| العالم اليوم
* العواصم الوكالات
تواترت أمس التقارير الصحفية، والتحليلات السياسية المتضاربة الآراء والتوجهات والنتائج حول مستقبل سوريا بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد, وتساؤلات لا تحصى حول ما يمكن أن يفعله ابنه بشار المرشح بقوة ليخلف والده على الرئاسة خصوصا بعد أن قلده الحزب الحاكم منصب الأمين العام الذي كان يشغله الرئيس الراحل، وبعد أن تمت ترقيته لرتبة فريق أول ليكون القائد العام للجيش السوري الذي أعرب قادته وكبار ضباطه عن الولاء له,, وفيما يلي رصد لأهم تلك التقارير والتحليلات السياسية,.
نمو اقتصادي سريع حققته سوريا
حققت سوريا نموا سريعا في بداية التسعينات عندما تغلبت بدرجة كبيرة على مشاكل الثمانينات مثل نقص المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء.
بيد أن اقتصاديين يعتقدون ان اقتصاد سوريا قد يكون اصغر الآن مما كان عليه قبل أربع سنوات, لا يزال الاقتصاد يدار على النمط السوفيتي بمؤسسات حكومية, وأوضح مثال على ذلك المؤسسة العامة للتجارة الخارجية للمواد الغذائية والكيماويات المكتظة بالموظفين.
وخلال العام الماضي كان الاسرائيليون يشيرون الى أن مسعى الأسد للسلام حتى وان اضطر الى تخفيف آرائه التي اعتنقها طوال حياته السياسية كان مؤشرا على ضعف سوريا, ولكنَّ مقربين يشككون في هذا الافتراض.
قال مسؤول لبناني سابق تعامل مع الأسد لسنوات في تصريح لرويترز قبل شهرين لا استطيع تصور الأسد يوقع اتفاق سلام, انه مصمم أنه على حق, يتحلى الرجل بصبر أيوب, شيء غير معقول .
وبينما يؤذن موت الأسد بتولي جيل شاب للسلطة كما حدث في الأردن فلا توجد أي مؤشرات لحدوث تحول جذري في سياسة سوريا.
وقد يكون رفض الأسد اعطاء تنازلات قد أسهم في فقر وعزلة سوريا ولكنَّ السوريين كانوا سيرفضون اي اتفاق سلام مع اسرائيل لا يلبي مطالب الرئيس الراحل.
وأي خليفة للأسد الذي رشح حزب البعث الحاكم ابنه بشار 34 سنة لتولي الزمام ولايزال عليه تعلم لعبة الحكم لا يريد ان يظهر أضعف من الرجل الذي رفض الاستسلام لضغط الولايات المتحدة واسرائيل طيلة 30 عاما,
قال دبلوماسي عربي قريب من مجريات الأمور هناك اتفاق بأن يواصل الزعيم الجديد سياسات والده .
مئات الآلاف من السوريين
ينزلون إلى الشوارع لمبايعة بشار
وفي دمشق نزل مئات الآلاف من السوريين الى شوارع العاصمة دمشق لمبايعة الفريق الركن بشار الأسد أمس الاثنين في الوقت الذي تجري فيه استعدادات الجنازة الرسمية لأول رئيس استمر حكمه فترة 30 عاما.
الشخصيات السياسية المؤثرة المحيطة ببشار الأسد
هذا وفيما يلي تعريف بالشخصيات الأربع الرئيسية المحيطة ببشار الأسد الذي يدعم قبضته على السلطة في سوريا بعد رحيل والده الرئيس حافظ الأسد.
* نائب الرئيس,, عبدالحليم خدام:
تم تهميش دوره في الفترة الأخيرة مع صعود بشار لكنه عاد الى دائرة الضوء بوفاة حافظ الأسد يوم السبت الماضي.
تولى أمس الأول سلطات الرئيس وفقا لما ينص عليه الدستور لفترة انتقالية من المتوقع ان تستمر بضعة اسابيع, وكان من أول ما فعله بعد توليه السلطة تعيين بشار قائدا عاما للجيش ممهدا الطريق أمامه ليتولى منصب الرئاسة خلفا لوالده.
وعمل خدام 67عاما محاميا وتولى وزارة الخارجية لمدة 14 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس عام 1984.
وتولى خدام مناصب محافظ القنيطرة وحماة ودمشق بعد وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963.
