| عزيزتـي الجزيرة
نتساءل باستمرار لِمَ هذه النظرة الدونية الشوفينية من جانب الغرب للانسان العربي وكأنه المصدر لكل شرور الدنيا وآثامها والوريث الأوحد لاحقاد الغرب التاريخية.
ان الكرامة الانسانية تبقى دائماً فوق حملات الجهل مهما بدت عاتية قاسية, لكن هل هناك بقية من أمل في تعديل هذه النظرة الزائفة الظالمة.
ان مفاهيمنا الخاصة عن شعب ما، وعن قضاياه وتاريخه لا تأتي للأسف من خلال تجاربنا الذاتية المباشرة، لكن من خلال تراكم المعلومات التراثية والشعبية التي وصلت الينا بطريقة غير مباشرة وهذه المعلومات تشكل كما يقول الصحفي الأميركي الشهير والتر بيمان الحيز الأكبر من افكارنا وتخلق في عقولنا تلك الانطباعات الراسخة الثابتة.
ان هذا الاسلوب التعسفي للمعرفة يحد حتماً من الرؤية الصحيحة الشاملة حيث تصبح تصوراتنا وانطباعاتنا قاصرة وناقصة اشبه ما تكون بتصورات ذهنية ونمطية تمثل رأياً شعبياً ساذجاً وبسيطاً وتتمثل خطورة هذه الانطباعات بسطوتها وتأثيرها على التفكير العقلي المجرد لانها اصبحت اشبه بمسلمات مطلقة (ثم الى مقولات مقبولة).
* ان هذه الصور السلبية لدى الغرب عن الشرق هي التي اشعلت فتيل العنصرية وادت الى الصراع ثم الى الدمار ثم الدمار الذي لحق بالشعبين الامريكي والياباني في الحرب العالمية الثانية.
لقد دأبت السينما الامريكية وكذلك الصحافة على تصوير الآسيويين بمن فيهم العرب على أنهم اشرار وهمج لكن بعد ما نسي الغرب الرجل الآسيوي في هذه الحقبة واتجهوا من الرجل الاصفر الى الرجل العربي (او الشخصية العربية) ومعظم الجاليات الامريكية بمن فيهم الزنوج وكافة الافارقة قد اعتدلت الصورة عنهم لكن الشخصية العربية تماثل الصورة القديمة البغيضة لليهودي الجشع في الاعلام الغربي, وصورة الياباني الشرير والهنود الحمر المتوحشين والايطالي رجل المافيا والجنوبي قاطع الطرق وهذا استبدل شعباً بشعب واللاسامية لم تمت، العباءة العربية، والكوفية العربية والغترة والعمامة العربية ومجموعة من النساء والصورة الكريكاتيرية عن العربي التي تصوره على انه وحش كاسر وبدوي قاس تعزز ذلك البرامج التلفزيونية والدراما الامريكية, ان هذه الحملات ضد الشخصية العربية في التلفزيون الامريكي او الغربي تفصح عن نزعة لا اخلاقية ولا انسانية يخلط فيها الأمر بين التسلية والسياسة في اسلوب يغسل أدمغة المشاهدين المولعين في التلفزيون على الرغم من ان معظم ما يعرض هو محض افتراء او تضليل اعلامي دعائي, في امريكا بعض البرامج تحظى بمشاهدة 50 مليون مشاهد كحد أدنى وبعضها يصل الرقم الى 150 مليون مشاهد.
(العربي البشع) ماجو
قالت احدى المعلمات الاميركيات العاملات في الاردن عن انطباعها الاول عن العرب.
قالت: ان هذا الانطباع تكون لديها من خلال شخصية ماجو الشرير في احدى المسلسلات الامريكية الكرتونية المستوحاة من قصص الف ليلة وليلة.
