| الطبية
يتمثل العنف الأسري في الايذاء الجسدي والنفسي للزوجة والأطفال ولا تقتصر خطورته على الزوجة والأبناء فقط بل يمتد ليشمل المجتمع كله وهنا تكمن الخطورة.
فالعنف بصفة عامة سواء كان ضد الزوجة أو الأبناء يولد لديهم نزعة الجبن وينزع منهم الثقة بالنفس ويغرس فيهم الشعور الدائم بالخوف والقهر والقهر يزرع في المقهور الرغبة في تدمير الآخرين وتدمير نفسه حتى ينتقم.
إن الزوج الذي يعتمد على الضرب لحل الخلافات الزوجية هو في الأساس زوج مريض نفسيا فاقد الثقة بنفسه ويفتقد الوعي والتحضر ونجد أن أغلبية هؤلاء الأزواج يمارسون العنف في المنزل لضعفهم خارجه أو احساسهم بالنقص، فيحاولون اثبات رجولتهم داخله وتحقيق ذاتهم بممارسة العنف مع الزوجة والأطفال.
أو يكونون ممن يتعاطون المسكرات والمخدرات وتكون النتيجة غالبا ممارسة العنف.
وتأثير العنف على الزوجة كثيرا ما يؤدي الى الاكتئاب والاحساس بالقهر والكبت ومن ثم تدهور صحتها فأغلب الزوجات يمتنعن عن ذكر ما يحصل لهن خوفا من الفضيحة وحرصا على كرامة العائلة وكرامتها الاجتماعية.
كما أن مظاهر العنف من الزوج للزوجة تؤثر على الأطفال بشكل مباشر وتشكل أطفالا عدوانيين مهتزي الشخصية ويتخذون من العنف شعارا أساسيا لحياتهم فيبدأون بممارسة العنف الأشد على المجتمع.
بجانب تدمير مشاعر المحبة والمودة والألفة داخل الأسرة، فنجد أن بعض الأبناء يبدأون بالتطاول على أمهاتهم ويفقدون احترامهم لها ويكبرون معقدين نفسيا، وتبقى صورة الأب مهتزة لديهم طوال الحياة ويخزنون مشاعر الكراهية ضده حتى يكبر الأب أو يمرض أو يضعف حتى ينتقموا منه.
ونجد أن أغلب الشباب المتعاطين للمخدرات والمنحرفي السلوك نتيجة لمشاكل اسرية فيسلكون هذا الطريق انتقاما للوضع بشكل عام.
فتدمير كيان الأسرة هو أمر غاية في الخطورة لأن الأسرة السليمة هي أساس المجتمع السليم وتدميرها يهدد المجتمع بشكل عام.
ومعظم علماء النفس يرون أن فاتورة استخدام العنف باهظة الثمن، وأن أول من يدفعها الزوجة التي من المفترض أن تنشئ جيلا صالحا ثم الأطفال فإذا كان الأساس مريضا أي الأم فهل ننتظر أن ينشأ جيل صالح؟؟
سمر محمد غندورة منسقة التثقيف الصحي/ مستشفى الملك فهد
|
|
|
|
|