كما لم تساعده في الحماية من الهزيمة عمالة المليشيا الجنوبية التي خانت نضال الشرفاء من أبناء لبنان لمقاومة الاحتلال، والدفاع عن سيادة الدولة وكرامتها.
وهذه الهزيمة هي التي جعلت نائب وزير الدفاع الاسرائيلي يعترف أمس بأن القوات الاسرائيلية والمليشيا العميلة لها في جنوب لبنان قد ضعفت !
ثم أنحى باللائمة على حكومة باراك واعتبر قرار انسحابها من جنوب لبنان خيانةً للمليشيا العميلة!
ويبدو أن صنّاع القرارات في إسرائيل لم يعودوا قادرين على تحديد حقيقة ما يريدون بعد أن انهارت وفشلت سياسة الاعتماد على القوة العسكرية ليس فقط لتكريس احتلال الأراضي العربية، بل ولإرغام الأطراف العربية المعنية على الإذعان لإرادة إسرائيل وقبول ما لا يمكن لعربي حر قبوله في طاولة مفاوضات السلام.
نخلص إلى أنه لم يعد أمام إسرائيل من مخرج، ليس فقط من مستنقع لبنان، بل وأيضاً من ثورة الغضب الفلسطيني المستمرة منذ نحو أسبوع سوى إذعانها هي نفسها إسرائيل لإرادة الحرية التي تغذي صمود الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين سعياً لتحرير كل شبر محتل من الأرض العربية، فالسلام العادل والشامل بعد الجلاء من كل أرض محتلة هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل التي تأكد لها بعد سنوات العداء والاحتلال واعتماد منطق القوة العسكرية أن ذلك كله لم يحقق لها الأمن الذي تنشده.
الجزيرة
|
|
|
|
|