| عزيزتـي الجزيرة
في البدء أقول: ان روسيا وريثة العرش السوفيتي، تعتبر من الدول العظمى في العالم، ولديها من القوة الشيء الكثير, وهذا لا يخفى على أحد, لكن عزيزي القارىء، ما حدث في الأيام القليلة الماضية جعل هذه الدولة التي تملك جميع مقومات الدولة الكبرى، تتسول المساعدة من الدول التي تصغرها في القوة والامكانات, مما جعل اولي الألباب يقفون ويتساءلون ما هو الباعث على ذلك؟ فيجدون ان الصورة تتجلى فيما حدث في بحر بارانس، حيث الغواصة النووية الروسية كورسك التي غرقت دون سبب مقنع من القيادة الروسية والقادة الروس، لتقف روسيا بما لديها من قوة وامكانات مكتوفة الأيدي مكشوفة القوى، اذ لم تستطع عمل أي شيء بل ان الاتصالات انقطعت مع كورسك، وانقطعت معها الأخبار, علما بأن الغواصة كانت تحوي 118 بحارا، اضافة الى ما فيها من القوة النووية الحساسة والخطيرة في الوقت نفسه, وبعد مكابرة من الحكومة في طلب المساعدة، وبعد فوات الاوان تتقدم السلطات الروسية لطلب العون والمساعدة من الدول الأخرى, وما يدعو الى العجب فعلا هو انه حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي لهذه الكارثة، ففي بداية الأمر ذكرت السلطات الروسية ان سبب الحادث غواصة أمريكية كانت تتجسس على المناورات التي كانت تشارك فيها الغواصة المنكوبة، حيث اصطدمت بها وأحدثت فجوة في كبينة القيادة, ثم اتهموا المجهول عندما قالوا ان هناك جسما غريبا قرب الغواصة يماثلها في الحجم ربما يكون هو السبب في الكارثة، وأخيرا وليس آخرا، يستقر التخبط في تحديد السبب بقولهم ان صاروخا من المناورات قد أصابها عن طريق الخطأ, ومع هذا كله حتى الآن ما زال السبب في علم الغيب, ولعل الأرقام تبين حجم الكارثة، حيث قدر الخبراء النرويجيون المشاركون في عملية انتشال الغواصة، ان تكاليف انتشال الغواصة سوف تزيد على 100 مليون دولار، وسوف يبدأ العمل بعد أسابيع قليلة ولن ينتهي العمل قبل عام من تاريخه, وما زالت الغواصة النووية تقبع في قاع البحر، وما زالت جثث البحارة بداخلها حتى اليوم, فسبحان الله.
وقبل اغلاق ملف الكارثة الأولى تنفجر كارثة أخرى ولكن في مكان يختلف تماما عن المكان الأول, فمن قاع البحر الى أعلى نقطة في أوروبا برج التلفاز الذي يزيد ارتفاعه عن 500 متر, ودون مقدمات تفتك النيران في 300 متر من هذا البرج، وتتأثر الدعائم الفولاذية التي تدعم هذا الارتفاع الشاهق، ويتوقف البث في أربع من قنوات التلفاز الروسي فسبحان الله.
ولعل المفارقات فيما يحدث في روسيا السمة الواضحة حيث ان الكارثة الأولى عسكرية والكارثة الثانية مدنية، والكارثة الأولى في قاع البحر والثانية فوق سطح الأرض بمئات الأمتار.
وكأن ما يحدث في روسيا، تحذير الهي خطير لها ولكل من يحاول محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون .
ونافلة القول ان لله جنودا يسلطهم على من يشاء ممن يسعون في الأرض فسادا وهذا واضح لنا نحن المسلمين فمن طيور أبابيل التي دكت جيش أبرهة الى اليوم هناك شواهد وبراهين وسنن ربانية تهدي من ضل الى الطريق المستقيم وتذيق من عصى العذاب الأليم, فليحذر كل من يحاول ان يمتطي صهوة جواده لحرب الاسلام والمسلمين ان هناك منتقما جبارا يمهل ولا يهمل قال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم , والله من وراء القصد.
عبدالرحمن بن سليمان النصيان
|
|
|
|
|