| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
سبق أن كتبت عن مستشفى الرس وما فيه من نواقص وأخطاء فكان هناك تعقيب مليء بالتناقضات للأخ محمد الحزاب الغفيلي واضطررت لأن أبين تلك التناقضات التي وقع فيها الأخ محمد وذلك في التعقيب الذي كتبته في 12/6 ولكن الأخ أصر على تناقضاته تلك بل واضاف إليها المزيد في تعقيبه المنشور يوم 20/6 ذلك التعقيب الذي عمد من خلاله الى تحويل دفة النقاش الى موضوع غير المستشفى وطفق يوجه النقد الى المكتبة العامة لا لشيء إلا لأنها مقر عملي حتى وصل به الحال الى المطالبة بإغلاقها هذا بالاضافة الى سيل من التهم وجهها لي شخصيا وهذا ما دعاني لأن أدخل معه في نقاش أخير رغم انني لم أكن أحبذ الاستمرار في مثل هذا النقاش ولكن ليسمح لي القراء بهذا التعقيب الذي اسجل من خلاله بعض الملاحظات حيال ما ورد في كلام الأخ وهي على النحو التالي:
الملاحظة الأولى: ذكر الأخ في بداية تعقيبه انه لم يكن في كلامه السابق أي تناقض حقيقي وان كلامه يكمل بعضه بعضا مؤكدا أنه لا يكتب إلا ما يعرفه تمام المعرفة, وأردف قائلا ان ما صورته تناقضا إنما هو ناشىء من سوء فهمي لكلامه على حد قوله, وهذا بلا شك كلام إنشائي جميل لكن الكاتب لم يبرهن على صحته باي دليل وشيء غريب ان يقرر الكاتب ما يريد ويطرحه على القراء من أجل ان يقبلوه دون تردد لأن عقول القراء ليست آنية فارغة تقبل كل ما يلقى فيها دون قيد أو شرط ثم اني اسأل الكاتب هل هناك تناقض حقيقي وآخر وهمي ولماذا لم يوضح الفرق بينهما كما استميح الأخ الكاتب عذرا بأن أضع الحقيقة كاملة أمام القارىء وأورد له شيئا من تلك التناقضات ليرى بنفسه أهي من التناقض الحقيقي أم لا:
1 أيد الكاتب في بداية تعقيبه الأول ملاحظاتي على المستشفى تأييدا تاما وبعدها بأسطر أبدى تذمرا من تلك الملاحظات واستقر رأيه أخيرا بأن تلك الملاحظات صحيحة ولكنه تمنى لو كانت من غيري, أليس هذا من التناقض والتقلب في الآراء.
2 ذكر الكاتب في تعقيبه الأول أيضا أنه لن يدافع عن المستشفى وبعدها بأسطر شن هجوما على منتقدي المستشفى ودافع عن المسؤولين فيه قائلا ان مسؤولياتهم كبيرة وان المستشفى ليس كأي دائرة أخرى.
3 قرر الكاتب قاعدته التي تقول انه لا يحق لأي كاتب ان ينتقد الدوائر الأخرى اذا كان لدى دائرته نقص أو قصور ثم وجه النقد للمكتبة رغم اعترافه الكامل بالأخطاء الموجودة في المستشفى الذي هو أحد منسوبيه.
الملاحظة الثانية: ارجو الا يغضب مني الكاتب عندما اقول له بأنه تربطه بالتناقض علاقة وطيدة وصداقة حميمة حيث لم يكتف بتناقضاته السابقة بل انه وافانا بالمزيد من التناقضات في تعقيبه الأخير ولسان حاله يقول كلام الليل يمحوه النهار وسأورد هذه التناقضات أيضا أمام القارىء ليحكم بنفسه أهي من التناقض الحقيقي أم لا.
أ امتدح الكاتب نفسه في بداية مقاله بقوله عن نفسه (وكلامي بحمد الله يكمل: بعضه بعضا لأنني لا أكتب إلا ما أعرفه تمام المعرفة) ثم ما لبث ان خالف هذا القول عندما انتقد المكتبة العامة بكلام ظني مخالف للواقع تماما حيث وصف مبنى المكتبة بأنه مبنى شعبي وهو في الحقيقة مبنى مسلح ثم اعترف بنفسه بأنه لا يعرف ما بداخل المكتبة حيث قال: (هذا عن حالها من الظاهر اما من الداخل فالله أعلم ولكن في الغالب تدل المظاهر على المخابر) وهذا ما يجعلني أقول له أين تمام المعرفة التي زعمت أنك لا تكتب إلا ما تعرفه تمام المعرفة؟! وأقول لك أيضا تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (الظن أكذب الحديث).
