| الاقتصادية
سكان العاصمة الرياض يركضون بل يلهثون,, يتسابقون عند الإشارات وعلى المواقف,, كل منهم يريد أن يكون الأول تحقيقا لمقولة شاعر العرب: لنا الصدر دون العالمين او القبر وكم من واحد ذهب للقبر لأنه أراد أن يكون في الصدارة.
هذه الظاهرة بين سكان العاصمة تستحق الدراسة: لماذا يتسابقون؟,, إلى إين يركضون؟
ما حجم الخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن هذا السباق؟
دعوني أدع هذه الدراسة لأهلها من المختصين وألتقط عاملا واحدا يُشجع هذه الظاهرة,, انه الإشارات أجل إشارات المرور فالرياض تنفرد دون سائر عواصم العالم بإشارات المرور التي تسابق البصر والبرق بل والأشعة في سرعتها اي سرعة انتقالها من الأخضر الى الأحمر وكأنها عرض بأشعة الليزر.
بل انها تنفرد بذلك دون سائر مدن المملكة وهي أيضا تنفرد عن مدن العالم ومدن المملكة بأن اشاراتها ثابتة البرمجة لا تفرق بين وقت الذروة وآخر الليل ولا تميز بين المسار في الصباح والمسار نفسه بعد الظهر.
في الرياض إشارات مرور بالتنقيط أي لا تكاد تسمح بمرور سيارة واحدة في حين ان بعض المدن الصغيرة في المملكة تقف أمام إشاراتها بالدقائق وحدك!
أليس هذا غريبا وعجيبا؟!
في الرياض يقف رجل المرور متفرجا وهو يرى مسارا تتكدس فيه السيارات عند ذهاب الموظفين الى أعمالهم او عودتهم منها بينما المسارات الأخرى مفتوحة للهواء والشمس.
أليس هذا مضحكا ومبكيا؟
عجائب وغرائب الرياض المضحكة المبكية علّمت أهلها السرعة والاستعجال فاعتادوا على التسابق عند الإشارات وعند المواقف صباح مساء وكأنهم ملحوقون كما يقول المثل الشعبي حتى ان من يقود سيارته بهدوء أصبح غريبا في الرياض وقد يتسبب بالحوادث لأن كل من حوله مستعجل ومنفعل.
والآن: كيف يمكن علاج هذه العادة الضارة؟ وكيف يمكن تعويد سكان العاصمة على الهدوء والسكينة؟
اعتقد ان البداية ستكون من إشارات المرور بكبح سرعتها وإعادة برمجتها بحيث تُعلم الناس الانتظار بهدوء,, وسوف يقبل الناس ذلك إذا ما كانت نهاية هذا الانتظار المرور بأمن وسلام على عكس ما يحدث حاليا, ان بعض إشارات المرور في الرياض بحاجة عاجلة الى زيادة وقت ضوئها الأخضر, وان كل إشارات المرور في الرياض بحاجة عاجلة الى اختلاف برمجتها حسب الضغط الذي يواجهه المسار في الصباح الباكر وبعد الظهر.
|
|
|
|
|