| القرية الالكترونية
لم يتسن لي تجربة الانترنت بالمملكة منذ بدء تقديمها الا في شهر جمادى الاولى الذي قدمت فيه لزيارة الاهل والوطن, وقد جاءت هذه الزيارة لألقي من خلالها نظرة على انترنت جاوزت العام الاول من عمرها المديد ان شاء الله ورغم ما قدمه الزملاء والمهتمون بشؤون الانترنت بالمملكة من انطباعات مختلفة عن خدمة الانترنت بالمملكة خلال العام المنصرم من خلال الكتابات والتقارير والاخبار التي استمرت القرية الالكترونية في موافاتنا بها في ديار الغربة لكن وكما يقال ليس الخبر كالعيان.
ولعلي بداية اسجل اعجابي الشديد ودهشتي للتميز والصبر والتحمل الذي يتحلى به مستخدم الانترنت السعودي بوجه عام والذي اثبت تفوقه وجلده ومصابرته في سبيل ان يستفيد من خدمات الانترنت رغم ضعف مستوى الخدمة الذي لا تنتطح عليه عنزتان خلافا حوله, فقد اضطررت اثناء زيارتي الى الحد من الحاجة لاستخدام الانترنت لما وجدته من عزوف شديد عن استخدامها وهو ما نتج عن المعاناة التي اجدها للاتصال بالانترنت والانتظار الطويل لنزول الصفحات رغم استخدامي للكثير من الحيل والاعدادات التي من شانها ان ترفع سرعة الاتصال والذي لم يتأثر الا في احيان قليلة لينتقل من سرعة بطيئة جدا الى سرعة بطيئة وحسب, وفي ظل هذا المستوى من الخدمة والبطء الشديد والانتظار الممل للحصول على منفذ اتصال لم اجد ما يدعوني لاستخدام الانترنت لاغراض الترفيه او الاطلاع على الجديد او غيرها من الاغراض الكمالية بل اكتفيت باستخدام الانترنت للوفاء بما تمليه علي الحاجة, وهذا هو منبع اعجابي بأولئك الشباب الذين يذهلني ان ارى المستوى الذي وصل اليه نشاطهم على الانترنت رغم هذه العراقيل الفنية التي تكبل الانترنت بالمملكة.
وجانب آخر لفت نظري هو كثرة مقاهي الانترنت بوجه لا اجد له مثيلا في كثير من دول العالم, كما انها وسيلة جيدة للحفاظ على خصوصيات المستخدم السعودي اذ يكون دخوله الى الانترنت عبر اجهزة تابعة للمقاهي, وهذا في الحقيقة كان معينا لي لفهم سلوكيات بعض مستخدمي الانترنت الذين لا يبالون ويسعون لاستفزاز الآخرين في قنوات التحاور واعجب من عدم خوفهم من الوقوع في مغبة استعداء من لا يعرفون اذ قد يؤدي ذلك الى تعرضهم للأذى لكن المضرة لا تكون عليهم كبيرة حين يقاتلون بسيوف غيرهم.
ومما وجدته مثيرا للاهتمام كذلك الطرق المختلفة التي جهزت عليها مقاهي الانترنت فهي تختلف من نواح عدة, لكن الذي استغربته واكده لي غير واحد من اصدقائي مبالغة بعض مقاهي الانترنت في بعض مدن المملكة في توفير الخصوصية لمرتاديها الى حد ان احدها قام بعزل كل جهاز في مساحة صغيرة لها باب يمكن اغلاقه لينفرد مستخدم الجهاز بنفسه, وعلى الجانب الآخر وجدت مقاهي جهزت بطريقة تجعل الشاشة كتابا مفتوحا يستطيع قراءته الجميع وهذا من شانه ان يصرف انظار الزبائن عن ارتياد هذا المقهى الذي لا يوفر تلك الخصوصية.
والأولى ان يتوسط اصحاب المقاهي في توفير الخدمات الاضافية دونما اخلال بالنظام ولا انتهاك لرغبات العملاء او خصوصيتهم قدر الامكان.
من جهة اخرى فقد وجدت ان الكثير ممن ارتبطت بهم الكترونيا من خلال الانترنت بالمملكة كانوا يستخدمون بطاقات الانترنت والتي اعتبرها خدمة ذكية وجيدة, فهي تكفل للراغبين اتصالا على الانترنت لمدة محدودة ينتهي الاشتراك بعدها ويتقاضى المزود مستحقاته قبل بدء الخدمة, وهذا فيه ضمان لحقوق المزود وتيسير على المشترك واغراء لمن يرغب في تجربة الانترنت.
وكان واضحا تفاوت مستوى الخدمة بين منطقة واخرى بل بين حي وآخر, فالبطء الشديد لم يكن سمة في كل المقاهي بل كان منها ما هو اقل بطئا من غيره وقد وصل بعض الزملاء الى سرعات جيدة في بعض احياء مدينة الرياض بينما لم اتمكن من الحصول الا على سرعات لا تستحق الذكر في احياء اخرى, ويبدو ان عوامل عدة أدت الى مثل هذا التفاوت, وعلى كل حال فالسعادة تغمرني وتغمر كل محب للتقنية لما وصلت اليه الانترنت السعودية في هذه الفترة الوجيزة رغم ما يكتنفها من عقبات فنية وادارية والمؤمل ان يتحسن الحال تباعا ونصل بالانترنت السعودية الى آفاق ارحب بمشيئة الله.
Khalid @ 4u.net
|
|
|
|
|