| تحقيقات
* تحقيق: صالح العقيل
حينما اكدت التقارير الصحية ان المصدر الرئيسي لانتشار مرض حمى الوادي المتصدع هو حشرة البعوض التي تتخذ من المستنقعات والمسطحات المائية الراكدة ملاذاً آمناً تتكاثر فيه وتستودع بيضها,, اخذ الرعب اوصور منه يدب في نفوس بعض قاطني المناطق التي تتوافر فيها انواع ونماذج من تلك المستنقعات الطبيعية او التي تكونت نتيجة للإهمال وفي منطقة القصيم وتحديداً في مدينة بريدة يعيش بعض الناس صورة من هذا الرعب ذلك لتوفر عوامل ظهوره في تلك البيئة اسوة بالمناطق الاخرى.
ففي بريدة يوجد اكبر سوق للماشية من إبل واغنام في الوطن العربي وهذا هو العامل الاول أما الثاني فإن الناس هناك تشرف مساكنهم على شواطئ!! من المستنقعات المائية التي ما ان يشاهدها الزائر لمدينة بريدة الاّ ويتصور ان هذه المدينة من اشهر بلاد العالم في انتاج الارز!! لما تتميز به تلك المستنقعات من النباتات التي تساعد على ركودها فصارت مرتعاً خصباً للبعوض ومستودعاً ومستقراً آمنا لبيضه!! وفراشاً للبكتيريا اما العامل الثالث فهو الوقوف موقف المتفرج من قبل المسئولين في المديرية العامة للشئون البلدية والقروية بمنطقة القصيم ممثلة في بلدية مدينة بريدة رغم ما تتميز به عن غيرها من القطاعات الاخرى من حيث الاهتمام الحكومي ابتداءً بالصرح الذي تقع عليه رغم احاطته بتلك النباتات المائية التي تؤكد الى حدٍ ما انها تقع على مثل تلك الشواطئ وانتهاءً بما وفرته حكومتنا الرشيدة حفظها الله تعالى من معدات واجهزة ومبيدات خاصه للتعامل مع مثل تلك الاماكن وما يصدر منها,.
يابلدية نرجو الانتباه:
الجزيرة التقت بعدد من المواطنين سكان المنطقة للوقوف على اشكالياتهم ونقل معاناتهم للمسئولين حيث تحدث بالبداية صالح الراضي الذي قال إن الخوف يكاد يسيطر على قلوبنا خاصة وان اهم العوامل المساعدة على انتشار مرض حمى الوادي المتصدع يشاركنا العيش في بريدة بل نحن نشاركه مراتعه حيث تقع منازلنا على شواطئ مستنقعات راكدة جعلها الباعوض مخابئ لعيشه وبيضه وتكاثره وساهم المسئولون في البلدية بذلك من خلال عدم ردم تلك المستنقعات.
كما تحدث المواطن حمد الراضي حيث قال انه وللاسف الشديد ونظراً لقلة الوعي الصحي بل وانعدامه وكذلك اللامبالاة من قبل المسئولين في الجهات المعنية يتجه العمال وبعض المواطنين في اجازة كل اسبوع الى مجار ومستنقعات تقع شرق بريدة وهناك تحلو لهم الجلسات والترفيه وكأنهم يستمتعون بقربهم من الباعوض والبكتيريا وفي آخر النهار يعودون الى منازلهم ويمارسون علاقاتهم وما اشد خوفنا من ان تنتقل منهم بعض الاوبئة او الامراض المعدية وكل ذلك يحدث والجهات المعنية تعلم بوجود تلك البرك القذرة ولم تحرك ساكناً!!
أكبر سوق للماشية:
كما اكد المواطن سلطان الجاسر ان مساحة المستنقعات المائية الراكدة في حي الامير مشعل ببريدة تنافس المساحة العمرانية!! ورغم الكثافة السكانية في هذا الحي والذي يضم كلية التربية للبنات القسم العلمي وفيه ثانوية ومتوسطة وابتدائي بنين وبنات ورغم ذلك كله الاَّ أن الجهات المعنية لم تحرص على صحة المواطن وتقوم بردم تلك المستنقعات التي صارت مساحات خضراء بسبب الاعشاب المائية التي تتجاوز في ارتفاعها اسوار المنازل!!
