أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

الاقتصادية

شؤون عمالية
سائقو الأجرة الخاصة الليموزين بين الواقع والتطبيق
عبدالله صالح الحمود
مهنة (سائق الأجرة الخاصة) أو (سائق الليموزين) هي إحدى المهن التي شملتها التنظيمات الخاصة بسعودة الوظائف وذلك بشكل تدريجي حتى الآن.
ودافعي لكتابة مقال حول هذا الموضوع بالذات هو ما ذكره لي أحد الأصدقاء ونحن نتناول الحديث عن سعودة الوظائف في القطاع الخاص، وما آل إليه هذا المشروع الوطني حتى الآن، من المهن التي تعتزم الجهات المعنية إحلالها بشكل تدريجي من العمالة السعودية وبصورة كاملة في المستقبل إن شاء الله، فكان الحديث عن سعودة سائقي سيارات الأجرة الخاصة (الليموزين)، وقد نال هذا الموضوع القسط الأكبر من حديثنا، وقد تطرق هذا الصديق في معرض حديثه إلى قصة حقيقية عن موقف حدث لسائق أجرة خاص (سعودي) حيث كان هذا السائق يقود سيارته الأجرة مرتديا الزي السعودي وبدون ارتداء (شماغ أو غترة) على رأسه، وأثناء قيادته لسيارته في الطريق، فإذا بعائلة سعودية تقف على قارعة الطريق في انتظار سيارة أجرة لتنقلها إلى منزلها، فما كان من سائق السيارة الأجرة (الليموزين) هذا إلا أن توقف لنقل هؤلاء الركاب، وقد طلبوا منه التكرم بفتح باب صندوق السيارة الخلفي لوضع ما معهم من أمتعة، وكان هذا السائق تاركا (شماغه أو غترته) في ذلك الصندوق، وعند فتح باب الصندوق نظر الركاب إلى (الشماغ أو الغترة) التي تخص السائق (الذي بسببه على ما يبدو أوجدت لديهم ردة فعل غير معروفة) فسارعوا بإغلاق الصندوق مرة أخرى واعتذروا للسائق عن عدم الذهاب معه لأن أحد أقاربهم وصل لنقلهم بسيارته حيث كان متأخرا في قدومه إليهم وكان ذلك سببا في أن يطلبوا سيارة أجرة خاصة, فما كان من السائق إلا أن تقبل الاعتذار على أنه الحقيقة، ولكن سرعان ما اتضح العكس، حيث ما إن تحرك السائق بسيارته مغادرا المكان حتى رأى في مرآة سيارته العائلة هذه تقوم بإيقاف سيارة أجرة (ليموزين) أخرى، يقودها سائق (أجنبي) ويطلبون منه توصيلهم وركبوا معه بالفعل, إلى هنا انتهت هذه القصة التي تبدو طريفة أو محزنة (أم معا)، ولكني أترك للقارئ الكريم تقييم هذه القصة وتحديد ما هيتها؟؟
وبعد ذلك كله هل لنا أن نتعرف عن الأسباب التي أدت إلى هذا التصرف من أولئك الركاب الذي تمثل في عدم رغبتهم الركوب مع هذا السائق (السعودي) وتفضيلهم للسائق (الأجنبي)، ولماذا حدث ذلك؟ وما هي الحلول للقضاء على هذه السلبية؟ إن كانت سلبية حقا، ومن أين السلبية يا ترى، أهي من السائق أم من الركاب أنفسهم، الذين كان لديهم تحفظا، غير معروف لدينا أو على الأقل غير معروف لدى السائق نفسه، من الركوب معه، وما هي مميزات السائق (الأجنبي) حتى يعتبر انه الأفضل إن كان كذلك في اعتقاد أولئك الركاب.
وإنني من خلال مناقشتي مع العديد من المعارف والأصدقاء حول تجنب بعض الركاب بالذات السعوديين من استخدام سيارات الأجرة التي يقودها سعوديون، أفادوا بأن هناك سببين رئيسين، الاول ان صاحب السيارة الأجرة السعودي يطيل في التفاوض حول تحديد قيمة الأجرة حتى وإن كان هناك تسعيرة رسمية لبعض من المشاوير سوى داخل أو خارج المدينة، ومن ناحية أخرى فهو يود مشاركة ركاب آخرين مع الركاب الذين ركبوا معه مسبقا، خصوصا إذا كانت عملية النقل تمت من إحدى المطارات إلى المكان المراد الذهاب إليه، في الوقت الذي يعتبر فيه هؤلاء الركاب ان من حقهم عدم مشاركة ركاب آخرين معهم لأن هذه الوسيلة من النقل تسمى (أجرة خاصة) وبالتالي لا يحق لقائد هذه المركبة إشراك آخرين معهم.
وعلى أية حال مهما تعددت الأسباب حول قبول أو عدم قبول هذا السائق (الوطني)، وما هي دوافع ذلك الأمر؟ فإنه من المفترض أن تفعل روح العلاقة بين هذين الطرفين (السائق والراكب، مهما كانت جنسيته) فمن جانب السائق (الوطني) هوأن مثل هذه الأمور المثارة إذا ما تأكدت صحتها فهي بالطبع تمثل توجها سلبيا من جانبه، ومصدر امتعاض من جانب الراكب، فعليه السعي إلى زوالها لأنه من الواجب عليه تحقيق رغبة الراكب كعميل, أما إذا كان الأمر يعتبر حساسية مفرطة من جانب هذا الراكب فعليه عدم تفعيلها والوصول بها إلى هذا الحد من التباعد والفجوة الكبيرة بينه وبين السائق (الوطني) وأن لا يصل بنا الحد إلى ان يرغم هذا المواطن بارتداء القميص والبنطلون وربطة العنق وإلا لن يتم التعامل معه، لأنه ومهما يكن فإن ابن هذا الوطن هو الباقي لمجتمعه وأما الآخرون فمهما عملوا وعملوا فقد قدموا لفترة مؤقتة وسوف يعودون إلى ديارهم كاسبين غانمين إن شاء الله.
وبالتالي فإنه لا غنى عن ابن البلد، والمطلوب من جانبنا الزيادة في الثقة في التعامل مع العامل السعودي وتشجيعه والرفع من معنوياته من وقت لآخر ومن خلال التعامل معه في كل موقع نجده يعمل فيه.
ومن جانب آخر على العامل السعودي أيا كانت مهنته الحرص والمحافظة على وظيفته التي يسترزق من ورائها، وان احترامه للعمل الذي يؤديه هو أيضا احترام للمهنة عامة التي يتبع لها مهما كان تصنيفها الوظيفي بالنسبة له، ولكي يبرهن للجميع مدى قدرة المواطن السعودي على أداء أي عمل وفي كافة المجالات الحياتية، وان يعلم ان الآخرين هم سبب في رزقه الذي يأتيه من العزيز الكريم.
للتواصل فاكس : 4560386
بمشاركة شركات عربية وعالمية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved