|
| القوى العاملة
حدثني أحد الزملاء فقال:
يعمل لدي موظف كان مثالا للجد, والنشاط، والأداء الفعال,,وفجأة تغير طبعه، حيث أصبح يسرح طويلا، ويفكر كثيرا وبالتالي تأثر أداؤه، وقلت انتاجيته، مع تقيده بأوقات الدوام الرسمي حضورا وانصرافا,, عندها أيقنت أنه يعاني من مشكلة ما، فاستدعيته الى مكتبي وقلت له:
ماذا دهاك يا فلان؟ لم تكن هكذا أبداً؟
هل ألمت بك بعض الظروف الصعبة، أو المشكلات الطارئة؟
قال: هل لاحظت عليّ شيئا؟ ألست أحضر قبل زملائي وأنصرف بعدهم؟
قلت: بلى ولكن ليس هذا فقط هو المطلوب من الموظف.
المطلوب من الموظف بالاضافة الى المحافظة على أوقات الدوام الرسمي أمور كثيرة تتعلق بالأداء الوظيفي، والصفات الشخصية، والعلاقات مع الآخرين.
وأنت لست بغريب علينا، فقد كنت مثاليا في كل هذه الأمور,, إلا أنه في الآونة الأخيرة قل عطاؤك، وانخفضت انتاجيتك، وتضاءل أداؤك.
اذا كنت تعيش ظروفا قاسية، أو مشكلات صعبة فدعنا نساعدك على تذليلها، حتى لا نخسر موظفا مجدا ونشيطا مثلك.
قال: ما دام الأمر كذلك فإنني بالفعل أعيش هذه الأيام ظروفا عائلية صعبة يتطلب التغلب عليها بعض الوقت,, ولم أستطع التوفيق بين العمل، ومواجهة هذه الظروف.
قلت: ما رأيك أن تأخذ اجازة اعتيادية لمدة شهر أو شهرين وتتفرغ لمواجهة هذه الظروف، وايجاد الحلول المناسبة لها، لتعود الى عملك بكل جد ونشاط كما عهدناك.
وأخذ هذا الموظف اجازة اعتيادية لمدة شهر استطاع خلالها أن ينهي مشاكله، ويتغلب على ظروفه، وعاد بعدها الى العمل وهو أكثر حيوية ونشاطا، وبالتالي عادت معدلات انتاجيته الى الارتفاع كما كان في السابق.
وهكذا نرى أنه يجب على كل رئيس أن يتلمس المشكلات التي قد تحيط ببعض العاملين ويساعدهم في ايجاد الحلول المناسبة لها لكي يحافظ على رضائهم الوظيفي الذي ينعكس ايجابا على انتاجيتهم وأدائهم.
والله الموفق
عبدالله بن محمد المدهش |
|
|
|
|