وكانت لخدام اسهامات كبيرة في انهاء الحرب الاهلية اللبنانية في الفترة من 1975 الى 1990 وتولى أمر العلاقات السورية اللبنانية حتى أعطى الأسد ما اسمته الصحف ملف لبنان لبشار الذي بدا في ذلك الوقت انه سيخلفه.
* رئيس الوزراء,, محمد مصطفى ميرو
عين في مارس آذار الماضي وكان من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية خلفا للأسد.
اشتهر ميرو بمهاراته الادارية العالية وتولى السلطة في اطار حملة ضد الفساد يقودها بشار.
وتوصف حكومة ميرو بأنها فريق من الفنيين الشرفاء الذين جاءوا للترويج للاصلاحات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها سوريا بشدة.
ولد ميرو في بلدة بالقرب من دمشق عام 1941, وعمل محافظا لمدن شمالية مثل حلب والحسكة وجنوبية مثل درعا.
واثناء وجوده في حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا بعد دمشق دخل ميرو في محادثات مع مسؤولين أتراك وأقام علاقات طيبة معهم رغم التوترات بين البلدين.
* وزير الخارجية,, فاروق الشرع:
عمل الشرع 61 عاما عن كثب مع الأسد بعد أن تولى وزارة الخارجية عام 1984 واشرف على عملية السلام مع اسرائيل منذ بدء المحادثات في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991م.
واتضح دوره الحيوي في البلاد من القلق الدولي الذي أثاره نقله المفاجىء الى بيروت في اكتوبر - تشرين الأول الماضي لاجراء جراحة في القلب.
والشرع عضو في حزب البعث السوري وهو من المؤمنين بموقف سوريا بأن السلام مع اسرائيل لا يمكن ان يتحقق إلا باستعادة سوريا لكامل اراضيها المحتلة منذ حرب عام 1967.
وكان لدى الأسد والشرع شكوك عميقة في اسرائيل لكنهما لم يتوقفا قط عن محاولة التقرب من حليفتها الكبرى الولايات المتحدة وهي الدولة الوحيدة التي تملك النفوذ لفرض تسوية سلمية.
وسعى الشرع لتغيير صورة سوريا من عدو للغرب منذ الحرب الباردة الى دولة عملية مهتمة بالسلام والتكامل مع المجتمع الدولي.
وولد الشرع في مدينة درعا الجنوبية عام 1938 ودرس الأدب الانجليزي والقانون الدولي في جامعات دمشق ولندن, وتولى عدة مناصب حكومية قبل أن يصبح وزيرا للخارجية.
* وزير الدفاع,, مصطفى طلاس:
باعتباره رفيقا للأسد تمت ترقيته بعد الانقلاب السلمي الذي قاده الأسد عام 1970 ليصبح وزيرا للدفاع عام 1972.
وهو نائب لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب قائد القوات المسلحة وعضو في القيادة القومية لحزب البعث.
وولد طلاس في عام 1932 بالقرب من مدينة حمص على مسافة 200 كيلومتر شمالي دمشق, وفيه تولى قيادة اركان اللواء المدرع الخامس في الفترة من 1964 الى 1966 ورقي عام 1968 رئيس أركان ونائبا لوزير الدفاع.
ودرس طلاس في أكاديمية فوروشيلوف في موسكو في عام 1963 وتولى منصب قائد كتيبة مدرعات.
خدام يبتعد عن الأنظار في سوريا
هذا وابتعد عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري عن الأنظار أمس الاثنين بعد يومين من وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد.
وركزت كل وسائل الاعلام الرسمية على بشار ابن الأسد الذي لم يكن يشغل أي منصب رسمي عند وفاة الأسد ولكن يستعد لتولي الرئاسة بمجرد الوفاء بكل المتطلبات الرسمية.
ولم تنشر أي صحيفة سورية صورة لخدام الذي وقع أمس الأول على مرسومين بترقية بشار من رتبة عقيد الى رتبة الفريق وتعيينه قائدا للقوات المسلحة.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لبشار بمفرده اثناء تلقي التعازي من الرئيس اللبناني اميل لحود وضباط كبار بالجيش برئاسة وزير الدفاع مصطفى طلاس ورئيس الأركان علي أصلان الذين حضروا للاعراب عن ولائهم.
وخدام عضو بارز في الحرس القديم وهي مجموعة من المتوقع أن يقوم بشار 34 عاما بتغييرها.
