| عزيزتـي الجزيرة
لا أعرف لماذا استسلم شباب عصرنا الى رياح الاكتئاب التي تعصف بآمال الكثير من شباب هذه الأيام؟ ولا أدري لماذا تركوها تسلب منهم ابتسامات المستقبل دون مقاومة تذكر؟
نعلم بأن الشباب مفتونون بمقتنيات العصر الجديد وكل ما هو دخيل على مجتمعاتنا من الإبداع التكنولوجي الجديد كونهم لم يستطيعوا الوصول الى كثير منها ومع ذلك فقد تفاعل الشباب مع ما حولهم من الإبداعات والتكنولوجيا ولم يفقدوا لحظة واحدة فرحتهم بهذه الحياة وبقي بريق ابتساماتهم يسر الخاطر ويشرح الصدر الى ان دفعهم حبهم للعمل وللحياة بحلاوتها ومرها الى انخراط كثير منهم في الدراسة للوصول الى مثل تلك الابتكارات والإبداعات المتناثرة حولهم من كل حدب وصوب في جميع مجالات الحياة المختلفة,, ولكنهم يفاجأون بأنياب الحيرة تنهشهم بحثا عن الوظيفة المناسبة لتخصصاتهم التي تبحث عن إجابة لعدم اسئلة مقلقة لعدم الطلب عليها وبهذا سمحت لأخطبوط الإحباط ان يتسلل الى اعماق مستقبلهم المشرق، بعد ان كانت نتيجة دراستهم لعدة سنوات بالجامعة وعند الحصول على وثيقة التخرج والوظيفة ذهبت احلامهم ادراج الرياح، حيث كان من الواجب عليهم التخطيط للالتحاق والانخراط في التخصصات المطلوبة على واقع متطلبات الحياة و(الألفية) الجديدة وخصوصا الطبية والهندسية والمعلوماتية كالحاسب وغيره,, ان سنحت لهم الفرصة وإلا,, الانسحاب الى التخصصات المهنية والحرفية الأخرى التي هي صلب وأساس العمل والصناعة التي هي أساس تقديم العديد من الدول كدول شرق آسيا مثل (ماليزيا واندونيسيا وكوريا وسنغافورة,, وغيرها) حيث تعتبر من الدول المتقدمة صناعيا التي تنافس الدول الصناعية الكبرى كأمريكا والمانيا,, وغيرها، ونعلم طبعا ان الشباب العربي بشكل عام يكابد ظروفا اجتماعية قاهرة.
حتى ان احلامهم تلك اصبحت حنظلة يمضغون الكآبة فيها، وقد نسي الشباب ان تجربتهم تلك التي مرت بهم في الحياة مازالت غضة في طور الظهور وهي تنفتح بشكل أوسع كلما تقدم بهم العمر على مر السنين، ومن وجهة نظري انهم لم يخسروا شيئا من أوراقهم الخضراء وورودهم العطرة، وان أمطار الأمل في غد مشرق مازالت تنهمر، شريطة ان يحددوا هدفهم المراد تحقيقه بكل وضوح وعليهم الأخذ بإيعاز أنفسهم ودفعها الى الدأب والمثابرة اللازمين لتحقيق الهدف الذي يهدف الى المشاركة الصادقة في خدمة الدين والوطن، بزرع بذور الخير بسواعدهم الفتية، لجني اشهى الثمار، التي بها سيواكبون تلك الإبداعات والاختراعات المختلفة التي طالما تمنى كل شاب من جيل اليوم ان يحصل عليها بكل سهولة دون عناء او تعب في ظل تحديات العصر المختلفة,وأنا أزعم ان مشكلة شبابنا من جيل اليوم تكمن في رغبتهم الجارفة في الحصول على كل شيء وفي أسرع وقت ومن دون مشقة ويبدو ان مناخ هذا العصر بانبثاق مقتنياته وانتشارها حولهم هو الذي غذى هذا الشعور لدى الكثير منهم، وخاصة في وقتنا الحاضر بعد ان طُمست الكثير من القيم والعادات في ظل رواج مفاهيم مخالفة عن الحياة,, والسعادة وغير ذلك من المفاهيم الجوفاء والبراقة من الخارج,وفي نهاية ما أكتبه هنا اطمع في حكمة الشباب واتساع مداركهم في تحديد أهدافهم ورسمها خطوة خطوة حتى يصلوا الى ما يسعون اليه لتحقيق أمانيهم المستقبلية دون تسرع واندفاع جارف, بل يقبلون على الحياة بكل شغف واجتهاد لاثبات حضورهم في كل ميادين العمل المختلفة,,ليصرعوا اخطبوط الإحباط المتولد عن الكسل الكامن داخل أنفسهم.
جمعان الزهراني رماح
|
|
|
|
|