عبر ملتقى,, مساء الثلاثاء 27/ المحرم 1421ه وحوار اشترك فيه,, كل من الاستاذ عبدالمقصود خوجه، والاستاذ احمد حسن فتيحي, وحضور نفر من المواطنين، دار حوار حول مشاركة القطاع الخاص في دعم الثقافة.
وقلت من خلال كلمة عابرة، ان كثيرا من القطاع الخاص القادرين هم، بعيدون,, عن هذه المشاركة, ولا يولونها اي عناية ولا اهمية كأنها لا تعنيهم، وغير مسؤولين ان يسهموا ولو بالحد الأدنى لدعم الفكر نرى عند الذين يقدرونه في العالم كله، يسعون ويتبرعون بسخاء، لانهم يقدرون المعرفة، ويعرفون قيمة الثقافة، وان حضارة أي أمة,, لا تقاس على كتل المسلح، ولا ما عند اغنيائها من ثروات,, وإنما مجد اي أمة على وجه الأرض,, لا يكون إلا من خلال العلم والثقافة، فهما اللذان يبنيان المصانع ونمو الزراعة والمجد والرقي الحضاري, وهو التطور والحياة الباقية, اما الأمة الخاملة، فلا تلتفت، ولا تعنيها الحياة الفكرية، وإنما همها ان تجمع المال وتكنزه.
والناس الذين نخاطبهم، لا استطيع ان اجردهم من الوعي, غير ان حق المواطنة,, يدفع ذوي الحس القادرين ان يسارعوا ويسهموا بما ينفع الناس,, ولقد تحدث بعض الحاضرين، عن مشروعات تنفع الناس والبلاد، لو ان القطاع الخاص,, اسهم في انجازها,, من مستشفيات خيرية، وجامعات اهلية، ودور اجتماعية, وتوقف عليها مشروعات تغذيها، وعائد لمصروفاتها ونفقاتها، وتكون صدقة جارية,, في ميزان حسنات صانع المعروف.
إننا نرى في الغرب السعي إلى هذه المشروعات التي تنفع الناس، ينهض بها الأغنياء، رغم انهم مثقلون بالضرائب، ومع ذلك فإن حس المواطنة أشبه بهاجس في نفوسهم ووجدانهم، اما نحن فبعيدون,,, إلا عبر لقاءات حاكم، يدعو ويحضر مشروعا ويبدأ بالاسهام فيه، فيسارع الحاضرون,, الى الاقتداء والتجاوب، ليكونوا في الرؤية من المجيبين والمبادرين! ونحن نريد سخاءً لا تساخيا، عبر مبادرات,, ذلك ان الذي يجري وراء الحقوق والكسب وجمع المال,, ينبغي ان يدرك، انه من عطاء المعطي، وهو محسوب عليه, فإذا أنفق منه في الخير وما ينفع الناس غنم وربح البيع كما قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
واعترف الاستاذ احمد فتيحي، بأن القطاع الخاص,, مقصر في دعم الثقافة,, وأنا اريد ان يبدأ اخي احمد، وأخي عبدالمقصود، واصحاب الثراء بالاسهام في الارتفاع بالمعارف، لانها عنوان الارتقاء والتقدم، وألا يتصوروا ان المعرفة ينبغي ان تسخر لخدمة المال، وإنما العكس هو الصحيح، لان المعارف بقاء، والمال غاد ورائح، والمعرفة قيمة، وينبغي ان يسخر المال,, لتنمية الثقافة ودعمها والانفاق عليها, فهي حضارة وعنوان أي أمة متقدمة وما عداها خامل, وغنى الأمم,, ليس بناطحات السحاب، ولكن ثرواتها في معارفها وارتقائها الحضاري,, ونهضتها العلمية، فذلك الأبقى,, وأعترف ان الاخ عبدالمقصود يشارك بتكريم العلماء والأدباء وطباعة بعض الكتب لأصحابها، عدا مجلدات الأثنينية.
|