وجرى استجواب العديد من الأعضاء البارزين في الحكومة الذين كان لبعضهم صلات طويلة بالرئيس الراحل ضمن حملة شنها بشار ضد الفساد في الآونة الأخيرة.
ولأكثر من ثلاثة عقود كان خدام مستشارا قريبا للأسد وكان مسؤولا عن سياسة سوريا تجاه لبنان منذ بدء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما من عام 1975, ولكن دوره نقل لبشار عام 1998.
العلاقات العاصفة بين سوريا والفلسطينيين
وبشأن العلاقات المتأزمة بين سوريا والسلطة الفلسطينية قال تقرير بأنه تقوم بين الاخوين سوريا والفلسطينيين علاقات عاصفة ساءت خلال السنوات الأخيرة وشابتها اتهامات بالخيانة للقضية العربية أو بالتدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية.
لكن عندما اطلق الرئيس الفلسطيني الحالي الكفاح المسلح ضد اسرائيل في 1965 بعدما شكل حركة فتح، كانت دمشق هي التي وفرت له الدعم الرئيسي وسلحت أوائل مقاتليه.
وهذا التضامن المكلف، الذي اقحم دمشق لاحقا في حرب حزيران/ يونيو 1967 لم يكن مجانيا في رأي الباحث الفلسطيني موسى البديري.
وقال هذا الأستاذ في جامعة القدس بالضفة الغربية ان النظام السوري يعتبر نفسه حامل لواء القومية العربية, وهو لم ينس أبدا ان فلسطين كانت الاقليم الجنوبي لسوريا الكبرى، وبالنسبة اليه فان الكفاح ضد اسرائيل هو قضية الأمة العربية كلها .
لكن القيادة الفلسطينية التي وضعت المحافظة على استقلالية قرارها فوق كل اعتبار، وهي تناور بين مختلف الأنظمة العربية، سرعان ما ستضيق ذرعا بهذه الرعاية.
ثم أخذت العلاقات تتدهور جديا بين سوريا والفلسطينيين بعد دخول القوات السورية الى لبنان في عام 1976 بدعوة من الميليشيات المسيحية التي كانت تتقاتل مع الفلسطينيين.
ثم تفاقمت العلاقات بعد الدعم الذي قدمته سوريا في 1983 الى انشقاق عن حركة فتح على أمل خاب فيما بعد ان تسيطر على الحركة الوطنية الفلسطينية بابعاد ياسر عرفات عن قيادتها.
القطيعة وقعت بعد عشر سنوات
ثم تكرست القطيعة بعد عشر سنوات اثر توقيع اتفاقات أوسلو بين الفلسطينيين واسرائيل, واتهم نظام الرئيس حافظ الأسد عرفات بتوقيع اتفاق سلام منفرد مع العدو.
وقال البريدي ان السوريين الذين كانوا يرغبون في قيام جبهة عربية موحدة شعروا بأن هذا الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه سرا دون علمهم، قد طعنهم في الظهر .
ومنذ ذلك التاريخ، انقلبت العلاقات بين دمشق ومنظمة التحرير الفلسطينية الى عداء خرج الى العلن مرات عدة ولاسيما في آب/أغسطس الماضي عندما شتم وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس الزعيم الفلسطيني واهانه علنا.
ولا تزال دمشق تستضيف اليوم أكثر من عشر فصائل فلسطينية معارضة لعرفات.
لكن المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب اعتبر أنه اذا كانت العلاقات سيئة بين القيادتين، فالحال ليست كذلك بالنسبة للشعبين .
دروز الجولان يشتبكون مع الإسرائيليين
وعلى صعيد آخر فقد اشتبك المئات من الدروز من سكان هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل مع القوات الاسرائيلية أمس الاثنين إثر عدم السماح لهم بالعبور الى الأراضي السورية لحضور جنازة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الاشتباكات وقعت بعد ان منع العديد من الدروز ممن ظنوا أن لديهم تصاريح عبور، من دخول الأراضي السورية عند معبر القنيطرة.
وكانت وزارة الداخلية الاسرائيلية قد أعطت تصاريح لنحو 104 من الدروز لحضور جنازة الأسد.
واتهمت اسرائيل السوريين بالسماح لتسعة وخمسين درزيا فقط بدخول سوريا إلا أن الدروز قالوا ان السلطات الاسرائيلية شطبت أسماءهم من القائمة.
