مما قالوا:
* لم أندم على ما لم أقل، وندمت على ما قلتُ مراراً ,,.
* أنا على ردِّ ما لم أقل أقدر مني على ردِّ ما قلتُ ,,.
* إذا تكلَّمتُ بالكلمة ملكتني، وإذا لم أتكلم بها ملكتُها ,,.
* عجبتُ ممَّن يتكلّمُ بالكلمة، إن رُفعت ضرَّته، وإن لم تُرفع لم تُنقصه ,,.
والفطنة من الحكمة,,, إن لم تكن بابها الأول، فإنها عاملها الأوَّل,,.
وكم من الفطناء حكماء، لكنهم لا يشرعون أبواب الحكمة، ولا يتلمَّسون مواردها,,,،
ويبدو أننا في زمن أوصدت فيه أبواب الحكمة، وفترت حوافزها,,, لأن الإنسان لا يمنح نفسه لحظة تدبُّر كي يتفكَّر في مواردها، فتغيب عنه، لا ينطق بها، ولا يتلمَّسها في مواردها,,.
والسؤال: أين الحكماء,,, وأين من يتصيَّد الحكمة؟
والأرض تنبسط، والمدى يتسع، والصيد ينتشر، والموارد ثرية، والحكمة تهرب في فلاة الحياة؟!,,.
كم يحتاج الإنسان إلى الحكمة الضالة في فيافي الحياة القائمة,,.
وكم هو واهن القدرة عن قنصها في مواطنها، وكم هو غير مدرب على صيدها، فإن أعوزته الحكمة، ذهب ينقِّب عنها في أسفار القدماء من الحكماء، ويخرجها من بطون الكتب، وينفض عنها غبار الذاكرة,,.
إن ألهمته بحضورها رماها في عبارات عابرة,,.
وإن عزَّت عليه، مَرَقَ من موقف الحاجة خُلوَ الوفاض,,.
والمرء صندوق الحكمة عنده نفسه,,.
فهو منذ أن يدرج متحركاً، ماشياً، متكلِّماً، فاعلاً، في الحياة,,.
فإن ما يتحرّك به، أو عليه، أو إليه مصدر الحكمة بمثل ما يكون عندما يمشي، ويتكلم، ويفعل، في الحياة,,.
فهل يندم على ما يقول، ويدرك أنه لا حاجة للندم على ما لم يقل؟
وهل علم فيه قدرة على أن يدرأ خطأ ما لم يقل، غير أنه غير قادر على أن يدرأ ما قد فطن؟!
وهل يعلم أن الكلمة التي خرجت منه وعنه قد طوَّقته بطوقها، فملكته، أما تلك التي ظلّت باقية في دخيلته لا تفعل ذلك، بل يطوِّقها هو؟
وهل بادره العجب نحو من يلقي الكلمة دون وعي فهي إما أن تضره، وإن لم تفعل فمردها إلى ارتفاعها ثابتة أو بقائها زائلة؟
وهل في النهاية يعلم الإنسان أي الكلمات التي تحرّك فيه الندم، وتعرّفه قدرته من عدمها، وتطوِّقه أو يطوِّقها، وتضرّه أو لا تفعل، وتثبت أو تُمحى؟!
الإنسان يظل ضالته الحكمة,,.
وهو يظل في معتقل حكمة الفطناء,,.
من أولئك الذين كان همهم الأول تربية أنفسهم فقدروا عليها,,.
أما إنسان العصر الراهن فإن قضيته ليست تربية نفسه لذلك هو لا يقدر عليها.
وتلك حكمة يتيمة
ربما وقعت في المصيدة عند المروق.
|