أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

الاقتصادية

رأي اقتصادي
هل أسعار النفط مرتفعة؟
د, محمد اليماني
مازالت اسعار النفط تحتل مكان الصدارة في وسائل الإعلام المختلفة والتي تكاد تجمع على أنها أصبحت مرتفعة بشكل كبير وتتناول بالتحليل والنقاش تبعاً لذلك أسباب هذا الارتفاع والكيفية التي يمكن بوساطتها خفض الاسعار وإرجاعها إلى مستواها الطبيعي على اختلاف التصورات لهذا المستوى,والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أسعار النفط مرتفعة جداً إلى الحد الذي يستوجب حفز كل هذه الجهود وكل هذه الضجة والتضخيم الإعلامي؟ أتوقع ان تكون الإجابة بنعم فيما لو نظرنا إلى الأسعار بعيداً عن قوتها الشرائية, لكن النظر إلى التغيرات في الأسعار الأسمية فقط بدون الأخذ في الاعتبار التغيرات في قوتها الشرائية يعطي نتائج مضللة.
ففي حين تضاعف سعر برميل النفط الاسمي بما يزيد على سبع مرات بين عامي 1972 و1996م حيث ارتفع من 2,8 دولار للبرميل في عام 1972 الى 20,37 في عام 1996م إلا ان سعره الحقيقي او القوة الشرائية لسعر برميل النفط الاسمي زادت باقل من الضعف بين العامين السابقين من 2,8 في عام 1972م الى 5,42 دولارات، ومن المتوقع ان تكون في حدود 8 دولارات فقط عند سعر 30 دولاراً للبرميل في العام الحالي.
ولو قارنا الاسعار الحقيقية للنفط بين عامي 1980 و1996م لوجدنا ان السعر الحقيقي لبرميل النفط قد انخفض من 17,99 في عام 1980 الى 5,42 في عام 1996م وإلى سعر حقيقي متوقع عام 2000 يساوي 8 دولارات أي أن السعر الحقيقي انخفض بنسبة 70% بين عامي 1980 و1996م وبنسبة مقدرة تساوي 55% تقريبا بين عامي 1980 و2000م.
ونتيجة لذلك انخفضت القوة الشرائية لصادرات الدول المصدرة للنفط بين عامي 1980 و1996م بما يقارب 54% في حين ظلت ثابتة تقريباً في نفس الفترة بالنسبة للدول النامية غير المصدرة للنفط وزادت بنسبة 19% بالنسبة للدول الصناعية, وهذا يعني انه للحصول على نفس كمية الواردات المشتراة في عام 1980 فإن على الدول المصدرة للنفط زيادة صادراتها من النفط في عام 1996م بنسبة 46%، بينما ستتمكن الدول غير النفطية من الحصول على نفس كمية الواردات لعام 1980م في عام 1996م بنفس كمية الصادرات ولن تحتاج الدول الصناعية للحصول على نفس كمية وارداتها لعام 1980م في عام 1996م إلا لتصدير 81% من صادراتها في عام 1980م,لذا فإن المهم من وجهة نظر الدول المصدرة للنفط ليس الأسعار الاسمية ولكن الاسعار الحقيقية وإذا كانت الأولى قد ارتفعت إلى مستويات لم تصلها منذ عشر سنوات أو أكثر فإن الثانية مازالت اقل من مماكانت عليه قبل عشرين عاماً بمقدار النصف وإذا كان الهدف هو الحفاظ على استقرار السعر الحقيقي لبرميل النفط عند مستواه عام 1980م، على سبيل المثال فإن سعره الحالي الاسمي لابد وان يكون في حدود 65 دولاراً للبرميل.
ومن المنطقي جداً أن تسعى الدول المصدرة للنفط إلى استقرار دخولها الحقيقية والتي تتآكل بصفة مستمرة بسبب الانخفاض في اسعار النفط الاسمية وبسبب الزيادة المطردة في اسعار المنتجات المصنعة.
وإذا تعذر تحقيق دخول حقيقية ملائمة من بيع النفط في وقت من الأوقات فالأولى الاحتفاظ به في باطن الأرض إلى أن يحين الوقت المناسب.
قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved