| المجتمـع
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
ثمن عدد من موظفي الدولة الجهود المكثفة المبذولة من حكومتنا الرشيدة في مجال التدريب الوظيفي للرقي بمستويات الأداء للعاملين بأجهزة الدولة وذلك من خلال تنظيم العديد من البرامج التدريبية والخطط على مدار العام لتدريب الموظفين وتنمية قدراتهم تعميقا لمبدأ سارت عليه الدولة منذ فترة طويلة يهدف الى تزويد موظفي الدولة بالمهارات والتقنيات الحديثة لمواكبة المتغيرات، وأشادوا بحرص كافة الوزارات على تنظيم دورات لمنسوبيها بابتعاثهم الى داخل المملكة وخارجها للمشاركة في دورات وحلقات دراسة متنوعة منوهين بحث الوزارات الدائم للموظفين على المشاركة بهذه البرامج وتأكيد الوزارات على منسوبيها وفق التعليمات ان حضور الدورات التدريبية شرط أساسي لحصول الموظف على الترقية والحوافز الأخرى، وانشأت الدولة أعزها الله عددا من المعاهد منها المعهد الدبلوماسي وفروع معاهد الإدارة في عدد من مناطق المملكة ويحرص موظفو الدولة على المشاركة في الدورات التدريبية للاستفادة منها وايضا تعزيز مكانتهم في الترقية خاصة وان عددا كبيرا من الموظفين يعانون من التجميد الوظيفي إلا ان الموظفين انتقدوا الأساليب الروتينية التي تطبقها هذه المعاهد خلال الدورات وخاصة عملية الاختبارات المكثفة والمرهقة التي يؤكد عليها السادة أعضاء هيئة التدريس في المعاهد والتي تشكل عقبة في سبيل حصول المتدرب على المهارات اللازمة خلال هذه البرامج التدريبية حيث ينصب تركيز المتدربين على الحفاظ فقط لأداء الاختبار ويكون هذا الأسلوب على حساب تحقيق الهدف الرئيسي من هذه الدورات التدريبية وقد طرحوا من خلال هذا التحقيق العديد من الآراء والاقتراحات المناسبة والتي تحتاج الى دراستها من القائمين على المعاهد والمشرفين على البرامج التدريبية في كافة الأجهزة الحكومية ووضع الحلول الجيدة لتجاوز هذه الظاهرة حتى نفعل الجانب التدريبي ونجني ثمرتها من خلال تذليل العقبات التي تحد من فعالية هذه البرامج التدريبية.
تنمية القدرات
يقول غازي بن حمود العوفي مدير المركز الإعلامي بفرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة ان موضوع التدريب للموظفين يهم شريحة كبيرة من المجتمع لسببين الاول في المصلحة العامة لأجهزة الدولة حيث تساهم هذه البرامج في تنمية القدرات لأن العمل الوظيفي يحتاج لتطوير مستمر لمواكبة النمو المتواصل الذي تشهده القطاعات الحكومية والثاني يصب في مصلحة الموظف الخاصة حيث ان التدريب يعزز موقعه في الترقية ويحقق له بعض الحوافز المادية وقد اهتمت الدولة اعزها الله بهذا الجانب وتجاوب الكثير من موظفي الدولة مع هذه التوجهات وانخرطوا في العديد من البرامج التدريبية وقد استفادوا منها، وقال العوفي انني ومع شعوري بايجابية التدريب وأهميته إلا ان هناك سلبية اعتقد انها ستؤثر على التفاعل المطلوب وهي التركيز الغير مبرر من قِبل المعاهد على الاختبارات في نهاية كل دورة وكأن الاختبار هدف استراتيجي في العملية يفوق هدف اكتساب المهارات, والذي ارجوه من اجل تفعيل اشمل للتدريب ان تعيد الجهات المسؤولة صياغة جديدة لتحديد مستوى استفادة الموظف من الدور.