ب لما تطرق الكاتب لمسألة تصفية الحسابات بين المرؤوسين ورؤسائهم نفى هذا الشيء جملة وتفصيلا وقال (فالجميع اخوة يتعاونون على الخير والثقة المتوفرة بفضل هذه الاخوة فوق كل خلاف في الرأي وقبل ذلك وبعده فإن السلطة بحمد الله قد كفت يد الصغير والكبير من الرؤساء حتى عن مجرد التفكير في ان يمارس أي تسلط على مرؤوسيه) ومن يقرأ كلام الأخ الكاتب هذا فلن يخطر بباله أنه هو بعينه الذي قال في تعقيبه الأول عندما أيد ملاحظاتي على المستشفى ما نصه: (بل بودي لو اضيف اليها مزيدا من الملاحظات التي ما يمنعني من ذكرها إلا أنها صارت تثير ضدي مزيدا من مشاعر الاستياء من المسؤولين) فأين كلامه السابق وأين الاخوة التي ذكر انها فوق كل خلاف؟ وهل هذا من التناقض الحقيقي أم لا؟
ج كذلك من تناقضات الكاتب انه وصف المكتبة العامة بأن الاستفادة منها قليلة وانها من الإدارات الخاملة وأنها قليلة النفع حتى وصل به الأمر الى المطالبة بإغلاقها إن لم يصحح وضعها كما يقول وفي نفس تعقيبه اتهمني وأنا أحد منسوبي المكتبة بأنني استغل وظيفتي لتحقيق مصالحي الخاصة وتبادلها مع الآخرين وهذا في غاية التناقض لأنه لا أحد يستطيع ان يستغل وظيفته ومجال عمله في تحقيق مصالحه الشخصية على حد تعبيره إلا من كان في دائرة مهمة يحتاج إليها الجميع وفي موقع مهم يسمح له بذلك.
الملاحظة الثالثة: وصف الكاتب قولي عن المكتبة بأنها صرح معرفي هام بأنه مجاملة وأنها كفيلة بالتشكيك بمصداقية كتاباتي لأنها مخالفة للواقع كما يزعم وهذا شيء غريب فعلا لأنه إذا كان هو لا يقيم وزنا للمكتبة ولا تشكل عنده أي اهتمام فلا يلزم غيره برأيه هذا ولا يحكم انه مخالف للواقع أما ما يتعلق بالتشكيك بمصداقية ما يكتبه الكاتب فعليه ان يتذكر ما وصف به المكتبة من اوصاف غير صحيحة كقوله بأن مبناها شعبي وانها غير مرغوب بها من الجميع وغير ذلك من الأوصاف المخالفة للواقع ليعلم ان هذا هو الذي يشكك بمصداقية الكاتب وليس غيره.
الملاحظة الرابعة: علق الكاتب على قولي بانني لن انتقد المكتبة ولن اكتب عنها بسؤال قال فيه: (لماذا لا يتوجه بكتاباته الى مسؤوليه تحريريا او شفويا وهو ما تسمح به التعليمات وإذا كان فعل فلماذا لم يشر الى ذلك) وهذا أيضا يدل على عدم الإلمام بما تقتضيه الأنظمة من وجوب حفظ اسرار العمل صغيرها وكبيرها كما ان هذه أمور متعلقة بمجال عملي وهي خاصة بيني وبين المسؤولين ولا يحق لك ان تسأل عنها هل حدثت أم لم تحدث لأن هذا ليس من اختصاصك.
الملاحظة الخامسة: بالنسبة لسؤالك عن ثمرة جهودي وكتاباتي والتلميح الى ان كتاباتي ناتجة عن موقف او مشكلة خاصة فحري بك ان تدرك ان الكاتب لا يعيبه ابدا الا يرى ثمرة ما يكتبه او ألا يتجاوب المسؤولون مع ما يوصله لهم من ملاحظات عبر الصحف وإن كنت ترى هذا عيبا فلا تنس أنك قد اعترفت به في تعقيبك الأول عندما قلت بأنك ذكرت الكثير من الملاحظات في كتابات سابقة عن المستشفى ولكنها ذهبت أدراج الرياح, ثم إنه ليس عيبا أيضا ان يكتب الكاتب عن موقف خاص مر به او مشكلة خاصة تعرض لها فهذا من حقه ولربما تكون مشكلته تلك وكتاباته عنها سببا لتصحيح الأخطاء وتلافيها مستقبلا.
الملاحظة السادسة: كنت قد اشرت في تعقيبي السابق عليك ان نقدك للمكتبة العامة كان ردة فعل بسبب ما وجهته للمستشفى من نقد في مقالي المنشور في 20/5 وقد اعترفت بهذا في تعقيبك الأخير عندما قلت (وأبشر الاخ الكاتب انه وقع فيما كان يحاذره فقد تسبب في توجيه النقد الى جهة عمله من قبل غيره بسبب ما وجهه هو من انتقادات لجهة عملهم) فأين المصلحة العامة يا ترى؟!