وقالت الاذاعة ان الدروز الذين تمكنوا من دخول سوريا عادوا الى الجزء الذي تحتله اسرائيل من الحدود للتشاور مع الذين لم يسمح لهم بذلك.
وقال زعماء الطائفة الدرزية انه يتعين السماح لكافة الذين حصلوا على تصاريح بحضور الجنازة أو لا أحد.
الصحافة الفرنسية تتساءل حول مرحلة ما بعد الأسد
وفي باريس اجمعت الصحافة الباريسية أمس الاثنين على التساؤل حول مرحلة ما بعد الرئيس السوري حافظ الأسد وما اذا كان نجله بشار الأسد سيتبع خطى والده.
وعنونت صحيفة لومانيتيه الشيوعية بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد: الشك يعم الشرق الأوسط, ان الرئيس السوري كان أحد اللاعبين الذين لا يمكن تجاهلهم في الحوار مع الدول المجاورة واسرائيل , وتساءلت الصحيفة حول امكانية استئناف عملية السلام التي لا تزال تراوح مكانها .
واضافت ان الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان حمل في ذلك الحين سوريا على نشر جيشها في بلاد الأرز وابقائه تحت الوصاية باسم العلاقات التاريخية التقليدية .
مشيرة الى ان هذه الذريعة ازيلت منذ نهاية أيار/مايو, وسيصيب بشار في حال أعلن سريعا وسريعا جدا سحب قواته مما يمهد الطريق أمام استعادة لبنان سيادته الكاملة .
وتابعت الصحيفة ان هذا القرار المهم جدا سيدخل التاريخ وقد يدفع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى الغرق في المزيد من التناقضات, وسيكون عندها من الصعب جدا على رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض التفاوض مع سوريا حول العودة الى حدود 1967 في هضبة الجولان .
وأوضحت ان ذلك سيشكل حدثا رئيسيا لتحريك عملية السلام بشكل فعلي التي ستسفر حتما عن اقامة دولة فلسطينية .
من جهتها كتبت صحيفة لو فيغارو محافظة على صفحتها الأولى الوفاة التي تغير كل شيء في الشرق الأوسط , وتساءلت كم من اللبنانيين من كل الانتماءات يحلمون بالتمرد واعادة الشقيق الأكبر مع دباباته الى أرضه؟ لكن الشقيق الأكبر هو محتل جاثم على البلاد , واضافت لكن لكسر القيود يجب على الدولة المتعددة الأديان ابداء قوة لم تتمكن من اظهارها حين أخلت اسرائيل جنوب البلاد في غضون ساعات عدة .
وتابعت الصحيفة لقد تولى حزب ديني حزب الله السيطرة على الأرض وليس الجيش .
وهل ستعرف الدولة اللبنانية التي بدت عاجزة عن ملء الفراغ الذي خلفه الجيش الاسرائيلي الاستفادة من الفراغ السياسي الذي خلفه موت الأسد؟ ان ذلك للاسف موضع شك .
وأفادت الفيغارو مسألة الشرق الأوسط: فتح فصل جديد, لقد سوت اسرائيل خلافاتها حول الأراضي مع مصر والأردن ولكن ليس مع الفلسطينيين وسوريا, ان الحوار مع عرفات صعب لكنه يتقدم بخطى وئيدة, إلا ان المأزق مع الأسد كان كاملا .
من جهتها عنونت ليبراسيون يسار مستقل الولد سر أبيه متسائلة ما اذا كان بشار سيعتمد نفس القبضة الديكتاتورية .
وكتبت ان العوائق التي تهدد بشار الطري العود كثيرة , وتابعت تبدأ من التنافس والخلافات العائلية, الى تعطش غالبية سنية الى السلطة بدون معرفة الى أي درجة تتنامى فيها الأصولية, انها عقبات لن يكون بالامكان الالتفاف عليها فقط برغبة نسبت الى بشار الأسد بتحديث الدولة .
وأخيرا عنونت فرانس سوار : سوريا في المجهول , وكتبت ان وفاة حافظ الأسد خلفت فراغا كبيرا, ان ابنه بشار، الذي يميل الى مجال الأعمال، تنقصه الخبرة لادارة هذه الدولة التي يسيطر عليها الجيش وأجهزة الاستخبارات والغارقة في أزمة اقتصادية خانقة , وتابعت ان كل الشرق الأوسط يحبس أنفاسه فيما العواصم الغربية تراقب بحذر أول تحركات الابن .
|
|
|
|
|