| الاقتصادية
التسويق سيظل هو التسويق بالمزيج التسويقي المعروف وعناصره الاربعة التي اضحت اشهر من موقع محادثة خاصة على الانترنت!! هذه العناصر هي التسعير والترويج خاصة الإعلان والتوزيع وتصميم المنتجات وهناك من يضيف الناس كعنصر خامس يؤثر على العناصر الاخرى ويوجهها, السؤال الاهم الذي يطرح نفسه من اعلى بناية الفيصلية يصرخ ويقول: كيف ستتغير او تتأثر هذه العناصر بثورة الإنترنت ودخول العالم الى الاقتصاد الرقمي كما نلاحظ تجليات ذلك أمام اعيننا الآن؟ وكيف ستتأثر وظيفة التسويق بمجملها مع هذه التقلبات التقنية المدهشة؟.
بادئ ذي بدء لابد من التذكير ان التسويق الحديث قائم في الاساس على توجهات العملاء Customer Oreinted يتأثر بما يريدون وبما يدور في خواطرهم وما يمارسون من صرعات وصفقات!! لذلك يصمم المزيج التسويقي او يؤسس عادة على ضوء صفات وخصائص وحاجات ورغبات جماهير العملاء,, اذاً في العصر الالكتروني ومع الجماهير المتلهفة لكل شيء له علاقة بالانترنت والتجارة الالكترونية يبدو انه لا مناص من تبدل وتغير المزيج التسويقي ولابد ان يتطور ليتوافق مع واقع الحال الرقمي الرهيب.
التسعير مثلا سيتأثر حتما بحقيقة انترنتية تقول ان العميل يستطيع معرفة الاسعار المنافسة للمنتجات والخدمات حول العالم وبضغطة زر، وعليه سيكون من المستبعد ان توضع الاسعار بمزاجية المنتجين او اعتباطية الوكلاء والموزعين, ولكن الاسعار الجيدة في عصر ثورة الاتصال والمعلومات وتحول العالم الى سوبر ماركت صغير يجب ان تحاكي مستويات الاسعار حول العالم مع وجود زيادات طفيفة لتغطي التكاليف التي قد يتحملها العميل في حالة الاتصال مع منتجين خارج الحدود مثل النقل والضرائب والضمانات والتأمين والمخاطرة وغيرها.
الترويج في عصر الانترنت سينقلب رأسا على عقب، على مستوى الوسيلة والرسالة, الوسيلة الرئيسة ستصبح بلاشك الحاسب الآلي فهو سيكون وسيلة الالتقاء والاحتكاك المباشر مع جماهير العملاء وستتراجع الوسائل المقروءة وبقية الوسائل مثل المرناة !! والمذياع واللوحات الإعلانية وغيرها، واذا كان عدد مستخدمي الانترنت لدينا سيبلغ نصف المليون إنسان ونحن في قاع الثورة فما بالكم بعدد الناس مستخدمي هذه الوسيلة الذين تصل لهم رسالة شركة ما عبر شبكة الانترنت في الدول التي تعيش في قمة الاقتصاد الرقمي.
الرسالة في عصر الانترنت يجب ان تكون موجزة جدا جدا وتركز على الاسم والشعار فقط,, فالرسائل التي هي اشبه بالمعلقات والمليئة بالرسوم واللقطات والصور والعبارات المزخرفة قد انتهى زمانها والى الابد, الترويج سينصب في المقام الاول على اشهار الاسم والشعار لأن مستخدم الانترنت لا يجد الوقت الكافي ولا الشهية المفتوحة لقراءة او متابعة الإعلانات المدبجة بالمجاملات والادعاءات والتقولات وصور الفتيات ولا نزكي على الله احدا !!.
د, صنهات بدر العتيبي
|
|
|
|
|