| متابعة
يقول تعالى :] إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين[، ومما لا شك فيه أن بيوت الله هي أركان أساسية في بنيان الإسلام، وهي العضد القوي، والركيزة التي يعتمد عليها في إعلاء كلمة الله تعالى، ووسيلة من الوسائل التي سخرها الله تعالى لحفظ الذكر الكريم.
إن المكرمة العظيمة التي امتن الله بها على بلادنا أنه سبحانه جعلها مهبط الوحي الأمين على خير رسله أجمعين صلى الله عليه وسلم في أطهر بقاع الأرض التي تضم الحرمين الشريفين والتي انطلقت منها إشعاعات الخير، والنور لتضيء العالم بعد ظلام دامس.
لقد حمل المسلمون الأوائل ومن تبعهم راية الإسلام خفاقة، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وأوصلوا دعوة الحق والخير لأقاصي المعمورة التي كانت معروفة آنذاك.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الدعوة الإسلامية للحظة، لأن الله تعالى أراد الإسلام ديناً كاملاً متكاملاً للبشر كل البشر، وفي كل زمان ومكان، والحمدلله أن حفظ تلك البقعة الطاهرة على مر العصور، وجعلها منبعاً خصباً للدعوة والدعاة، وسنداً قوياً للإسلام والمسلمين، ورافداً طيباً لنصرة أبناء المسلمين أينما كانوا.
ولقد اتخذت المملكة العربية السعودية نهجاً ثابتاً وراسخاً لا يتبدل منذ لحظة تأسيسها على يد المغفور له إن شاء الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى هذا العهد الزاهر المبارك الذي نحياه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله ويكمن السر وراء هذا الثبات أنها تتخذ من كتاب الله تعالى دستوراً لها، ومن الشريعة الإسلامية أحكامها العادلة، وتعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله على بصيرة يستهدفه من وراء ذلك كله إعلاء راية الحق والتوحيد ليس في بلادنا وحسب، وإنما في أرجاء المعمورة، وأخذت المملكة على عاتقها، وعلى الدوام تقديم كل ما من شأنه تحقيق هذا الهدف فنذرت له الأنفس والأموال، وفي خضم هذه المسؤوليات الجسام جعلت المملكة للمساجد والمراكز الإسلامية نصيباً لا يستهان به من الدعم والمؤازرة، وكيف لا؟,,, وهذه الأماكن هي منارات الاشعاعات التي تبدد ظلمات النفس وتنير للمسلمين حياتهم وتنشربينهم الألفة والمحبة والسلام.
وقد نهجت المملكة هذا النهج الثابت والراسخ في خدمة الإسلام والمسلمين لا تحيد عنه، ومواصلة تقديم الخير لأقاصي المعمورة دون طلب منفعة مقابل ذلك، أو ثناء ومديح ، فالغاية مرضاة الله تعالى، ولا شيء سواها.
لقد نقلت الجزيرة صورة حية لمشروع مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وأين هي الأرجنتين؟ إنها بلاد تقع في أقاصي الغرب من المعمورة في أمريكا الجنوبية، والنقطة المفرحة في الأمر هو وجود المسلمين في تلك البلاد النائية وتمتعهم بحرية ممارسة شعائرهم الدينية,, وحب المجتمع لهم، ومقدرتهم على إعطاء صورة مشرقة للإسلام والمسلمين ، حتى إن أرض المركز هي هبة من الرئيس الأرجنتيني الأسبق.
والمركز,, هدية خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في الأرجنتين الذي سيفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ، ورئيس الحرس الوطني، واحد من مئات المراكز التي شيدها "الفهد" على نفقته الخاصة.
فمركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين ,, صرح شامخ لا مثيل له في سماء الأرجنتين فبالإضافة إلى تميزه العمراني ومئذنتيه الشامختين فإنه يضم بين جوانحه أكبر مسجد في أمريكا اللاتينية، ويقع في حي باليرمو الراقي.
ومسجد المركز سيتسع لألف مصل، وفي المركز قاعة للمحاضرات ومكتبة عامرة إن شاء الله ومركز للطفولة ، ومدرسة ابتدائية، وثانوية، والعديد من المرافق الخدمية والإدارية، وسيقام المركز على مساحة تسعة أفدنة (3,5) هكتار.
ولا شك أن إقامة هذا الصرح الإسلامي العملاق في بلد يقطنه أكثر من 900 ألف مسلم، سيكون له أثره الواضح والجلي إن شاء الله في الاستزادة بالتمسك بالدين الحنيف ، والنهل من العلوم الشرعية عن قرب ، وقبل ذلك التقرب إلى الله تعالى بالعبادة والطاعات.
والمسلمون في الأرجنتين أصولهم عربية فقد وفدوا هم وآباؤهم وأجدادهم إلى تلك البلاد في مطلع هذا القرن من سوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وهم بحاجة ماسة للخدمات التي سيقدمها المركز، بالإضافة لحلمهم بمسجد يستوعب أعدادهم المتزايدة ولله الحمد فالمساجد القديمة صغيرة ، ولا تفي بالمطلوب.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء على ما قدمه، ويقدمه من عطاء وافر للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة، وأن يجزل الأجر والمثوبة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على حرصه بافتتاح هذا المشروع العملاق، وتلمسه واقع الأقليات المسلمة في مختلف أنحاء المعمورة عن قرب، والرعاية المتواصلة الحثيثة للإسلام والمسلمين من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية,, والله ولي التوفيق.
alomari 1420 @ yahoo . com
|
|
|
|
|