| اليوم الوطني
* الرس مكتب الجزيرة حسين محمد الصيخان
لقد نهج الملك عبدالعزيز يرحمه الله الطريق الصحيح في قيادته العسكرية الناجحة ألا وهو تمسكه أولا وقبل كل شيء بالعقيدة الاسلامية الصحيحة التي سار عليها جميع جنوده المقاتلين معه فكانت عدة مقومات للقيادة العسكرية الناجحة التي سلكها وسار عليها يرحمه الله وهي:
* أولا التمسك بالمقومات الروحية للقتال:
أخذ الامام عبدالعزيز بالعقيدة الدينية مقوما روحيا للقتال بعد ادراكه ما للدين من قوة معنوية هائلة في نفوس المحاربين، ومدى تأثير الروح الدينية على المحارب حيث يتغلب بها على الخوف من الموت, ويرشف منها الشعور بالعاطفة الموحدة المشتركة، وروح الفريق الواحد والثقة بأنه أقوى من خصمه الذي يقاتله بدون عقيدة، والايمان بالقضاء والقدر وعدالة القضية التي يقاتل من أجلها.
لهذا كثيرا ما كان الامام عبدالعزيز يبصر جنوده بفكر القضاء والقدر وكيفية التغلب على الخوف بالايمان والثقة بالله, محاولا اشاعة روح التسامح المشترك واعطاء الفرصة للجنود لعقد صلة روحية مع علماء الدين يستشيرونهم في مشاكلهم النفسية الخاصة.
ويريحون صدورهم من أي أعباء انفعالية وكان يذكرهم دائما بالثقة بالله والتفاؤل في محن المعارك.
* ثانيا: مواصلة الاقبال على مناهل الثقافة العامة:
أدرك الامام عبدالعزيز أن الثقافة العامة لازمة من لوازم القيادة العسكرية الناجحة حيث يسيطر القائد على مجموعات من الناس تختلف نزعاتهم وتتباين معارفهم, وحيث يتعامل مع حلفاء، وضد خصوم مما يستلزم سعة الفكر، ووفرة المعلومات، وقوة الشخصية، اقبل الامام عبدالعزيز يغترف من مناهل الثقافة العامة كمدرسة حقيقية لقيادته، فأحاط بظروف زمانه، وجال بعقله فيما حوله من الشؤون العامة, وتلقى فنون السياسة العلمية في الكويت، ووقف على عادات القبائل وتقاليدها ونقاط القوة والضعف فيها فضلا عن دراسته للمعارك وتخطيطها وتاريخ القادة والأئمة السابقين، وبفضل هذه الثقافة العامة استطاع ان يدعم شخصيته ويرفع شعبه، ويرقى بجيشه، ويخوض غمار حروب تاريخية فاصلة لتوحيد شبه الجزيرة العربية.
* ثالثا: الالتزام باللياقة البدنية:
أدرك الإمام عبدالعزيز أن قيادة الحرب الناجحة هي دراسة عملية ولياقة بدنية على طول الحياة فمارس ركوب الخيل والفروسية، وفنون الحرب والقتال بالسيف، وبهذا تمكن من الاحتفاظ باللياقة البدنية طوال تاريخه العسكري فاتسم بالنشاط والشجاعة والحزم والحماس والابداع الذاتي والقوة الدافعة وقوة الارادة وهي صفات كافية لإدراج اسمه بين القادة العظام في العالم.
* رابعا: التشرب بروح التفاؤل:
كان الامام عبدالعزيز يتابع قواته ليتأكد من أنها تشربت بروح التفاؤل وأنها تنطوي على حماس هجومي أو تحمل روح الشغف بالهجوم وكان يقنعهم بعدالة قضيتهم فاستقطب محبتهم، وحاربوا تحت لوائه لتحقيق النصر المؤكد في مواجهة كافة الصعاب.
* خامسا: إدراك قيمة العامل البشري:
أدرك الامام عبدالعزيز قيمة العامل البشري في تقرير النصر أو الهزيمة في المعارك الحربية، فأقبل على دراسة أفكار جنوده واتجاهاتهم الفكرية والنفسية وعمل على زيادة كفاءتهم القتالية بمختلف الأساليب ولم يحصل الامام عبدالعزيز على مكانته العظمى كقائد عسكري لأنه درس قواعد الاستراتيجية الحديثة أو برع في الفنون التكتيكية بل انه درس دراسة عميقة تحت لوائه وكان خبيرا بالعواطف التي تؤثر في نفوس الرجال.
* سادسا: استيعاب القواعد الأساسية للتكتيك الحربي:
أقبل الامام عبدالعزيز على دراسة جواهر الأساليب التكتيكية في الحروب السابقة في العالم, واطلع على خطط كبار القادة العالميين وأمسك بالقواعد الأساسية للتكتيك الحربي، وهي المفاجأة وتركيز المجهود وتعاون كافة الأسلحة، والتحكم في عمليات القتال وبساطة في التخطيط والتنفيذ، وسرعة الحركة خلال المعارك والمبادرة بالانقضاض على العدو في محاولة لتحطيم توازنه واعتمد الامام عبدالعزيز في خططه الحربية ايضا على سرعته في مباغتة عدوه وهو ما يعرف الهجاد أي المفاجأة حتى يمكنه شل تفكير العدو, وقد كانت المفاجأة ليلة المصمك عنصرا مساعدا على نجاح خطته، ولم يحل دون نجاحها مناعة الحصن أو تعود عجلان المبيت داخله.
* سابعا: بث الروح المعنوية العالية:
أدرك الامام عبدالعزيز قيمة تأثير الروح المعنوية العالية على الميزان العسكري أثناء المعارك وكان دوما يدعو قواته المحاربة الى التعاون والتمسك والمحبة كما كان يبصرهم بمهامهم وأهدافهم, ويبث فيهم روح الاعتزاز بدينهم والاستعداد بالتضحية من أجله.
* ثامنا: التقدير للجنود والتعاطف معهم:
أدرك الامام عبدالعزيز قيمة المقاتل المدرب في نتائج المعارك الحربية فقدره حق قدره، ومنعه من المجازفة والتهور في معارك محكوم بفشلها مسبقا، مما أدى الى كثرة انتصاراته كما ارتبط الامام عبدالعزيز يرحمه الله مع جنوده برابطة متينة من التعاطف والحب الصادق فكان وصوله الى قلوبهم ميسورا وكان التفاهم حوله سريعا وتجاوبهم معه هائلا.
* تاسعا: التخطيط الحكيم:
اتخذ الامام عبدالعزيز من طريقة المنهج العلمي الحديث أسلوبا لتخطيط معاركه العسكرية فسبق عصره وزمانه, فكان يختار الزمن والمكان المناسبين للاصطدام بعدوه ويترسم قبل هذه المعارك الحكمة في تخطيطه لمراحلها وما زلنا نضرب الأمثلة بذلك من خلال انطلاقته الكبرى الى الرياض وما أسفر عنها من نتائج.
* عاشرا: التقييم الدقيق لجميع الأطراف العسكرية:
تمكن الملك عبدالعزيز يرحمه الله بثاقب بصره وحدة ذكائه وصحة تقييمه لأصدقائه وأعدائه على السواء من أن يضع كلا منهم بقدر حجمه في المكان المناسب له.
|
|
|
|
|