| مقـالات
في بدايات القرن المنصرم كان اسم (البرت اينشتاين) هو الاسم الألمع حضوراً متألقاً في المجتمع العلمي، وهو الذي بهر العالم من خلال النظرية (النسبية) والتي كانت تعتبر وقتها الكشف الفيزيائي الأهم والذي قوض كثيراً من المسلمات العلمية، وأضاف بعد (الزمن) للأبعاد الثلاثة (الطول - العرض - الارتفاع) التي ظل العلماء مستسلمين ومطمئنين لها لحقب طويلة!!
وانقضى القرن وأفل حاملاً واياه أبطاله، لتبقى بطولتهم منحصرة في ذلك الحيز الأوحد من الزمان والمكان، فقد ظهرت الآن بعض من الأبحاث العلمية التي تنقض نظرية (اينشتاين) وتتجاوزها وتبرز مواطن الخلل والضمور فيها.
وكل فكرة لن تصل حد كمالها إطلاقاً لأنها بالتأكيد تحمل بذرة نقضها بداخلها وهي تبقى في حالة متبدلة وصيرورة متحولة طالما هي تندرج في إطار الصنيع البشري المحدود.
هذه السنة الكونية الدائمة التبدل والتغير، تجعلنا نعي بأنه سبحانه قد استأثر بالحقيقة لنفسه دون بقية خلقه، (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
وبداخل هذه المساحة المحدودة التي يتحرك بها البشر، إلا إن هذا لا يزيدهم إلا عتواً وغروراً، وكل منهم يدعي بأنه المالك الأوحد للحقيقة وباستطاعته ان يصدرها للبشر فإما أن يزعق بها في وجوههم أو يجلد بها ظهورهم، أو يصادر بها آراءهم.
بينما تلك المساحة الضيقة للنافذة التي نرى من خلالها السماء، لا تجعلنا نجزم بأننا نرى السماء جميعها!!
الحقيقة الثابتة هي التبدل المستمر، وإن كان مرآى النهر يشير إلى الثبات والهدوء فإن مياهه في حالة انهمار وتحول دائمين ويبقى هنا التناقض بين هذه الجدلية وبين الكثيرين الذين يمضون في هذه الحياة وهم قد تقولبوا بداخل صناديقهم المصمتة (أم على قلوب أقفالها)، فيظلون بمنأى عن الحياة بتعدديتها وشموليتها واتساعها واختلاف ألوانها!!
|
|
|
|
|