**هذه الأيام,, هي أيام الامتحانات,, فالأبناء والبنات في حالة نفسية مختلفة,, وفي حالة ترقب وحذر وخوف,, والأعصاب مشدودة للغاية,, ولهذا,, فإن مسئولية الآباء مضاعفة جداً,, ومسئوليات الأم أشد وأشد.
** على هؤلاء,, أن يوفروا لأبنائهم مناخاً جيداً,, وأن يراعوا نفسياتهم,, وأن يتابعوا نشاطهم وحركتهم اليومية,, وأن يوفروا لهم الغذاء الجيد,, وأن تكون خطواتهم محسوبة في غير رقابة شديدة صارمة,, وفي غير تعامل غليظ,, وفي غير نرفسة أو مشادات,, حتى الأمور التي تحتاج إلى جدل أو نقاش أو حوار,, يمكن تأجيلها إلى ما بعد الامتحان ولن يطير شيء.
** بعض الآباء هذه الأيام,, تجده مشدوداً متعلقاً بابنه,, يتابع معه,, ويذاكر له ويعرف درجاته في أعمال السنة,, ويعرف أين موطن الضعف,, ويعرف المواد التي تصعب عليه,, ويعرف كل شيء عنه,, يتابعه عن قرب,, وقد حول كل همه ونشاطه هذه الايام إلى ابنه أو بناته.
** أما بعض الآباء الآخرين,, فلا يدري أساساً أن لدى أولاده امتحانا,, ولايدري متى بدأ ولا متى ينتهي,, ولا يدري عن مستواهم أي شيء,, بل ربما لايعرف,, هم في اي فصل,.
** هي أيام بسيطة لا تتجاوز العشرة أيام أو أسبوعين,, تتطلب من الآباء والأمهات جهداً مضاعفاً,, وعملاً مكثفاً ولكن,, ليكن كل ذلك مدروساً ومحسوباً,, ووفق العقل والمنطق.
** كما ينبغي على الآباء والأمهات خلال هذه الأيام,, عدم سؤال الأبناء بإلحاح,, عن كيف كانت إجاباتهم السابقة في المواد التي مضت,, إذ يكفي سؤال واحد,, ومتى أجاب الابن أو البنت,, فيجب رفع معنويته,, حتى ولو أجاب بإجابة تومىء بأنه أخفق,, لأنه قد يتبع الإخفاق اخفاقات,, وقد يتبع هذا التراجع تراجع آخر في مواد أخرى,, وقد يدخل في صراع نفسي يجعله ييأس من النجاح,, فرفع معنويته مهم,, والاخفاق في درس واحد ليس كالاخفاق في خمسة أو ستة.
** إن البعض يتصور أن المشكلة هذه الأيام,, هي مشكلة الطلاب وحدهم فقط,, أو مشكلة المدرسين والمدرسة والموجهين وقطاعات التعليم,, بينما مسئولية البيت مسئولية كبرى ومضاعفة,, وهم المحك الأول,, إذ بوسعهم توفير مناخ رائع للطالب,, حتى ولو كان ضعيفاً أو لديه مشاكل دراسية أو مشاكل مع مادة أو مدرس أو مع أي شيء آخر خارج نطاق المدرس والمدرسة.
** ولأن الآباء ينجحون هذه الأيام إلى حد بعيد في تطويع أبنائهم,.
** ولأن الأبناء يصغون لهم جيداً ويأخذون بالنصيحة,, نظراً لحساسية الأمر,, فإنه يحسن بالآباء,, والأمهات أيضاً,, ان يوجهوا أبناءهم إلى الالتزام الشرعي والحفاظ على الفرائض والنوافل,, والقرب من الله ونبذ المخالفات الشرعية والبعد عن المعاصي,, لأن هذه الأيام,, فرصة لتربية اسلامية أفضل,,وحتى ينشأ الابن والبنت على مخافة الله تعالى,, ويدرك ان الانسان المسلم ليس كغيره.
** وبالمناسبة,, فإن المساجد تشهد هذه الأيام اقبالاً من شباب كنا نفتقدهم سابقاً,, وبالذات في صلاة الفجر,, فليتنا نراهم دائماً.
|