| تقارير
*برلين كليف فريمان د ب ا
مشهد اصبح مألوفا في قطارات الانفاق وقطارات النقل الداخلي: يقف مندوب عن المشردين فجأة ويحمل معه نسخا من العدد الاخير من صحيفة شتراسينتسايتونج او صحيفة الشارع.
وبينما يشق القطار طريقه، مارا بساحة بوتسدام بلاتس، التي اعيد احياؤها بعد توحيد شطري المدينة او بالقرب من مقر الحكومة الجديد بالقرب من مبنى الرايشستاج، يقف هذا البائع المتجول ويطلب من المسافرين ان يستمعوا لما يريد ان يقوله للحظة.
يعرّف هذا الرجل اولا عن اسمه، ويفسر للناس ان سعر صحيفته ماركان، منهما مارك لتغطية تكاليف الصحيفة والمارك الآخر لمساعدة الاشخاص الاقل حظا من مشردي مدينة برلين.
وبينما يقوم هذا البائع بالتجول من مقطورة الى اخرى مرددا الموضوع ذاته يتداخل صوته احيانا او يضيع بين انغام موسيقى العازفين المتجولين او المغنين الذين يتنافسون على كسب اهتمام المسافرين.
وتحاول الصحيفتان البرلينيتان شتراسنتسايتونج وموتس المحدودتا التوزيع، تسليط الاضواء على مآسي حياة المشردين في المدينة، وإن كانت الصحيفتان تتنافسان وتتعارضان من ناحية ايديولوجية واقتصادية.
فبينما يجد القارئ السخرية والفكاهة في صحيفة شترانتسايتونج يبقى ولاؤها حقيقة للمشردين ومشاكلهم، بينما تطغى الصبغة الفكرية بشكل اكبر على صحيفة موتس.
وقالت صحيفة فرانكفورتر ألجيماينة مؤخرا، وهي كبرى الصحف الالمانية المحافظة ان هدفها الاول (موتس) هو ان تتحول إلى صحيفة مهنية مثل الصحف الكبيرة الاخرى في المانيا وان تنشر المواضيع الساخنة والمساهمات التي تشكل محور الحوارات على مستوى العامة .
وفي الذكرى السنوية الخامسة لصدورها قال احد محرري موتس بفخر انه لم يعد من الواضح ان جزءا كبيرا من المقالات التي تنشر فيها قد كتبت بأقلام المشردين.
وبالمقابل من الواضح ان صحيفة شتراسينتسا يتونج لاتشارك صحيفة موتس تطلعاتها الادبية, فهي تعتبر اكثر استفزازية وتواضعا.
فقد اشتمل مقال نشر فيها مؤخرا على كيفية العثور على السلع التي انتهى تاريخ صلاحيتها في محلات بيعها.
وقالت الصحيفة ان خبرتها تظهر ان الاعتذارات التي تقدم للزبائن الغاضبين غالبا ما ترفق بهدايا سخية من قبل المنتجين.
كما تدل الصحيفة قراءها على افضل الطرق للانتفاع من الفترة المحددة لاستبدال الملابس بعد شرائها، على اعتبار ان في ذلك فرصة لتوفير الكثير من المال، خاصة في حالة الملابس التي تستخدم في مناسبة احتفالية واحدة .
ولايقتصر بيع الصحيفتين المذكورتين على القطارات، فباعتها المتطوعون يتجولون ايضا بين مطاعم المدينة ومقاهيها وملاهيها الليلة حتى بدت العملية جزءا من المشهد الليلي للمدينة مثل مشهد السريلانكيين الذين يسعون للحصول على حق اللجوء السياسي في البلاد والذين يتجولون حتى ساعات الفجر والخجل يبدو على وجوههم وهم يحاولون بيع الورود الحمراء.
ولا بد ان هاتين الصحيفتين تلعبان دورا مفيدا في برلين التي يعيش فيها عدد ليس بقليل من المشردين.
وتختلف التقديرات بشأن عدد الاشخاص الذين ينامون في ظروف قاسية في العاصمة، ولكن المسئولين يقولون ان العدد يفوق على الارجح عشرة آلاف.
وفيما لايزال معدل البطالة في المدينة يقارب 16 في المائة فإن العاصمة بحاجة الى منشورات تلفت الانتباه لمحن المشردين والعاطلين عن العمل.
|
|
|
|
|