الاختبارات تصيب بالإحباط
وقال مجدي بن عبدالرحمن حجار من منسوبي شركة الاتصالات السعودية بالمدينة المنورة ان التدريب يتيح للموظف فرصة تحصيل مهارات تجعله اكثر قدرة على مواكبة تطورات المهام الوظيفية ولهذا تبذل الجهات الحكومية جهودا موفقة لتفعيل هذا الجانب الهام من خلال العناية المكثفة بتدريب الموظفين داخل المملكة وخارجها والمشاركة في دورات تدريبية إلا ان بعض الموظفين يصابون باحباط بسبب كثرة الاختبارات خلال هذه البرامج وبطريقة تقليدية تشعر الموظف انه طالب في فصل للتعليم العام وليس في حلقة دراسية متخصصة، ويرى الحجار ضرورة التركيز على البحوث والتقارير التي يعدها الدارسون خلال الدورات كمؤشر لتحديد مدى اكتساب المهارات المطلوبة والغاء عملية الاختبارات في هذه الدورات.
الايجابيات
ويقول مدير إدارة الأخبار بمركز تلفزيون المدينة المنورة ايمن بن إبراهيم الردادي ان تجربتي الشخصية مع التدريب عادت علي بالعديد من الايجابيات منها ما هو في الارتقاء بمهام الوظيفة ومنها ما هو في حصولي على الترقية بعيدا عن هوة التجميد التي يعاني منها الكثير من الزملاء وقد شاركت في العديد من البرامج التدريبية سواء داخل المملكة او خارجها وهو يتيح لي المشاركة بالرأي المناسب حول الاختبارات في هذه الدورات ففي دورة تدريبية خارجية كانت عملية التقييم خاضعة لتقدير اعضاء هيئة التدريس وبدون اللجوء للاختبارات بشبحها المرهب وهو ما يكون سبيلا للتقييم في الدورات الداخلية وقد كانت فائدتي من الدورة الخارجية افضل حيث اكتسبت مهارات جيدة بعيدا عن التفكير وسلبياته وحبذا لو يتم الغاء الاختبارات خلال الدورات التدريبية داخل المعاهد في المملكة.
الروتين الممل
وقال حسين بن محيميد الحربي احد منسوبي الإعلام الخارجي بفرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة: لقد شاركت في العديد من الدورات التدريبية وقد اكتسبت العديد من المهارات إلا انني اشعر باحباط كبير كلما توجهت للمشاركة في إحدى الدورات بسبب الروتين الممل في المعاهد التي تستضيف المتدربين من موظفي الدولة وكثافة المواد التي يتم تدريسها لنا خلال فترة اربعة او ثمانية اسابيع والتي لا يمكن استيعابها بشكل جيد ومما يزيد الطين بلة هو التركيز المكثف على الاختبارات بل التفريق بين المتدربين في صالات كبيرة منعا للغش!!؟ فهل هذا معقول؟
وقال الحربي الذي أراه مناسبا لتجاوز هذا الاسلوب هو الحد من الاختبارات والتركيز على حضور الموظف وتفاعله مع التدريب من خلال المناقشة داخل المحاضرات وإعداد التقارير التي تؤكد مدى استيعاب المتدرب للمهارات.
لتطوير الأداء الوظيفي
ويرى مدير العلاقات العامة بإمارة منطقة المدينة المنورة محمد بن صالح التهامي ان التدريب ضرورة ملحة وايجابية هامة لتطوير الاداء الوظيفي وتنمية قدرات موظفي الدولة وهذا هدف حيوي يجب علينا العمل جميعا لتحقيقه وتذليل كافة الصعوبات التي تحد من انسيابيته واحجام الموظفين عنه بسبب مبررات اجدنا قادرين على تجاوزها بقليل من الواقعية المعتمدة على دراسات ميدانية ومن المبررات التي يتداولها الموظفون حول التدريب كسبب للاحجام عن المشاركة في الدورات هو اعتماد سياسة الاختبارات كأساس وحيد للتقييم على حساب التحصيل المطلوب من هذه الدورات واعتقد ان المسؤولين الذين يهتمون بالتدريب قادرون على مناقشة هذه الجزئية من خلال استبيان يشارك به اكاديميون وموظفون للحصول على نتيجة ايجابية تكون اساسا لصياغة جديدة لأساليب التقييم خلال الدورات والله الموفق.
|
|
|
|
|