| محليــات
أصبحت اسرائيل منذ أول أمس عضواً كامل العضوية في مجموعة الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة والتي تضم دولا أخرى حليفة للمجموعة وهي: استراليا ونيوزيلندة وكندا وتركيا فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت المجموعة الأوروبية قد أعلنت يوم الجمعة الماضية منحها اسرائيل عضويتها وذلك للمرة الأولى منذ قيام اسرائيل عام 1948م، ومنذ انضمامها للأمم المتحدة عام 1949م.
ولم تخف الولايات المتحدة الأمريكية أمس شعورها القوي بالسعادة والاغتباط لهذه الخطوة الأوروبية التي تمنح اسرائيل حق الترشيح لعضوية وكالات الأمم المتحدة المتخصصة مثل مجلس الأمن المسؤولة عن الأمن والسلام العالميين، وتنفيذ بنود ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الملزمة للدول الأعضاء بشأن القضايا الاقليمية والدولية التي تعرض عليه للنظر والفصل فيها بما يحقق مبدأي الحق والعدل.
ومثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجنة حقوق الانسان، ولجنة حظر الأسلحة المحرمة,, الخ,, وبغض النظر عن الشروط التي وضعتها المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة مقابل منح عضويتها لاسرائيل، والتي نراها أي الشروط شكلية لا تقدم او تؤخر شيئا، ولا تتضمن إلغاء عضوية اسرائيل في المجموعة اذا ما أخلت بها الشروط نقول بغض النظر عن هذه الشروط نرى ان قرار المجموعة الأوروبية في الأمم المتحدة، يمثل خطأً استراتيجياً في السياسة الأوروبية داخل المنظمة الدولية قد تكون له عواقب خطيرة بالنسبة للأمن والسلام الدوليين، كما انه قد ينسف مصداقية الأمم المتحدة أو يلغي دورها اقليمياً ودولياً ويجعل الكثير من الدول الأعضاء فيها يتجاوزونها أو يتجاهلون قراراتها ما لم تتفق مع وجهات نظرهم حول القضايا المثارة وما لم يحقق دور المنظمة مصلحة هذه الدولة أو تلك ولو على حساب مبادىء وقيم وأهداف ميثاقها وأحكام القانون الدولي.
ولا تستطيع الأمم المتحدة في مثل هذه الاحتمالات ان تفعل شيئاً ضد أي دولة عضو لا تحترم إرادتها أو تنفذ قراراً من قراراتها لأن لها الأمم المتحدة رصيداً تراكمياً من الفشل في إلزام اسرائيل بتنفيذ أي قرار اتخذته جمعيتها العمومية أو اتخذه مجلس الأمن الدولي أو لجنة حقوق الانسان أو لجنة نزع الأسلحة المحرمة، سواء بالنسبة لقضية الصراع مع العرب في الشرق الأوسط على قضية الحقوق الفلسطينية المشروعة والأراضي العربية التي لا تزال محتلة منذ عام 1967م، أو بالنسبة لقضايا الأمن والسلام الدوليين في مناطق أخرى من العالم إذ كثيرا ما ثبت ان لاسرائيل يداً وراء نزاعات داخلية في دول افريقية كنزاع القرن الأفريقي بين اريتريا وإثيوبيا أو كنزاع الكنغو الديمقراطية، أو نزاع سيراليون وحتى في آسيا مثل النزاع الأهلي داخل سريلانكا، وتزويدها الهند بأسلحة فتاكة وهي تعلم ان الهند في حالة حرب مع جارتها باكستان بسبب إقليم كشمير.
فاسرائيل هي الدولة العضو الوحيد في الأمم المتحدة التي دأبت على ان تضرب بعرض الحائط كل قرار من الجمعية العمومية أو مجلس الأمن لا يتفق مع استراتيجيتها السياسية الشرق أوسطية أو العالمية الأخرى.
لقد كانت وما زالت دولة متمردة وشاذة التصرفات والأفعال بما لا يتفق مع السلوك المتحضر من أي دولة تدعي انها تمثل واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط, وبسبب كل ذلك نعتقد ان مجموعة الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة ارتكبت خطأً استراتيجياً خطيراً في حق الأمم المتحدة وفي حق ميثاقها وفي حق القانون الدولي وفي حق العدالة والتجرد من الأهواء والانحياز.
|
|
|
|
|