أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th September,2000العدد:10224الطبعةالاولـيالأثنين 27 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

المركز الإسلامي وسيلة عصرية للدعوة إلى الله
أ,د جمال الدين محمود
يأتي إقامة مركز الملك فهد الإسلامي في الأرجنتين (أمريكا الجنوبية) في إطار ما تبذله المملكة من جهود في خدمة الإسلام ودعوته على المستوى العالمي والإنساني، كما يأتي أيضاً ضمن الجهود التي تبذلها أجهزة الدعوة في سبيل تطوير وسائل الدعوة والعمل على اختيار أفضل الوسائل لعرضها على أمم الأرض بالطريقة التي تؤتي ثمارها وتتفق مع حياة المجتمعات الإنسانية كلها على اختلاف اللغات والمواريث الفكرية والاجتماعية.
* ولقد اهتمت المملكة منذ عشرات السنين وفي عهود ملوكها جميعاً بإنشاء المراكز الإسلامية في بلاد أوربا وأمريكا، فقد تبين أن أهم الوسائل لنشر الدعوة بين غير المسلمين في تلك البلاد في عصرنا الحاضر تعريف أهلها بالإسلام ودعوته وأركانه وبمبادئه وأصول العلاقات الاجتماعية والمعاملات بين الناس، عن طريق مؤسسة موثوق بها وتتبع جهة لها قدرها الدولي وتؤتمن على رسالة الدعوة إلى الله، وكان نجاح مراكز عديدة أقيمت في أوربا وأمريكا دافعاً للمملكة لكي تكثف جهودها وتبذل من الأموال والجهود ما يدعم انشاء هذه المراكز ويطور أسلوب أدائها لرسالتها واختيار العاملين فيها ممن يوثق بهم، وما وصلت اليه بعض المراكز الكبيرة في البلاد الأوربية يبشر بالخير بان ما يبذل من مال وجهد له أثره الكبير في هداية بني الإنسان على بعد المسافات من المملكة واختلاف الأجناس واللغات والمواريث الاجتماعية والفكرية في بلاد العالم.
* إن انشاء المراكز الإسلامية ودعمها قد أثبت خلال عشرات السنين الفائدة الكبرى التي تعود على البلاد الإسلامية وعلى المسلمين في الخارج من وجود تلك المراكز، فهي من أصلح الوسائل لتعريف غير المسلمين بالإسلام عن طريق مؤسسات ثقافية دينية تنشر المعرفة بالإسلام عن طريق الكتاب والمحاضرة والحوار واللقاء، كما تسهم هذه المراكز في تنمية الصلات الاجتماعية بين المسلمين في البلاد غير الإسلامية، وتقوي فيهم روابط الانتماء الإسلامي وتجعل منهم قوة اجتماعية وسياسية حتى وإن كان لهم خصوصيتهم الدينية والثقافية، وقد ظهر تأثير ذلك جلياً واضحاً في بلاد أوربية عديدة مثل بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، فالمراكز الإسلامية لها رسالة دينية في المقام الأول وإلى جانبها رسالة اجتماعية في حفظ هوية المسلمين في تلك البلاد على اختلاف جنسياتهم وأوطانهم فتكون رابطة الإسلام هي أول الروابط الاجتماعية وتكون ثقافة الإسلام هي خصوصيتهم الثقافية والاجتماعية، حتى لا تضيع الهوية الدينية وتذوب الهوية الثقافية بمرور الأجيال على المسلمين دون أن يكون لهم زاد ديني وثقافي موصول يأتيهم من إخوانهم لا سيما من بلد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومبعث الرسالة.
* ويمثل مركز الملك فهد بالأرجنتين حلقة أخرى هامة في السلسلة المباركة التي تعمل المملكة على دعمها وتقويتها، وقد تناقلت الوكالات الإعلامية الدولية خبر إنشاء هذا المركز وعددت خصائصه من الاتساع وتعدد الأنشطة والمرافق التي تخدم مئات الألوف من المسلمين دينياً وثقافياً، فضلاً عن أنه معلم معماري ظاهر في مدينة بوينس ايرس، ولا شك أن تبرع خادم الحرمين الشريفين بتكلفة إقامة هذا المركز وهي نحو 40 مليون دولار هو عمل جليل من أعظم أعمال البر يغطي حاجات متعددة لمئات الألوف من المسلمين، وأول ما يظهر من هذا العمل المبارك هو المسجد مكان الصلاة والذكر، كما أن مكتبة المركز ستكون مصدراً ثقافياً إسلامياً إلى جانب ما تقرر إنشاؤه فيه من مدارس تعليم للأطفال المسلمين مما يحمي الأجيال الناشئة من الذوبان في مجتمع غير مسلم، وكل مرافق المركز تؤدي رسالتها مساندة للهدف الأول وهو الدعوة إلى الله في أنحاء الأرض، وهو من أهم المقاصد لدى المملكة باعتبارها أرض الحرمين الشريفين ومبعث الرسالة الخاتمة من مكة المكرمة ومهد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.
عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved