|
| عزيزتـي الجزيرة
قبل أن أدخل في سياق مقالي هذا عن الموهبة واستكانتها بداخل النفس البشرية بودي أن أتحدث قليلا عن العلاقة ما بين الفقر والموهبة لكونه أحد العوامل المساعدة لاكتشاف الموهبة, وبما أن الفقر يعتبر عاملا مؤثرا في سلوك وتوجهات المرء فلا بد أن يوجد انسانا ناجحا لسببين رئيسيين هما.
1 ان الفقر يرغم الانسان على أن يرضى بواقعه وانه أسوأ من غيره من عامة الناس الأمر الذي يجعله يبحث له عن مأمن يجنبه عثرات الزمن، ومن خلال ذلك يبحث قبل كل شيء بداخل نفسه عن أمور عديدة منها تساؤله لماذا هو فقير؟ وماذا يريد أن يكون؟ وكيف يصبح مثل غيره من الأغنياء؟
2 ان الفقر يجعل الانسان دائما يصاب بنوع من الاكتئاب وربما العزلة عن الآخرين في بعض الأحيان حيث انه لا يجد الوسيلة التي هي المال للقضاء على دقائق الملل وساعات الاكتئاب سواء بالترفيه عن النفس أو التسلية مما يضطره في بادىء الأمر لقراءة بعض الكتب التي تقع بين يديه أيا كان نوعها أو ممارسة نوع من الرياضة أو أنواع من الفنون الأخرى بقصد البعد عن سوء حالته النفسية وهمومه المتلاحقة والعوز بسبب قلة المال وتفريغ شحناته من الكبت والحرمان في القراءة أو ممارسة الرياضة أو الفنون الأخرى، فيجد نفسه شيئا فشيئا انغرس لديه حب القراءة والاطلاع أو اجادته لنوع من الرياضة أو مهاراته في ممارسة أنواع من الفنون وأصبح يعشق نوعا معينا من الكتب ويميل الى أشخاص تعجبه كتاباتهم وتستهويه أفكارهم وتطلعاتهم، أو ميله نحو نوع معين من الرياضة أو الفنون الأخرى ومحاولة التقليد الى ان يجد نفسه أجاد نوعا معينا واكتشف موهبة هي بالأساس حقيقة نفسه التي كانت غائبة عنه أو بالأصح كان متجاهلا لها.
مع التدرب والممارسة يصل الى مرحلة من النجاح والشهرة ومن ثم يصبح عضوا فعالا يستطيع من خلاله المنافسة.
وبالمناسبة غالبا ما نجد الأدباء والمفكرين ومشاهير العالم كانت بداية حياتهم تتسم بالفقر والعوز والحرمان ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، نجد الرسام الشهير فان جوخ صاحب الاحساس الواقعي واللمسات الداكنة كان فقيرا بائسا محروما حتى من الحب والاحترام ومع هذا ورغم معاناته أصبح مشهورا يشار اليه بالبنان، الا ان هذا لا يعني ان الفقر شرط أساسي للنجاح ولكنه يعتبر أحد العوامل المساعدة لاكتشاف الموهبة بداخل النفس.
هل الموهبة موجودة بكل انسان؟
سؤال يدور بخلد كل واحد منا وبالتالي أصبح مثار جدل في أوساط كثيرة من المجتمع، فالبعض منهم ينفي هذه الموهبة في كثير من عامة الناس والبعض الآخر يقتصرها على فئة معينة آخذين بعين الاعتبار البيئة والمحيط الاجتماعي الذي يعيشون به.
وفي حقيقة الأمر ان الموهبة موجودة في الأساس بداخل نفس كل واحد منا بغض النظر عن البيئة والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، وهو الذي بمقدوره أن ينميها ويطورها أو يغفل عنها لأسباب قد تكون خارجة عن ارادته مما يجعل تلك الموهبة تضمحل وربما تتلاشى تدريجيا مع مراحل تقدم العمر ويصعب بعد ذلك تطويرها والنهوض بها الى مستوى رفيع.
أحمد بن إبراهيم اليوسفي المرشد الطلابي بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل
|
|
|
|
|
