| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة مع التحية.
والله إن القلب منفطر، والعين دامعة، والنفس حزينة مما نرى ونسمع ونقرأ عن الحوادث المرورية المؤسفة,.
إن الاحصائيات تؤكد ان المعدل الحقيقي للوفيات المرورية بالمملكة قتيل كل ساعة، بينما يصل معدل الاصابات إلى 4 اشخاص تقريباً في الساعة أيضاً.
ومن المعروف أن الشباب المصابين بهذه الحوادث التي تدمي القلوب وينفطر منها الفؤاد هم الشباب عماد الأمة ورجال المستقبل وهم أغلى ما في الوجود.
فلماذا الإنسان لا يتعظ بهذه الاحصائيات، ولماذا لا يأخذها الإنسان الظالم لنفسه عبرة وعظة,.
ثم ماذا دهى شبابنا,, لا أدري هل هو التقليد الأعمى أو حب الاستعراض في الطرقات.
فلماذا أيها الشاب تجري بسيارتك بسرعة جنونية لا تأبه بأي نظام، وتضرب بالأنظمة المرورية عرض الحائط، ولا يهمك سوى الاستمتاع بما تقوم به متوقعاً انك تمسك زمام الأمر بيدك,, لا تأبه لاشارة حمراء أو صفراء.
لماذا أيها الشاب تتمايل بسيارتك جهة اليمين وجهة اليسار وكأنك في حلبة رقص وحفلة تنكرية,, ألا تعلم أنك تساهم في سفك دماء الأبرياء، سواء من قائدي السيارات أو العابرين للطريق، أو الواقفين على الأرصفة.
مهلاً بني,, ألا تريد أن ترى أمك عند العودة لتقبل يديها وتطلب رضاها؟ ألا تريد أن ترى زوجتك لتطمئن عليك؟ ألا تريد أن تحضن أطفالك الذين ينتظرونك على أحر من الجمر.
وأنت أيها الأب القدوة: عتبي عليك كبير,, أتدري لماذا؟ لأنك القدوة!! لماذا تشتري لابنك المراهق مفتاح الموت بيديك ألا تخاف عليه من مفاجآت الطريق ألا تريده رجلاً يشار إليه بالبنان في منصب رفيع في المستقبل يساهم ببناء الوطن ورفع مكانتة, لماذا مفتاح الموت هذا نهديه لابنائنا المراهقين.
مهلاً,, تريث أيها الأب القدوة,, انتظر ليبلغ ابنك السن القانوني، ويدرس أصول القيادة ويحصل على الرخصة بجدارة وليس بالواسطة,, حينها فقط أهده المفتاح مع قائمة من التوصيات بتطبيق كل ما يلزم من قواعد وأنظمة واحترام للطريق، وبذلك تضمن حياة ابنك بإذن الله.
وأنت أيتها الأم الرؤوم الرقيقة المشاعر، الحنونة، العاطفية حاولي أن تقسي قليلاً على ابنائك وخاصة المراهقين منهم, لا تنقادي لتوسلاتهم بشراء سيارة لهم، ولا تخضعي لكلامهم المعسول بأنهم سيخففون عنك مشاويرك بتوصيلك إليها حينما تشائين.
أعط قلبك فرصة قوة وقسوة ولا تنقادي للعواطف برهني لهم بالأدلة القاطعة انهم ما زالوا صغاراً، وأن سنهم ال 17 18 لا يعطيهم الحق بالحصول على رخصة قيادة وتسلم مقود السيارة، وأن العمر أمامهم فلا يستعجلون ذلك واصطحبيهم إلى المستشفيات أقسام الطوارئ لعلهم يأخذون عبرة وعظة لعلهم يتراجعون عن قراراتهم الطائشة في هذا السن الخرافي.
أما أنت أيها السائق: فعليك احترام قواعد المرور ولا تسرع فالموت أسرع، والتزم بآداب المرور وقواعده وسننه، واعط الطريق حقه، والمار حقه، ولا تنشغل بغير القيادة على الاطلاق، اترك عنك جهاز التسجيل، وابعد عنك تلك التصرفات العشوائية داخل السيارة، والتزم بوضع حزام الأمان لتكون قدوة للأطفال الذين تقلهم من وإلى المدرسة وحاول أن تتعرف على الطريق قبل بدء السير فيه، واطمئن على المركبة دائماً وأبداً لأن سلامة المركبة من سلامتك.
ويا رجل الأمن: كان الله في عونك على أداء مهماتك الصعبة ابتسم للطريق، وابتسم في وجه قائدي المركبة، وعامل الجميع معاملة واحدة، ولا تفرق بين أحد حاول أن تثني على المتقيدين بتعاليم وآداب المرور وحفزهم على ذلك بالثناء وإبداء الاهتمام وعاقب من يخالف القوانين دون النظر للاسم والمركز.
فالكل سواسية في الثناء، والعقاب وبذلك تكسب مودة الجميع وتزيل العقبات، والخوف والرهبة من قبل المدنيين,, وحاول الاقتراب من الأطفال والتربيت على رأسهم ليحبوك ولئلا يهابوك ويخافوا منك وليكونوا أصدقاءك فلنكسر الحاجز بين رجل الأمن والمواطن والمقيم ولنكن يداً واحدة في درء الأخطار.
وسيلة محمود الحلبي من اللجنة الإعلامية الفرعية
|
|
|
|
|