|
| مقـالات
لم أكن مقتنعا بوضع هذا العنوان كمتوج لهذه المشاركة لولا أن أحد الزملاء ألح في اختياره ليكون علامة استفهام غير مسبوقة, ذلك أن ادمان الفقر ليس مستساغا أو مقبولا في أي يوم من الأيام, والا لماذا نرى الآلاف بل الملايين من البشر يغادرون في الصباح الباكر أسرتهم وأحلامهم مهما كان نوعها طالما تمثل متعة في أوقات غياب التفكير وملاحقة الأحداث اذن فهو مرفوض من البشر قاطبة طالما هذه الأعداد الغفيرة تهب من مطارح راحتها في كل أرجاء العالم لتلاحق أسباب الفقر بالعمل أو بالتحصيل العلمي لأن المكاسب العلمية تطرد الفقر هي الأخرى وتحاول الاحتيال بالوسائل الحديثة لمنع أسبابه!!
الأثرياء وحدهم قد لا يكون لديهم مشكلة تؤرقهم مثل الفقراء في البحث عن الرغيف لولا الخوف من انقلاب الحال على اعتبار ان بقاء الحال من المحال, وهذا المثل الغامض قد لا يكون موجها الى الأغنياء بالذات لولا انه تذكير عام, فالشباب كما نعرف يتجه الى الكهولة والجمال يسير نحو الاختفاء والقوة الى ضعف ولماذا لا يتبعثر المال أيضا؟ انما العلم وحده يبقى صامدا لأنه جذري وليس بشكلي, واختياره أو الانحياز اليه يصبح أشد ثقة وأدعى للاطمئنان, انه الثروة التي تتضاعف ولا تتبعثر, والشعوب الضعيفة التي تتخبط في حياتها اليومية هي أكثر أمم الأرض فاقة وتعاسة لأن مصيرها الوضع السائد الذي لا يتيح لها التفكير بمستقبلها أو تحسين أوضاعها القائمة لأنها منصرفة الى أمور تافهة مثل اثارة العداوات والتمسك بالأمور الجانبية التي قد تنبذ العلم والتعليم ولهذا فان المبشرين الأجانب يجدون المجال واسعا أمامهم لنشر الديانة المسيحية والأفكار المسمومة والسيطرة على ثروات الأمم الضعيفة ويجعلون من أفراد هذه الأمم حقل تجارب لكافة ما يخططون له من جرائم بما في ذلك تشكيل جيوش ومرتزقة تحارب بلا قضية سوى اثارة المتاعب للمجتمعات المستقرة والمتعلمة.
فالجهل اذن هو ذلك الجحيم الذي يواجه كافة المجتمعات أو التجمعات البشرية واذا لم تخرج من براثنه وتتحرر من عقابيله بقيت في ذيل العالم تسيطر عليها الخزعبلات وتنخر الأمراض الفتاكة في جسدها ولهذا سوف تبقى مدمنة على الفقر باعتباره من نتائج الجهل يستحيل أن تواكب القافلة العالمية التي تغذ الخطى نحو اشراقات العلم.
ومن المؤسف أن الدول المتأخرة أو الفقيرة هي أكثر دول العالم ارتماء على الحروب والتقتيل بدليل ما نراه ونسمعه من أحداث وانقلابات دموية في أفريقيا وأطراف آسيا المنكوبة بزعامات أو قيادات فاشلة تراهن على ازهاق الأرواح وتبديد الثروة القومية والبشرية ولهذا دعانا رسولنا الأعظم الى التمسك بالعلم بقوله صلى الله عليه وسلم:
اطلب العلم من المهد الى اللحد .
للمراسلة: ص, ب: 6324
الرياض: 11442
|
|
|
|
|