شخصية بشعة وكريهة شعب همجي وحش مولع بالحرب والقتال واسع الثراء، مستعبد للنساء,, وهذا ما انطبع في وجدانها الطفولي عن العرب ولم تسعفها الذاكرة عن اي شخصية عربية ايجابية وتقول احدى الاحصائيات ان الشاب الامريكي يمضي في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية 22,000 ساعة امام التلفزيون مقابل 11 الف ساعة في حجرات الدراسة,, وبرامج الاطفال من أخطر البرامج التي تسعى الى ابراز الشخصية العربية بعدة نماذج وهمية الثروة، التطرف، الهوس الجنسي، الولع بالرقيق الابيض، الشراهة بالطعام,, الخ وتجسد افلام الرعب والحب خرافات حول العرب، وهم يخلطون بين سلوكيات بعض العرب وبين الصورة الواقعية للمسلم العربي حيث لا يوجد من يقول لهم ان الاسلام يدعو الى التعاطف والرحمة واحترام الكبير والصغير، وان الاسلام دين عدل ووسط واعتدال ودين مجتمع ونظام واتزان قام على الاخلاق والتعاليم الربانية والنبوية, وكذلك ينظر الامريكي على ان العرب مجموعة أمة من القتلة وبدو رحل شرسين عدوانيين ويتناسون اخلاق العربي المعروفة الكرم والشجاعة والشهامة والوفاء والعرب أيضاً فئة رأسمالية جشعة جاءت لتشتري أمريكا وتستولي على خيراتها رغم تواضع الاستثمارات العربية مقارنة بالرساميل اليابانية والكندية والالمانية والسويسرية.
الصورة المهزوزة للشخصية العربية:
أصبحت عادة ان يرافق تقديم هذه الصورة كل ما يلزم من تزاويق وكماليات مظهرية كملابس الرقص الشرقي والحجاب والكوفية والعباءة والغترة والنظارة والبترول والسيارات الفارهة والجمال والخيمة في ادوار الثري والارهابي الشرير والشبق الذي لا يشبع من المال والنساء وعلى سبيل المثال افلام وودي بيكر وبوباي وفيلم الرجل المطاطي وفيلم بوركي بيج (ولافيرن) (وشيرلي) ولورل وهاردي وهكذا جميع هذه المسلسلات الكرتونية المعدة للاطفال تجعلنا حمقاء وبلهاء وخبثاء نزرع الكراهية والحقد لدى اطفال امريكا والنماذج كثيرة لا داعي لحصرها لكن يبقى السؤال معلقا التي متى هذه المهزلة الاعلامية لاشك ان الدور المطلوب من السفارات العربية والاعلام العربي والدبلوماسيين العرب والجاليات العربية في الغرب والجاليات العربية الامريكية يجب ان يكون اكثر عمقا وشمولا فمنهم المحامي والطبيب والدبلوماسي والعالم والصحفي ولانهم يشاهدون هناك اكثر مما نشاهد فيجب عليهم ان يعيدوا الاعتبار للشخصية العربية المسلمة ومزيد من التوعية والادراك ونقل ذلك الى الآخرين والرؤية الشاملة للامور مطلب اخلاقي وانساني معا وعلى كتّاب هذه الاعمال السينمائية والتلفزيونية ان ينظروا الينا كشعب له كرامته وله شخصيته كما اتمنى من التلفزيون السعودي والتلفزيونات العربية الناطقة باللغة الانجليزية وكذلك المطبوعات العربية الناطقة بالانجليزية ان تعي هذا الدور، ولا ننسى ان اليهود لهم باع طويل في تشويه صورة العربي والمسلم امتداداً لسياستهم العدوانية لانهم يسيطرون في امريكا بالذات على الاعلام والاقتصاد والسياسة,, هل نقوم بدورنا ونعي ذلك ونضع الصورة الحق للعربي المسلم المثالي.
عمر بن عبدالله بن سليم بريدة Mr. Computer@Suhuf.Net.Sa
|
|
|
|
|