كما اشار المواطن عبدالعزيز المحيميد الى اكبر سوق للإبل والماشيه في بريدة وكثيراً مانرى بعض الاغنام النافقة في وسط السوق وكلنا نعرف ان الباعوض أسعد مايكون عندما يجد هذه الاشياء ليضع بيضه فيها حيث يضمن لها العيش بعد عملية التفقيس التي تكون سريعة بفعل توفر الغذاء ورغم وجود المسلخ الاهلي في جانب السوق الاَّ أن الاطباء البيطريين لم يلحظوا ذلك ان كانوا يقومون بزيارات ومراقبة لذلك المسلخ على حد قولهم.
من يوقظ الفيروس:
كما تساءل المواطن فهد العنزي حيث قال لا اعلم اين يعيش المسئولون عن البلدية!! ولكن لا أتصور انهم خارج بريدة وإن كان كذلك فأين هم من مشاهداتهم لتلك المستنقعات الم تلفت انتباههم تلك النباتات المائية التي يراها الانسان من مسافة عشرات الكيلو مترات!! وإن كانت ليست بعيدة عن انظارهم اين معداتهم التي لم تأل حكومتنا الرشيدة جهداً في سبيل توفيرها لكل البلديات في كل المناطق!!
وقال المواطن عبدالعزيز العليان: رغم ان المسئولين في وزارات الصحة والزراعة والبلديه عقدوا الاجتماعات ووضعوا خططاً وبرامج لمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع ورغم ان الجميع صاروا على أهبة الاستعداد لمكافحته بل بدؤوا في ذلك من خلال ازالة كل عوامل انتشاره الاَّ أن المسئولين في بريدة لايزالون يقفون موقف المتفرج امام هذه المستنقعات بتبلد حسي لامثيل له!!
وصار انتشار المرض في بريدة لايحتاج سوى زائر مصاب بمرض حمى الوادي المتصدع فقط!!!
بيننا والبعوض الفة:
المواطن متعب الفواز قال لقد ابتعدنا مؤقتاً عن اكل لحوم الاغنام خوفاً منا على صحتنا ومحاولة وإن كانت مجرد محاولة للوقاية من مرض حمى الوادي المتصدع ولكن اين المفر!! وهذه المستنقعات تنتشر في بريدة بشكل مقزز ومخيف!! لقد اعتدنا على الوضع وألفنا الباعوض الذي ايضاً هو ألف دماءنا واعتاد على فصيلتها ولكن الظروف الان اختلفت بعد ان انتشر مرض حمى الوادي المتصدع في جازان وظهر في بعض المناطق,, فحتى لو كنا سنخسر كائناً طالت معاشرته لنا!! نتمنى من المسئولين بذل ولو شيء من الجهد في سبيل مكافحته من خلال ردم تلك المستنقعات الراكدة والتي لا أظن ان منظرها جمالي رغم اخضرارها بسبب الاعشاب المائية التي ساهمت في ركودها حتى تعيش البيضات الباعوضية في راحة وسكون الى ان تفقس ويحدق بنا الخطر!! ونوه المواطن ابراهيم المسعود بالجهود المبذولة وقال الحمد لله الذي منَّ علينا بحكومة رشيدة تبذل كل الجهد في سبيل تحقيق اعلى مستويات الرفاهية في كافة المجالات الحيانية ورغم ذلك الا ان بعض المسئولين لايزال يتعامل مع تلك الامكانات بجفاء وتبلد حس!!
فأين إمكانات المديرية العامة للشؤون البلدية بالقصيم واين امكانات الشئون الزراعية بالقصيم,, واين واين,, ولماذا هذه اللامبالاة امام اهم العوامل المسببة لمرض حمى الوادي المتصدع؟
اسئلة كثيرة تبحث عن إجابات فعلية وعملية غير تلك الاجابات الكلامية التي لاتتجاوز حدود التسويف!!
كما تحدث المواطن ربعي الربعي حيث قال يجب ان يشعر الجميع على اختلاف طبقاتهم بان البيئة وسلامتها مطلب حضاري ومؤشر لتقدم ورقي من يعيش عليها فمتى ما خلت من العوامل المرضية والوبائية فإن ذلك دليل على الوعي السكاني وإن كانت غير ذلك فإن السكان فيها يحتاجون إلى ماينهض بثقافتهم وإدراكهم لمحيطهم ومايحتويه!!
|
|
|
|
|