| اليوم الوطني
في ذكرى اليوم الوطني الغالي على نفوسنا جميعا لا تجد جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة مجالا إلا أن تتحدث عن المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، فاليوم الوطني يجر بصورة منطقية وطبيعية للحديث عن هذا القائد الفذ.
إذ ان اليوم الوطني ليس إلا امتثالا بمعنى الوطن التي شهدتها الجزيرة العربية تكاد أن تكون غير ممكنة بتقدير الله إلا بوجود شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود.
ولا نريد لحديثنا أن يكون مدحا خاويا من المعنى، فليس في هذا أدنى خدمة نقدمها لهذا الإنسان القائد المؤسس الموحد، وسنترك الناس الذين كتبوا عنه يتحدثون، عرب وغير عرب ، مسلمون وغير مسلمين ، معاصرون وغير معاصرين، ومن هذا التنوع نستطيع أن نتعرف لكلمة التاريخ في عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، موحد الجزيرة العربية ومؤسس المملكة العربية السعودية.
يقولوليم باول مؤلف كتابالمملكة العربية السعودية وأسرتها المالكة ,, في معرض حديثه عن شخصية الملك عبدالعزيز من استقراء الأحداث:,, كان الملك عبدالعزيز يواجه أزمة, فمن جهة كانت حصافته السياسية تخبره أن الموقف العاقل الوحيد لبلاده في خضم الصراع الدولي هو الحياد,.
ولكن الخراب الاقتصادي الذي كان منتظرا على باب داره كان يدفعه من جهة أخرى للدخول في الحرب إلى جانب الحلفاء, لقد كان يأمل أن ينال عونا من الولايات المتحدة.
ويمضي باول في رسم صورة عبدالعزيز رجل السياسة الدولية واضعا اجتماعه بالرئيس الأمريكي روزفلت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد ركزباول على أن الهدف الرئيسي من الاجتماع في ذهن عبدالعزيز كان هو العمل على تلافي الوضع المتردي في فلسطين, الذي كان ينذر بأن اليهود سوف يحولون هجرتهم الفردية إلى استيطان جماعي واحتلال دائم ويقولباول ان عبدالعزيز قد أقنع روزفلت بأن يلتزم له شخصيا بالا يتخذ قرارا بشأن فلسطين واستقرار اليهود بها إلا بعد التشاور معه شخصيا, غير أن روزفلت حاول إقناع عبدالعزيز بأن يلتقي هو والقادة العرب بقادة اليهود والصهاينة، بل سعى شخصيا إلى ترتيب اجتماع بين الملك عبدالعزيز وبين الزعيم الصهيوني حاييم وايزمن غير أن عبدالعزيز رفض عقد الاجتماع قائلا لروزفلت:انني لا أملك تفويضا بعقد مثل هذا اللقاء من الأمة العربية .
ويصف أحمد عسه مؤلف كتابمعجزة فوق الرمال الدور الذي لعبته سياسة عبدالعزيز الخارجية في تأييد الثورة السورية ليس فقط من منطلق مصلحة المملكة بل من منطلق واجبه الديني الذي يستشعر أنه يرفض عليه مد يد العون لأخوته في العقيدة وهم يحاربون من أجل التخلص من الانتداب الفرنسي.
ويورد قدري قلعجي في كتابهموعد مع الشجاعة طرفا من دور الملك عبدالعزيز رحمه الله في دعم الحركة التونسية في سبيل الاستقلال حيث زار الحبيب بورقيبه المملكة والتقى بالملك عبدالعزيز قبل انطلاقة الثورة التونسية، وكيف أن الدعم الذي قدمه عبدالعزيز كان وراء أول رصاصات تنطلق معلنة بدء الثورة على الاستعمار الفرنسي في تونس.
يرى المؤرخون أن شخصية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بنيت على أربعة أعمدة أنشأ عليها مملكته من لا شيء وهذه الأعمدة هي:
أولاً: الدين: الذي كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله منذ الأيام الأولى من حياته حتى نهايتها مسلما تقيا ورعا يتبع أوامر الشريعة بكل تفاصيلها.
ثانياً: الكرم لقد كان سخاؤه وكرمه طبيعيا لا تكلف فيه وكان يعطي بلا تقتير, وكان حينما يكتب الله له النصر على خصومه يرد لهم اعتبارهم وينأى من الثأر منهم.
ثالثاً: الشجاعة كان الملك عبدالعزيز من أعظم الرجال البواسل في تاريخ الجزيرة العربية,, لقد كان في حاجة إلى شجاعته لأنه ما من إنسان قام بمثل المهمة التي قام بها دون أن يكون مقاتلا من الدرجة الأولى.
رابعاً: وليس أخيرا: قوة العقل قد وهبه الله قوة ذاكرة وادراك وملاحظة وفطنة خارقة للعادة,, بالإضافة إلى ذلك قامته الفارعة ومظهر رجولته مما جعل أثرا عجيبا على كل من جلس لديه مهما كانت درجة ذكائه.
وإذا كان المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز واحدا من أبرز الزعماء والقادة فإن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ارتبط اسمه جنبا إلى جنب مع اسم والده لأنه ولده وخريج مدرسته والسائر على خطاه والمترسم,, نهجه.
|
|
|
|
|