| مقـالات
سؤال يختلج ويتردد كثيراً في نفوس من يمتطي صهوة قلمه ليسجل خواطره وأفكاره بمداد على صفحات بيضاء، لتخرج إلى الناس ، سواء قرئت هذه الخواطر أم أهملت, والقضية حينئذ عند الكاتب أن يردد سؤالاً بهذا الحجم (لماذا نكتب؟!)، وبخاصة إذا لم يكن من أصحاب الأعمدة المعتمدة في صحيفة يومية أو مجلة اسبوعية أو شهرية وإنما هو من الكتاب (المتطفلين) إن صحت هذه الكلمة وأتمنى ألا تصح ، حتى لا أعد منهم.
تساؤلات أثيرها ، وتثار لدى غيري ممن أولع وشغف بحب مسك زمام قلمه رسالة أو فكرة ، أو يدافع عن قضيةٍ أو مبدأ.
إذا كتب الكاتب فهل مراده أن يظهر نفسه ويلمعها، ويبني ذاته على أكتاف المنابر الإعلامية التي يظهر خلالها؟!
أم لعله يريد أن يتاجر بأفكاره ودراساته التي أشغل نفسه بها، ويتكسب بهذه الأفكار والآراء سواءً كان ذلك خلال المنابر الإعلامية، أو من جهات أخرى مستفيدة؟!
إذا ألبس الكاتب قلمه صورة من صور الملق والنفاق، فهل مراده أن يكون متملقاً ومنافقاً؟!
أم هل يكون مراد الكاتب أن ينقل إلى القراء مسألة علمية أو فكرية قد اطلع عليها فراقت له، وأحب أن يشرك غيره في معرفتها، ومناقشتها؟!
وهل يمكن أن تكون الكتابة باباً من أبواب طلب العلم والمعرفة؟ بمعنى: أن الكاتب حين يكتب فإنه يعود إلى مراجع ومصادر متنوعة فيكسب معرفة لا تكون إلا بداعي الكتابة، فيفيد الكاتب نفسه أولاً قبل أن يفيد القراء؟!
وهل يمكن أن تكون الكتابة متنفساً للكاتب، واخراجاً لكوامن نفسه، وخلجات شعوره؟! وبعبارة أخرى: هل يحاول الكاتب عن طريق الكتابة أن يخرج فكرة أو قضية قد اختلجت في صدره وبين أضلعه ليوصلها أولاً إلى أوراقه، فترتاح نفسه، ويهدأ حماسها، وكأنه قد بلغ مراده بمجرد أن سطرها ورقاً، فضلاً عن نشرها واظهارها أمام القراء.
وهل الكاتب حين يمتطي صهوة الكتابة يريد أن يدافع عن قضايا أمته وأن يشارك في البناء والإعمار، فتكون كتاباته قضايا وأفكاراً تهم الأمة والمجتمع؟!
هذه تساؤلات تتنوع اجاباتها بتنوع أهداف الكُتَّاب.
وفي الاجابات على تلك التساؤلات الدافع للكتابة الذي يكون قوياً وشريفاً ومثمراً ومنها ما يكون وضيعاً ضعيفاً لا يبني كثيراً، وقد لا يضر ولا يفيد.
وفق الله الجميع لكل خير.
|
|
|
|
|