الملاحظة السابعة: اما اتهاماتك التي وجهتها لي والمتعلقة بالمحافظة على الدوام وقضاء وقت الدوام في الثرثرة وقراءة المطبوعات على حد قولك وكذلك ما يتعلق بالتعاون الحسن مع الجمهور ومخالفة التعليمات بالتعامل بالواسطة واستغلال الوظيفة لتحقيق المصالح الخاصة وتبادلها مع الآخرين الى غير ذلك من التهم الباطلة التي زعمت انني اقع بها جهارا نهارا فأقول لك كان جديرا بك ان تترفع عن مثل هذا الأسلوب ثم كيف تتهمني بذلك وانت أبعد ما تكون عن المكتبة وما يجري بداخلها وانت تعترف بذلك واسأل نفسك كيف استغل وظيفتي لما ذكرت وأنا في دائرة خاملة كما تزعم؟! وهل تريد منا ان نكمم أفواهنا في مقر عملنا؟! وما الذي يضيرك إذا طالعنا الصحف والمطبوعات؟ أم انك تخشى ان تقع أعيننا على إحدى كتاباتك فنرد على ما فيها من تناقضات؟ ولو كنت على صلة بالمكتبة لعلمت ان تلك المطبوعات إنما هي من مقتنيات المكتبة ولم نأت بها من الخارج وشيء طبيعي ان نطلع عليها ولذا فإن أخشى ما أخشاه أن تكون قد اطلقت تكيل الاتهامات ولسان حالك ينطق بقول الشاعر:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم
الملاحظة الثامنة: أما ما يتعلق بالمكتبة العامة ومحاولاتك الحثيثة لتشويه صورتها بانتقادات خالفت الواقع في كثير منها حتى وصل بك الحال الى المطالبة باغلاقها فاكتفي بالرد عليك من خلال النقاط التالية:
أ إذا كنت لا تعرف قيمة المكتبة العامة ولا تستفيد منها فغيرك يعرفها ويستفيد منها وعليك ألا تجعل من نفسك مقياسا للآخرين.
ب ان المكتبة ولله الحمد تتوفر فيها المراجع العلمية التي يحتاج إليها أي باحث وفيها من المراجع ما لا يوجد في غيرها بالاضافة الى فهرسة موجوداتها فهرسة تخدم روادها ويتم تزويدها بالمراجع العلمية الحديثة بين فترة واخرى وهذا أكبر دليل على مكانتها عند روادها والقائمين عليها والمسؤولين عنها.
ج اما بالنسبة لمبناها فهو مبنى جيد التكوين من الداخل وتم ترميمه حديثا وتتوفر فيه جميع المقومات التي تحتاج اليها المكتبة من صالة كبيرة مكيفة وأجواء هادئة تساعد على القراءة والاطلاع والبحث وغير ذلك من المميزات والإيجابيات التي تفوق كثيرا السلبيات المتعلقة بالموقع لاسيما وان هذه المميزات لن تتوفر في مبنى آخر من المباني المستأجرة, كما ان تأمين مبنى جديد للمكتبة يحتاج الى إجراءات طويلة لا تخفى على الفطن.
ج اما ما يتعلق بتصفية المكتبة العامة على حد تعبيرك فإني اقول انه من المؤسف حقا ان يطرح مثل هذا الاقتراح أحد أبناء المحافظة لاسيما في مثل هذا الوقت الذي تعيش فيه بلادنا المباركة نهضة علمية وأدبية مشهودة وشيء مؤسف أيضا ان يتزامن اقتراحك هذا مع اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية.
د إغلاق وتصفية مركز الأمراض الصدرية بمدينة بريدة جعلته مقياسا اردت ان تدلل من خلاله على صحة اقتراحك السابق على الرغم من اننا لم نسمع تأييدا لمثل هذا القرار إلا منك لاسيما ونحن في زمن تهتم فيه دولتنا المباركة بجانب الصحة اهتماما عظيما وأرجو الا يكون امتداحك للدكتور ياسر الغامدي المدير العام للشؤون الصحية بالقصيم على إغلاقه لهذا المركز إنما هو من باب المجاملة التي تحاول من خلالها ان تلطف الجو مع المسؤولين, كما ارجو الا يكون سرورك لإغلاق هذا المركز راجعا لتلك الأجهزة التي تلقاها مستشفى الرس من تركة ذلك المركز وإن كان الأمر كذلك فيجب ألا تفرح بها كثيرا وألا تكون هي منتهى طموحك كأحد منسوبي المستشفى لأن تلك الأجهزة قد أكل عليها الزمن وشرب واتمنى ألا يكون المسؤولون في مستشفى الرس بهذا الطموح.
وختاما اقول لك أخي العزيز انه يجب لزاما على كل كاتب ان يحترم عقلية القارىء وهذا لن يتحقق إلا اذا عرف الكاتب ماذا يكتب ومتى يكتب ولماذا يكتب إما اذا كتب لمجرد ان يكتب فسيأتي عليه يوم يصل فيه الى حد الإفلاس فيكتب كثيرا ويفيد قليلا.
عبدالرحمن بن عبدالله الشميم محافظة الرس
|
|
|
|
|