| مقـالات
حمى الوادي المتصدع التي انتشرت في جيزان وتم بحمد الله السيطرة عليها تقودنا الى التساؤل عن دور المدارس في التوعية والتثقيف الصحي.
فالصحة هي ما يحركنا جميعا واذا اهتممنا بها وحافظنا عليها وحاولنا وقايتها من كل ما يؤثر عليها سلبيا فإننا سنحيا حياة طيبة بإذن الله وسنبني مجتمعاً صحياً سليماً، فالعقل السليم في الجسم السليم, وأنا لا أقول انه ليست هناك أمراض تصيب الانسان بين الحين والآخر بل هذا طبيعي والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ويختبرهم في صحتهم وأموالهم وأولادهم.
وهناك الكثير من الأمراض المستعصية التي تصيب الانسان وقانا الله وإياكم منها ولكن القاعدة العامة تقول حافظوا على صحتكم منذ مراحل مبكرة من الحياة فإن هذا يجنبكم الكثير من المشاكل الصحية في مراحل لاحقة من الحياة.
ودور المدرسة في هذا الجانب أي في الثقافة الصحية والتوعية الصحية هام ومؤثر فهي المربي والمثقف الأهم في حياة التلميذ وقد يكون دورها أكبر من المنزل والأسرة في هذا الجانب, والمدرسة مناطة ببث الوعي والتربية الصحية في نفوس وأذهان التلاميذ فيمتصونه ويتعلمونه ثم بعد ذلك ينقلونه الى البيت والاسرة والمجتمع فيعلمون أقرانهم وأصدقاءهم فتنتشر الثقافة الصحية ويعم الوعي الصحي, ونحن ولله الحمد لنا وعي صحي ولدينا ثقافة صحية وبيئية ولكن التركيز عليها وتكرارها وتعليمها ضروري ومحمود العواقب خاصة بالنسبة للأطفال الصغار الذين نريدهم أن يشبوا رجالا نافعين وأصحاء ومنتجين ونباة لمجتمعهم ووطنهم.
كما أن لدينا مناهج العلوم التي تتحدث عن هذا الجانب وهناك الملصقات في المدارس التي تحث على النظافة، ولكن الطلاب ينظرون الى مناهج العلوم وما تحتويه من معلومات وارشادات صحية كأي مادة أخرى يجب أن يدرسوها ويحفظوها ثم ينجحوا فيها وهذا هو الأهم لديهم, وهذا حق لهم ولكننا نريد أيضا أن يبنى الوعي الصحي والثقافة الصحية والبيئية لديهم ويتأتى ذلك عن طريق التربية الصحية وذلك بتحوير هدف المنهج من الحفظ للاختبار الى النظر اليه كعنصر من عناصر الحياة اليومية التي تمس الطالب وأخاه وأخته ووالديه وأسرته ومجتمعه, والتربية الصحية ليس بالضرورة أن تكون منهجا يُدرس ولكنها تكون كالمنهج الخفي الذي يكمن في ثنايا جميع المواد خاصة مواد العلوم, والاهتمام بأبنية المدارس ونظافتها نظافة تامة بجميع مرافقها يمثل عاملا أساسيا من عوامل نجاح التربية الصحية، بعد ذلك يأتي دور المعلمين الذين يبثون الوعي الصحي والثقافة الصحية من خلال تدريسهم ومن خلال مهارتهم في التعليم وتوظيف ما تعلموه سابقا لخدمة قضايا التعليم والتدريس ومنها الثقافة الصحية والبيئية, وتأتي هنا مهارة المعلم في تحوير وتدوير المنهج خاصة المناهج التي تتحدث عن الصحة والمجتمع وجعل موضوعاتها مرتبطة بأمور الطالب اليومية البسيطة وشد وجذب انتباهه لمثل هذه الأشياء التي قد يكون غافلا عنها مع العلم أنها في منهجه, وقد يتم ذلك بطريقة بسيطة وسهلة ومشوقة تتناسب مع عمر طالب المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية, وقد يقام أسبوع صحي في المدرسة وقد يكون هذا قائما ولكن بأسلوب محبب لنفوس التلاميذ وربما تكون هناك مكافآت أو جوائز تشجيعية لبعض التلاميذ النشطين, المهم هنا هو زرع الثقافة الصحية وأهمية النظافة في أذهان ونفوس التلاميذ منذ المراحل التعليمية المبكرة وسيكون لهذا انعكاسه الايجابي عليهم وعلى مجتمعهم مستقبلا, والله الموفق.
* كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|