| مقـالات
رغم مسافات الركض التي يمارسها الجميع لتحقيق الرؤى المستقبلية، وتجسيدها واقعاً، والحاجة إلى التحليق بعد عناء التجربة بل التجارب التي تتمخض بها سنواتنا، إلا أن هذه الرغبة في التحليق لاتتعدى فضاءات الوطن لإحساسنا بأننا نبحث عن دفء الإقامة بين أحضانه ولأننا جميعاً بحاجة للمأوى والملجأ بعد الله، فالوطن هو المنزل الذي يمنحنا كل ما نريد,, فنعدو نحوه كلما اتسعت دائرة السياحة خارجه أو كلما استقينا العلم خارج حدوده,, نعود للوطن بحماس كبير فنتحدث باسمه ونحلم من خلاله لأنه يمنحنا السمو، والعلو، والرفعة ، ويربطنا برائحة الأرض وعبق التاريخ ويمتد بنا مرفرفاً باللون الأخضر وشهادة لا إله إلا الله واستقرار السيف وتوحيد الكلمة وثبات المبدأ.
الوطن يجندنا بحبه والاعزاز به فهو يدفع بنسغ الحياة في عروقنا ويبعث القوة فينا فيمنحنا الانتماء والأصالة، كما وان أحلامنا تتلاحم بإنسانيته فنجمع المفارقات ونمضي في طريق العطاء ونفتح آفاق المؤازرة لكل ما يستجمع بقوانا ويؤكد أننا هنا وطن ثبات وقوة على خارطة الوجود، وطن ينبض بقوة الإسلام وتعاليمه، ويتحلى بالأمن والأمان، وطن أرسى موحده مبادىء العطاء وانبعثت أوجه النشاط الاجتماعي والاقتصادي وغيرها في نموذج حضاري مواكب للعصر.
الوطن امتداد تاريخ منذ فتح الرياض وتوحيد المملكة وحتى حاضرنا وما ننعم به من ازدهار في كافة المجالات، هذا التغير الذي يستوقفني عند ملامح وجه الملك عبدالعزيز في مراحل عمره، حيث في شبابه تبدو معاناة الحياة والكفاح وإرهاصات الحروب وصراعات الثبات فتقرأ في ملامحه القوة والصلابة والحدة، ثم تراه بعد استرخائه في توحيد المملكة وقد هدأت ثورة الفارس المحارب الذي يمتطى جواده لإعلاء علم وطنه فقد ترجل بعد إعلائه!,, تراه في كبره رجلاً يمنحك ملامح الحنان والاستقرار وصفاء العيش، يشعرك بالتآلف لهذا الوطن الذي نلعق شهده,, فأدام الله علينا نعمة هذا الأمن ورحم الله جميع من ناضلوا لرفعة الإسلام وعزته وأعز الله لنا خادم الحرمين لا عدمناه.
|
|
|
|
|