| مقـالات
ذبل الحلم,, وهو في امتداده باتجاه الواقع,,!! فتحاول نورة ان تنفض عن نفسها شيئا يكاد يسحقها ويحول طاقاتها إلى المنفى البعيد!! إنها تحاول التضحية ولكن واقعها يجعل نفسها منثورة في مهب الرياح وتطول المسافات والدروب معتمة، فتحاول الركض خلف السنين ولكنها كالمهزوم تقف فتسند همومها على جدار الخوف تضيع حيلتها مع زمانها,, تتكور على نفسها تبوح عن معاناة إنسان فتقوم ,, وتطوف الدروب من جديد تحاول جاهدة أن تكسب رأفة الأفئدة التي أبت ان تأويها فتستجدي وتطبق جفنيها للراحة تحلم بأن يأتيها الفرج,, يخيل إليها أن المحاولة ستصل بقرع أقدام الأمل على دروبها، وبنغمة هادئة واستكانة,, روحها تقول/ أود المساعدة!! واستوقفتني عند أبوابها وشدتني عباراتها ثم تابعت/ أريد مساعدتك في حصولي على وظيفة تكون نافذتي لتحقيق كفايتي الشخصية وسد حاجة أفراد أسرتي!!
كان هذا حوارا دار بيني وبين نورة ناصر وهي إحدى فتيات هذا الوطن المعطاء الحاصلة على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود تخصص علم اجتماع عام 1416ه، وقد جاء صوت (نورة) وطلبها لطرح قضيتها ومساعدتها متوافقا مع صدور المقام السامي لمكرمة خادم الحرمين الشريفين في تعيين 2083 موظفة في سلك التعليم للرئاسة العامة لتعليم البنات لسد احتياجاتها، حيث تطمح نورة في كرم معالي الرئيس العام لتعليم البنات ونظره في موضوعها ]فتقول : كنت طالبة مجتهدة أثناء دراستي الجامعية وأنعم باستقرار أسري تحت مظلة والدي وجدي في توفير متطلباتي وسد احتياجاتي، وبعد وفاتهما فقدت الولي لأموري الحياتية من مأكل ومشرب وملبس، أنا الابنة الكبرى ولي ثلاثة اخوة واخوات جميعهم أصغر مني، ووالدتي امراة مسنة وعليلة الصحة ولا يوجد لنا مصادر دخل او موارد مالية تكفل عيشنا، إن أسوأ شعور يختلج بداخلي أنني في بلدي وأكابد مكابدة ولا أجد طريقا أو مخرجا لظرفي غير رحمة الخالق بي أولاً ثم انتظاري لما هو آت فأنا أبحث عمن ينظر في أمري ويساهم في مساعدتي وجميع الأبواب موصدة أمامي، فقد مضى على تخرجي خمس سنوات وظروفي قاسية وتعتصرني هما وغماً وألماً مضاعفاً، كما ان الصبر لدي تهتكه الأيام والشهور والسنون مع ضغط الحياة وازدياد مطالب المحيطين بي للأساسيات والضروريات في الحياة وخصوصا أنني ووالدتي وحيدتان لا عائل لنا، وعدم وجود محرم لدي أعاقني من فرصة العمل خارج حدود منطقتي وبالتحديد مدينتي لصعوبة السفر وحدي وتقديم طلب وظيفة أو حتى متابعة أي معاملة إلا من خلال الهاتف، وقد عملت معلمة في مدارس أهلية ل 28 طفلا وكنت معلمة وحاضنة ومستخدمة أحاسب: ليه ما أكل الطفل؟! وليه ما تعلم؟! وغيره,, ولم أستمر طويلا وعملت كمراقبة أثناء فترة الامتحانات بجامعة الامام محمد بن سعود بعد قراءتي عن إعلان عن هذا العمل في الصحف ولكنه عمل مؤقت وفي زمن مؤقت وما زلت أسعى خلف معاملة لي في الرئاسة بعد عام من العمل بها,, إدارية على غير مؤهلي ولحاجتي أنا لا أطمح بوظيفة تعادل مؤهلي الأكاديمي بقدر ما أنا بحاجة إلى أي وظيفة كمصدر رزق أسد به رمق الجوع وحاجة أسرتي وأحقق كفايتي الشخصية وسوف أحتمل تحطم طموحي على صخرة الواقع، المهم أفراد أسرتي[.
معالي الرئيس العام,, هذه احدى المواطنات التي تستوقفنا بموجة من الاستفهامات/ أليس في مقدورنا ان نفتح الأبواب لها؟! أليس في مقدور إنسانيتنا احتواء مثل هذه النورة ؟! أليس في طاقتنا ما يجعلنا نبذل الجهد من أجلها؟! من أين تستقي نورة العطف بعين الاعتبار لموضوعها وهي بلا ولي ولا عائل ومثلكم يعلم في هذه المواقف كيف يكون وضع المرأة وحاجتها ومثلكم أقرب إلى تحقيق المصلحة العامة والخاصة أيضا والمتمثلة في انبثاق الأدوار القيادية والأبوية والإنسانية، وذلك ما أهدف إليه في وضع قضية نورة ناصر على سطح مكتبكم آملة تجاوبكم والله يحفظكم،
* ملاحظة:
الاسم والعنوان تحتفظ بهما الكاتبة.
|
|
|
|
|