| اليوم الوطني
اليوم الوطني تاج على رأس كل مواطن وفرحة كبرى ذات جذور متعمقة في ارض هذا الوطن الحبيب وانني بهذه المناسبة الكبيرة والعزيزة علينا جميعا احس بالسعادة تغمرني وأنا أكتب عن مكنون ضميري حول هذه المناسبة الغالية ولكنني أحب قبل ان استرسل في الكتابة ان اعبر عن اصدق التهاني الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وإلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى جميع افراد الاسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل,, راجياً من المولى عز وجل ان يعيد هذا اليوم دائماً على وطننا الغالي ورايته عالية خفاقة بإذن الله.
ثم انني كأحد ابناء هذا الوطن الغالي اشعر بالسعادة تملا جوانحي مثل ماهي تملأ ببهجتها جميع القلوب التي تتذكر بكل فخر واعتزاز ذلك اليوم الخالد الذي كان صبحاً مشرقاً مازال ينير الطريق لمزيد من التطور والرقي نحو مستقبل مشرق بإذن الله.
فما نحتفل به اليوم هو ذكرى خالدة في الاذهان ليوم خالد في التاريخ شاءت قدرة المولى عز وجل ان يكون يوم مجد وعزة وسؤدد لهذا الوطن وأبنائه ففيه تم تتويج وحدة الوطن برفع راية التوحيد التي جمعت الكلمة ووحدت الشمل بعد طول صراع وتناحر وتشتت وتم ارساء قواعد البناء الشامخ الذي اخذ يرتفع بسرعة سبقت الزمن ليعانق قمم المجد ويرتدي حلل الحضارة والتقدم وذلك بعد ان قيض الله لهذا الوطن ابنا بارا ومجاهدا مخلصا في سبيل ربه ثم في سبيل وطنه ليمضي في دروب الجهاد بعزم لايستكين وإرادة لاتنفد واضعا في نصب عينيه املاً كبيراً ببزوغ فجر يوم التوحيد ليرى فيه وطنه وقد احتضن المجد والسؤود بعد ان اجتمع ابناؤه تحت راية واحدة وعلى كلمة واحدة,, فاستطاع عبدالعزيز بفضل الله وعونه ثم بفضل مايتمتع به من مميزات سياسية فذة ان يحقق هذا الحلم وان يؤسس دولة عظيمة وضعت نفسها بين الدول المتقدمة في العالم بعد ان اصبحت ذات رأي نافذ وكلمة مسموعة وموقف محترم بين الأمم.
لقد كان ذلك الماضي الذي عاشته المملكة قبل التوحيد يركد تحت كمٍ هائل من غبار التخلف والجهل وفي وسط غمار ثائر من الحروب والفتن التي تفتك بأبناء القبائل المتناحرة,, فالأمن لا وجود له والجهل يخيم على العقول والعوز والفقر يفتكان بالناس الى غير ذلك من اكدار المعيشة ومنغصاتها في ذلك الوقت,.
فقد كانت صورة ذلك الماضي ترتسم في صورة خيالية امام نواظرنا ونحن ننصت الى ابائنا وأجدادنا وهم يحكون لنا القصص المتواترة عن ذلك الزمن الذي عاشوه وذاقوا مرارة الحياة فيه ليتملكنا الذهول ونحن نقارن بين تلك الحقبة السالفة وبين مانحن فيه الآن من نعمة وامن ويمن وتطور هائل في جميع المرافق وعيش هادئ وراحة بال وأمور ميسرة وغير ذلك من وسائل الراحة والمميزات الكبيرة والكثيرة التي يحظى بها المواطن السعودي في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الذي يعتبر ثمرة مباركة من ثمار جهاد عبدالعزيز وكفاحه المشرف في سبيل بناء وطنه، وهذه النعم بفضل الله تجعل لذكرى اليوم الوطني المجيد صدى واسعاً وأثراً عميقاً في نفوسنا نحن أبناء هذا الوطن الغالي,.
فهي مناسبة تنقلنا الى عالم فسيح من التأمل لنرى ماذا كنا عليه في السابق وماذا نحن فيه الآن لنعرف البون الشاسع والفارق الكبير بين الفترتين ولنقدر النعمة الكبيرة التي وهبها الله لنا وشاء جلت قدرته ان ينهض بها الوطن وينعم بها المواطن عبر فيض السخاء من يد البطل عبدالعزيز التي سلمت الأمانة بعد ان اصلحت الارض وغرست الزرع الى الابناء البررة الاوفياء الذين واصلوا المسيرة ورعوا النبتة المباركة حتى نمت وترعرعت وآتت اكلها ثمراً طيباً مباركاً وهم في ذلك يمشون في خطوات حثيثة وواثقة نحو دروب المجد والتفوق حتى استطاعوا ان يتبوؤا بوطنهم القمم ولله الحمد.
وان ماتنعم به بلادنا في هذا العهد الزاهر من امن وامان ورخاء وتطور كبير وشامل لكافة المجالات وعلى اعلى المستويات وفق تعاليم شريعتنا السمحة وفي ظل العدالة التامة والرعاية الابوية الحانية من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وحكومتهما الرشيدة لأكبر دليل على صلابة القاعدة وسلامة المنهج وعمق التلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي.
وهنا وعبر هذه الكلمة وفي وسط مشاعر الفرحة بهذه المناسبة السعيدة اقف بكل فخر واعتزاز امام شموخ الوطن معبراً كمواطن ومسؤول عن حبي الكبير لترابه الغالي ومجدداً الولاء الصادق لقيادته الرشيدة ومقدراً حسن الوفاء والتآلف لدى شعبه.
وأجدني مهما كتبت وكتبت فلن افي للوطن حقه لكنني لا املك الا ان اتوجه بالدعاء الخالص للمولى عز وجل بأن يديم على وطننا امنه وامانه واستقراره ورخاءه وان يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة وان يكلل جهودها بالنصر والتوفيق والسؤود لتواصل اعمالها الخيرية في كل مامن شأنه إعلاء شأن الوطن وتوفير وسائل الراحة والعيش الكريم لأبنائه,إنه سميع مجيب.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن محمد الربيعة وكيل محافظة المجمعة |
|
|
|
|