|
| مقـالات
أهمية الرأي الخبير المحايد في تقييم التجربة التنموية والسياحية من قبل أناس لهم باع طويل وخبرة زاخمة في هذا الأمر، تدعوني لأواصل معك عزيزي القارىء استعراض مقتطفات مما كتبه وفد الصحفيين المصريين بعد زيارتهم لمنطقة عسير أواخر الشهر الماضي في المهرجان الختامي لنشاطات الصيف,, كتب الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين السابق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال (العتيقة)، ورئيس تحرير مجلة المصور في عددها الصادر يوم الاربعاء غرة الشهر الحالي:
أمضيت أخيرا ثلاثة أيام في إمارة عسير، أكبر إمارات الجنوب في السعودية على حدود اليمن، بدعوة من أميرها خالد الفيصل ابن الملك فيصل، الذي تولى أمور الإمارة منذ 30 عاما، أحال خلالها هذه الإمارة الجبلية التي ينطق اسمها بوعورة المكان وصعوبة الحياة الى واحة جميلة، وجعل من عاصمتها أبها مكانا بهياً ومقصداً سياحياً رائعاً، يستوعب 700 ألف سعودي يذهبون للاصطياف كل عام.
وينتقل الكاتب الكبير الى موضوع مؤسسة الفكر العربي فيقول:
ولأن أمير عسير شاعر وكاتب ورسّام ومثقف مهتم بقضايا الفكر والأدب، فلقد دعا عددا من المثقفين والكتّاب العرب الى إمارته كي يناقش معهم في حلقة حوار مفتوح إمكان إنشاء مؤسسة قومية لا تهدف للربح، تكرس نشاطها لإحياء الفكر القومي وتحديث الثقافة العربية بالتركيز على الفنون والآداب وعلوم المستقبل، يكون من أنشطتها إقامة حفل سنوي في عواصم العرب بالتتابع، يتم فيه تكريم رموز الأمة من الأدباء والعلماء والمبدعين، كما يتم تشجيع الباحثين والمبدعين من الشباب العربي، وفق معايير علمية وموضوعية، تعلو على اعتبارات السياسة والتحزب القطري وكل صور التمييز الأخرى الطائفية والعرقية.
تخلص فكرة الأمير في أن يكون هناك مجلس من المؤسسين قوامه عدد من الموسرين العرب من كل الأقطار دون استثناء الذين يمكن أن يحفزهم حماسهم للمشروع على تكريس مخصصات مالية توقف على المشروع يتم الاستفادة من ريعها لإدارة هذه المؤسسة الضخمة، التي يرسم خططها في المجالات المتعددة مجلس أمناء من أعلام المثقفين والعلماء العرب المشهود لهم بصدق الانتماء القومي.
وأدرك الأستاذ محمود صلاح رئيس تحرير مجلة آخر ساعة الخير الذي يجري على أرض الواقع هنا فجاء مقاله الافتتاحي بعنوان مصر تفرح بالخير لكل العرب .
عندما وصلنا الى مدينة أبها عاصمة عسير, كانت المفاجأة أننا وجدناها واحدة من أجمل المدن، ولا اعتقد أن هناك مدينة سعودية أخرى تشبهها, فهذه المدينة التي ترتفع كثيرا عن سطح البحر، وتتميز في عز الصيف بجو جميل بارد جعلها المصيف المفضل لدى السعوديين والخليجيين, حتى ان عدد المصطافين والسياح الذين زاروها هذا العام وصل الى حوالي مليون سائح, هذه المدينة شيّدت بأسلوب خاص جميل يجمع بين معاصرة الحاضر والحفاظ على تراث الماضي الجميل.
وعن السياحة النقية وخصوصية الأسرة الخليجية قال:
ابتكرت إمارة عسير نوعاً جديداً من السياحة، يسمونه السياحة النقية أو سياحة العائلات التي تقوم على نوعية من السائحين العرب الذين يفضلون المناطق الهادئة لقضاء إجازتهم مع عائلاتهم دون إزعاج أو تطفل, هذا النوع من العائلات المحافظة التي ترغب في الترويح عن أفراد أسرتها في هدوء,, ومن أجل هؤلاء أقيم مشروع المنتزه الوطني في منطقة القرعاء, وهو عبارة عن أعداد كبيرة من الفيلات العصرية المجهزة, والتي تكفل للعائلات التي تنزل بها الخصوصية المنشودة، وأسعار إيجار الفيلا الواحدة تقل كثيراً عن أسعار أية حجرة في فندق خمس نجوم.
أما الأستاذ عباس الطرابيلي رئيس تحرير صحيفة الوفد فقد كتب يقول:
لقد زرت أبها مرتين: الأولى منذ خمس سنوات وزرتها مرة ثانية منذ أيام,, في المرة الأولى بهرتني المدينة باتساعها وبهائها وهي فعلاً اسم على مسمى، إذ إنها تستمد اسمها من النضارة والبهاء وشدتني خضرتها وبساتينها، وجوها اللطيف والهواء الذي لم يستنشقه إنسان من قبل .
وعندما زرتها منذ أيام لم أعرفها,, وقلت لمن معي: ليست هذه أبها التي رأيتها من قبل, لا هي ولا مصايفها,, لا شوارعها ولا بساتينها وحدائقها ومحمياتها الطبيعية حتى نبات العرعر الذي تندرنا عليه أيام حكومة الدكتور علي لطفي، وجدت أشجارا أكثر اخضرارا,, ويتساءل:
هل ما رأيته في إمارة عسير السعودية يتم ضمن إطار السعودة في الشقيقة العزيزة!!
ففي عسير أقصى جنوب غرب السعودية شاهدت نشاطاً سياحياً غزيراً, من إنشاء قرى سياحية بعضها فوق قمم الجبال, وبعضها في الحدائق والمنتجعات الطبيعية، وبعضها في المحميات ثم بدايات كبيرة لإنشاء سياحة بحرية على امتداد 145 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر، في منطقة لم تعرف أي نشاط سابق , ويوكد الطرابيلي ما سبق ان أعلنه محمود صلاح عن رخص الأسعار هنا:
ورغم ارتفاع متوسط الدخل السعودي، إلا أن أسعار الفندقة والإقامة أقل بكثير مما هي عندنا وفي سوريا وتونس ولبنان والمغرب، وهي الدول التي يعشق السعودي السياحة فيها ثم يستطرد:
وكمثال على تحول عسير الى منطقة جذب سياحي، هل يكفي أن نقول إن المنطقة شهدت 200 رحلة طيران داخلي يقصد إضافية في صيف هذا العام, وأن الطائرة التي أقلتنا من جدة الى مطار أبها كانت من طراز الجامبو وعلى متنها 450 راكباً ولم يكن عليها مقعد واحد خال,, وأن مهرجان رياضة الطيران الشراعي حضره حوالي 20 ألف شخص خلال 30 يوما وتمتع بها الكبار قبل الصغار.
ويحكي الأمير خالد حكاية أب عجوز تجاوز السبعين حجز لنفسه ولأولاده ليشاركوا في رياضة الطيران الشراعي,, فلما ركب دوره كان كلما جاء دور أحد أولاده أزاحه من الطريق ليطير هو,, مرة أخرى ومرات!! .
|
|
|
|
|
