| مقـالات
نشرت صحيفة البلاد الغراء في الثاني من شهرنا الحالي كلمة للأخ زهير كتبي عن مقالة للدكتور عبدالله دحلان وجاء في تعليق الصحيفة موجها لكتبي (نشكرك على ما جاء في رسالتك من إطراء لم نستطع نشره لكي لا ينطبق علينا ذلك القول: مادح نفسه يقرئك السلام , وقد استوقفتني العبارة الأخيرة لغرابتها على مسمعي، فرحت أفتش في خزانتي عن مجريات الأمثال، ومشهورات الأقوال، ومأثورات الأفعال علِّي أجد للعبارة موقعاً إلا أنني لم أعثر على ضالتي التي نشدت إلا ما جاء في قولهم مادح نفسه كذاب .
ولقد كدت أعزف عن الموضوع معترفا بأن خزانتي (المتواضعة) ما هي إلا قطرة أو دونها في بحر المعرفة,, لكني خشيت أن يلتبس علىالبعض الأمر ويفسروا القول على ظاهره فيتحفظوا في تبادل السلام فيما بينهم تحسباً وتحسسا من ذاك السلام المقترن في العبارة بنرجسية مدح الذات, ذلك مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر العباس بن عبدالمطلب في فتح مكة أن ينادي في الناس من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن وذلك بُعيد دخول أبي سفيان في الإسلام وبعد أن اقترح العباس أن تعطى له ميزة لأنه رجل يحب الفخر.
والسلام اسم من أسماء الله جل وعلا وهو تحية الإسلام وقد ورد في القرآن الكريم في ثلاثين موقعاً، عشر آيات للسلام تحية لأهل الجنة منها: (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام), يونس.
وفي سورة الصافات سلام على نوح وإبراهيم وموسى وهارون وآل يس وسلام على المرسلين.
وفي سورة مريم: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً) والآية تأتي مرة أخرى في السورة ذاتها بلسان عيسى عليه السلام لإقراره ببشريته بأنه يولد ويموت ويبعث مثل باقي البشر, مع اختلاف في الولادة والموت والبعث, وذلك قد يردنا إلى الحوار القرآني في سورة المائدة.
(ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) فلعل الآية تأتي في السياق نفسه.
وجاء السلام تحية في ثلاث عشرة آية أخرى منها قول إبراهيم لأبيه
(قال سلام عليك سأستغفر لك ربي) مريم
وعلىحين قال الله لنوح عن ابنه (إنه ليس من أهلك) هود
جاء عتابه جل وعلا لسيدنا إبراهيم (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ) الممتحنة
رغم أنه استطرد (وما أملك لك من الله من شيء) الممتحنة
ومن آيات السلام قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ) طه
(سلام قولاً من رب رحيم) يس
(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الفرقان.
والسلام واحد من أمور خمسة تجب للمسلم على أخيه أولها رد السلام ، وله آداب وأصول حددها الحديث الشريف (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير)، ورد السلام من حقوق الطريق ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم صريحة,, (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من بدأ بالسلام), وحديث (اقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
وبقدر ما استشعر اليهود قدسية هذه العبارة بقدر ما سعوا إلى اختراقها والعبث بها تزويراً وتضليلاً وخبثا ودهاء فكانوا يقولون للمسلمين (السام عليكم) ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بم يجيبونهم قال: قولوا لهم وعليكم.
ومصطلح السلام في العرف العربي ما نع جامع للعدوان فليس من المروءة فضلاً عن الشرع أن يلقى منك العدوان من ألقى إليك السلام.
هذا هو السلام وقدره في المجتمع الإسلامي واختم بحديث المصطفى إذا أردتم أن تتحابوا فافشوا السلام بينكم .
|
|
|
|
|