هلّل الجمع في البقيع صداحاً
مرسلين النشيد تلو النشيد
مهطعين للنور, نور وعيد
بأعالي جنان ربٍّ رشيدِ
إنه الصقرُ في خوافيه يسمو
فوق أفق العقيق جدُّ سعيدِ
يا محمدُ الخطّابِ نجمَ ضياءٍ
يا رفيقَ الدروب طول العهود
يا سليلَ الأباة نبعاً كريماً
يا ابن دار الهدى وأشرف بيدِ
اِرفع الصوت جاهراً يتعالى
فوق كل الربى وكل صعيد
خاطب الناسَ من رحابك هيّا
مثلما كُنتَ,, قائلاً في حدود:
أيها الناس لا تكونوا بُغاةً
ناشرين الفساد في ذا الوجود
وتغنَّوا ديمومةً في حياةٍ
صاغها الله في نظامٍ فريد
واحذروا النفس في هواها دواماً
واجعلوا العقلَ مرشَداً برشيد
إن شرَّ النفوسِ داءٌ وبيلٌ
ليس منها سوى حميمٍ نضيدِ
اِرجعوا للإله دوماً تعيشوا
في هناءٍ بظلِّه الممدود
وأجيبوا نداء ربٍّ رحيمٍ
كي تفوزوا بنيل عيشٍ رغيدِ
إيه يا ابن الخطّاب أنت صديقٌ
صادقُ الودِّ ذو وفاءٍ مديد
نحنُ في هذه الحياة ثكالى
نشرئب الاعناق للمآل السعيد
قد غفينا مع الزمان ذهولاً
في بوادٍ من صمتنا الممدود
كم تمنيت أن أكون مراثي
منكَ لا راثياً يا فقيدي
كنت فينا مرجّحَ العقل وعياً
ثابتَ الخطو ذا لبابِ سديد
ناصحَ الخلِّ مصلحاً يتفاني
باذلَ الحبِّ في إخاءٍ ودود
فجَّرَ الحرف أنفساً وكبوداً
في بيانٍ قد صاغه من جديد
وصل الناس بالحنان حريصاً
أن يرى الناس كالبناء المشيد
قانعاً في الحياة ليس شغوفاً
بالتعالي وفانياتِ الجدود
عيدُه الحق بين حرفٍ ومعنى
بينما الناسُ بين دُفٍّ وعودِ
فالرضا طيب عطرِه في مداهُ
لا يبالي مطافُه بسدود
ناهجاً للذرى بكل إباءٍ
في عصاميّةٍ بعزمٍ شديد
قد كساهُ الإله نِعمَ خصالٍ
واكتمالٍ بحسن خلقٍ حميد
لستُ أنسى مواقفاً ناصعاتٍ
أشرقت من فؤاده المعمود
إيه يا ابن الخطّاب من خير صحبي
لك في القلب موطناً في وريدي
ثقل اليوم في فراقك حزناً
من عناءِ البعاد بين القيود
أسألُ الله أن يكون لقانا
في الفراديس، في جنان الخلود
نترعُ الكأسَ داهقاً من رحيقٍ
لذة منعشاً للوريد
من يدِ المصطفى المنير المجلّى
وإمامِ الهدى الشفيعِ الحميدِ
تُتلقى الرضا وطيب عطاءٍ
من نعيم الرحمن ربِّ الوجود!!!,.