|
| وطن ومواطن
لا احد ينكر ماتقدمه الدولة رعاها الله لقطاع التعليم متمثلاً في وزارة المعارف ومن يرى التعليم في وقتنا الحاضر سوف يعرف تلك النقلة الكبيرة له، وما اريد ان اتناوله اليوم هو عدد الطلاب في الفصول فأقول ان سياسة التعليم والمتضمنة ان يكون عدد الطلاب في المدارس ذات المباني الحكومية في الفصل 43 طالباً كحد اعلى فإذا كانت مساحة الفصل لاتتعدى 48م 2 وباعطاء الطالب مساحة متر واحد مربع فسوف يصبح الباقي هو خمسة امتار فقط هي التي تمثل الممرات في الفصل والمساحة الامامية للمعلم التي يتحرك بها امام الطلاب والمكان الذي توضع به الوسيلة المستخدمة في الدرس.
إنني هنا الاحظ ان هناك سلبيات عديدة على الطالب قبل المعلم ولذلك احببت ان اذكرها مجملة ولعلي اكون اجهل غيرها ولكن هو ما رأيته ولمسته منذ ان اصبحت الاعداد بهذا الشكل وهي:
1 عدم وجود ممرات لخروج ودخول الطلاب وحركة المعلم بين الطلاب لمتابعتهم وعرض وسيلته التعليمية على الجميع خصوصاً إن كانت قطعة حجر او صورة او قطعاً معدنية وغيرها، بالاضافة الى عدم قدرته على مراقبة الطلاب المشاغبين وخبطهم وخبط حركاتهم مع زملائهم وذلك لالتصاقهم .
2 وجود صعوبة عند المعلم في تطبيق نظام التقييم المستمر لكثرة العدد خصوصاً وان بعض المواد ليس لها سوى حصة واحدة في الاسبوع مثل القرآن.
3 اصبح من الصعوبة بمكان على المعلم ان يناقش الطلاب ويستظهر منهم المعلومة اويشركهم جميعاً في الامثلة وحل التمارين الفصلية وبالتالي صعوبة تصحيح مشاركتهم اثناء سير الدروس.
4 الاجابة على اسئلة الطلاب من اهم مميزات المعلم الناجح وخصوصاً اذا كانت الإجابة شافية ووافية، فلوكان هناك عشرون سؤالاً في الدرس وكل منها يحتاج الى دقيقة لاحتاج المعلم الى حوالي عشرين دقيقة للاجابة عليها، فكم يبقى للشرح والتمارين والتقييم وخلافه.
5 كثرة الطلاب في الفصل تؤدي الى عدم سماع الذين يجلسون في اخر الفصل للشرح مما يثقل على المعلم ويحتاج الى رفع الصوت اكثر ولاننسى ان من المعلمين من يعاني من الربو وضيق التنفس واقلها الامراض الموسمية كما ان صوت المكيفات يضعف السمع عند الطالب.
6 ولاننسى انه وفي المناطق الحارة ومع ضعف الصيانة للمكيفات احياناً يصبح الفصل مخنوقاً ويظل الطالب والمعلم منتظرين صوت الجرس للخروج والتنفس.
7 لاننسى ايضاً الجانب الصحي في الفصول فكثرة العدد قد تؤدي الى انتقال العدوى لاسمح الله الى عدد اكبر من الطلاب، كما أن الطباشير سوف يؤثر على المعلم لقربه منه وعدم وجود مجال للهرب الى داخل الفصل وكذلك الطلبة الذين يجلسون في المقاعد الامامية.
إن ماسبق ذكره هو ما لاحظته في بعض جيل المدارس الحكومية التي اعداد الطلاب فيها كبير وهي كثيرة فماذا عند المدارس المستأجرة ياترى!!
إن املنا في المسئولين بوزارة المعارف كبير في اعادة النظر في هذا الموضوع وبصفتي معلماً اقول وليس دفاعاً عن المعلم انما هي الحقيقة انه ومهما كانت مهارات المعلم التعليميةوإمكانياته الجسمانية والعقلية لابد وان يكون هذا العدد من الطلاب في الفصل الواحد عائقاً امامه وامام تنفيذ عمله بالشكل الافضل وان مالوحظ مؤخراً ان بعض اولياء الامور والطلاب أصبحوا يبحثون عن المدارس ذات الاعداد القليلة في الطلاب وليس المدارس ذات الامكانيات حتى ولو كانت بعيدة عن مقر السكن.
حسن سالم جابر الفيفي الخرج متوسطة حطين
|
|
|
|
|
