|
| القرية الالكترونية
في مثل هذه الأيام يتدافع الآباء قبل الأبناء إلى اروقة الجامعات والكليات من أجل الحصول على الدرجات العلمية الجامعية التي لا زال البعض يعتقد بأنها هي الأساس للحياة وبدونها يمكن القول بلسان الحال لا المقال بأن غير الجامعي هو فرد غير صالح وفاعل ومساهم في المجتمع , نعم الشهادة الجامعية لا يختلف اثنان على أهميتها ولكن السؤال ماذا عن اهتمامات الأبناء والبنات وماذا عن قدراتهم وميولهم واستعداداتهم لقد فجعت عندما اتصل بي أحد الآباء يوم أمس يطالب بتسجيل ابنه في قسم الحاسب الآلي ومعدله لا يتجاوز 65% فقلت له سبحان الله وهل تعتقد أن ابنك سيواصل في قسم الحاسب الآلي مع أقرانه الذين لا تقل معدلاتهم عن 90% فقال هذه اهتماماته؟ قلت له وماذا عن الكليات التقنية ومعاهد الحاسب الآلي التي تمنح درجة الدبلوم في الحاسب لمدى سنتين ثم يتخرج الطالب ويحصل على وظيفة عمل سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص؟ فقال هو رغبته الجامعة؟
هذه مقدمة لأبنائي الشباب بأن الجامعة ليست هي الأساس في الحياة بل إن المعاهد التي تمنح درجة الدبلوم في مجال الحاسب الآلي لمدة سنتين هي الأساس في الوقت الحاضر وذلك لأن المجتمع في الوقت الحاضر لديه تشبع في بعض التخصصات الجامعية بينما هو بحاجة ماسة إلى المتخصصين في علوم الحاسب الآلي دبلوم لمدة سنتين (علوم حاسب ، شبكات، صيانة) حسب الأهمية والمتتبع لواقع احتياجات السوق (الحكومي والخاص) يجد ان هناك وظائف وخاصة في المرتبة الخامسة والسادسة لا زالت شاغرة (بمتعاقدين).
أما الذي أريد أن أقوله عبر الرسالة التي سأوجهها للآباء والشباب في هذا اليوم هو أن هناك خداعا من بعض المعاهد الخارجية الأهلية وليس كلها بحيث تقوم بتدريس الطالب دورة لمدة ستة أشهر وتمنح المتدرب دبلوما وتسمى الأمر بغير مسمياتها (فقبل فترة فإن هذه الدورات كانت تسمى بمقدمة حاسب ثم صارت مدخل بيانات ثم اصبحت دبلوم بقدرة قادر) وهذا فيه نوع من الخداع التجاري ثم يتخرج الطالب بشهادة وهمية لا يستطيع من خلالها الحصول على وظيفة سواء كانت حكومية أو أهلية وهو حاصل على دبلوم ستة أشهر! واعتقد من خلال عملي أن هذا الأمر أدى إلى عدم إقبال الشباب على تلك ا لمعاهد وبناء عليه فإنه ينبغي أن يكون هناك نوع من التوعية وأن ستة أشهر وقد تختصر إلى شهر أحيانا ليست شهادة معتبرة في القطاع الحكومي تؤهل الطالب بأن يتوظف على المترتبة السادسة أو الخامسة كما أنها لا تؤهل للعمل بالقطاع الخاص بصورة مرضية جداً , وهنا لابد من وقفة للجهات المسؤولة في تسمية الشهادات بغير مسمياتها.
وإذا كان الأمر كذلك فما هو الحل؟ الحل هو أنه صدرت في العام موافقة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على افتتاح دبلوم لمدة سنة أو سنتين في الجامعات السعودية وقد أعلنت عمادات خدمة المجتمع في الجامعات السعودية عن افتتاح هذه الدبلومات بدءاً من العام 1421/ 1422ه فقد أعلن الدكتور فهدالفهد عميد مركز جامعة الملك سعود عن افتتاح عشرة دبلومات تابعة لمركز خدمة ا لمجتمع كما أعلنت جامعة الإمام عن افتتاح دبلومين آخرين أحدهما في السكرتارية والآخر في المحاسبة أما جامعة الملك فيصل فقد أعلنت عن الدبلومات التالية (نظم معلومات، سكرتارية طبية للطالبات، تمويل وتسويق ، دورات لغة إنجليزية) في الجوانب الصحية (خاص بالنساء).
أما جامعة ام القرى فقد أعلنت عمادة خدمة المجتمع عن أكثر من دبلوم في مجال الحاسب الآلي.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الدراسة في أروقة الجامعات وتحت إشرافها المباشر ستكون بلا شك أفضل وأشمل وأكمل وأقوى وللحديث بقية.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|
