أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
تلقائية وبساطة
خالد ابا الحسن
يعجب المرء من درجة الإقبال التي يحظى بها موقع ما على الشبكة دونما سبب ظاهر يبرر له ذلك المستوى من اهتمام الزوار والانتشار, وتظهر بوادر ذلك الانتشار لدى القيام بالبحث عن ذلك الموقع على محركات البحث ويتمكن الباحث من الوصول إليه بكل يسر وسهولة.
ولدى قيامي بمقارنة مجموعة من المواقع الشخصية المعروفة بالانتشار والسمعة القوية على الانترنت لمست ان عنصر التلقائية والبساطة كان السمة الملازمة لتلك المواقع ورغم وجود مواقع شخصية تتسم باللمسات الاحترافية والتصميم المتميز إلا أنها لاتحظى بما تحظى به بعض المواقع التي صممت بطريقة بدائية او بسيطة ولعل الامثلة التي سيأتي ذكرها توضح ذلك.
فماهر سنترال موقع عجيب وغريب وصاحبه شاب تركي يحب السفر ولايتميز بأي صفة من صفت الوسامة او الجاذبية من اي نوع والتي قد تكون سببا فيما يحظى به من اهتمام على الانترنت, وكل ما في الامر انه تلقائي وغير متكلف, وقام هذا الشاب التركي بتأسيس موقع له على الشبكة مستفيداً من احد المواقع التي تمنح المساحات المجانية لمن اراد لتأسيس موقعه عليها, وكتب ماهر موقعه باللغة الإنجليزية التي لم يكن يتقنها تماما وهذا فيما يبدو احد اسرار جاذبيته للزوار الذين يجدون طرافة فيما يكتب بلغة انجليزية مكسرة.
ولدى استمراره في كتابة قصصه ومغامراته بدأ الزوار يتبادلون عنوان موقعه ويبعثونه يمنة ويسرة لمن اراد ان يطلع على موقع اكثر ما يميزه العفوية والبساطة والتلقائية والتعبيرات اللغوية المضحكة غالبا, وكان من اشهر العبارات التي اشتهر بها موقع ماهر هي عبارة (إني أحبكم) وهي عبارة كتبها بطريقة مختلفة فقال : I kiss you اي أنا (أنا أقبلكم) فقام العشرات من زوار الموقع ببعث صورهم إليه وهم يحملون لوحات كتبوا عليها (ونحن نقبلك كذلك) ونظرا لزيادة عدد الزوار عن طاقة الموقع المجاني فقد انتقل الى نطاقه الخاص به والذي سماه ماهر سنترال http:// www .mahircenteral .com والذي بدأ فيه بقبول الإعلانات والتكسب الإلكتروني بل وجمع التبرعات للجمعيات الخيرية وعلى رأسها اتحاد جمعيات الهلال والصليب الاحمر الدولية.
ومهما يكن من امر فإن التلقائية كانت عامل الجاذبية الاكبر في موقع هذا الشاب التركي الذي تقبله الناس وبخاصة الشباب بشكل غريب وغير مسبوق فلم تنل منه العنصرية او رسائل البريد المتهكمة بل استمر في تقديم نفسه تماما كما هو دونما قشور.
وقد وصل به الامر الى ان استضافته قنوات تلفزيونية متخصصة وغير متخصصة وبرامج ذائعة الصيت في قنوات التلفزة الامريكية لتقديمه للناس كأسطورة لا تفسير لها سوى انها مثيرة للاهتمام لبساطتها وتلقائيتها, وقد قدمت شركات سياحة متعددة عروضا لايبدو ان هذا الشاب قد رفض ايا منها لانه صرح في موقعه بانه معدم ويحب السفر والسياحة لكنه لا يملك زادها ولا يقوى عليه, فجاءه المغيثون من كل مكان مستجيبين لدعوته وموفرين له اسباب السفر وسبله حتى صار موقعه معرضا لصوره في مختلف العالم التي زارها بدعم من زوار موقعه.
ولدى تصفحي لقائمة المواقع العربية لفتت نظري جملة من المواقع السعودية التي تميزها البساطة والتلقائية وعدم التكلف, ولا يتسع المجال لذكرها هنا لكثرتها لكنني اجمل القول بان التصاميم البراقة و المحسنات البديعية لم تعد تأخذ بألباب متصفحي الانترنت بل اصبحوا يبحثون عن المحتوى والكلمة اكثر من اي شيء آخر, ولو نظرنا الى حال مستخدمي برامج التخاطب الحي ومرتادي منتديات الحوار فإننا لانجد سوى المحتوى سببا في التصاقهم بشاشتهم طوال ذلك الوقت, وبغض النظر عن طبيعة ذلك المحتوى إلا ان ما اريد الوصول اليه هو ان بذل الجهد في التصميم والشكليات قد لايكون القرار الارشد بالنسبة لاصحاب المواقع بل ان وجود رسالة واضحة ومحددة يقدمها الموقع هو ما قد يكون سببا في تميزه مهما تكن تلك الرسالة.
khalid@ saudi-linguists.org

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved