| عزيزتـي الجزيرة
كتبوا كثيرا عن تقاعدها,, عن نصابها في الحصص ولكن أينهم مما يحدث لها بين أسوار المدرسة؟ لست أرمي لما قد يدور في أذهانكم من أنها تتعرض للاهانات لا قدر الله ولكن أعني تلك الضغوط الميدانية منها والنفسية التي تحاصرها من كل الجهات,, من الطالبات,, من الادارة المدرسية,, من مكتب التوجيه والاشراف,, لربما وصل الأمر الى ادارة التعليم ومشاكل الأهل وقضاياهم التي قد تستنزف وقتا ليس بالسهل مما يعكر صفو العملية التعليمية! عفوا عزيزي القارىء قف معي في رحلتي هذه وبعدها كن أنت الحكم,.
المعلمة مع بزوغ الفجر وخصوصا من هن في مناطق بعيدة أين تكون؟! بالطبع في سيارتها متجهة الى مدرستها، والقريبة من عملها إن كانت أما فلك تخيل مسؤولياتها التي لن أذكرها فلربما قرأت هذه الأسطر من كانت معاناتها فاصلا بيني وبينك!.
وبين هذه وتلك البعيدة عن مدرستها والأم معلمة قد لا تكون مسؤولة إلا عن نفسها فقط صباحا وهذه وغيرها تحمل فوق كاهلها ماالله به عليم من المسؤوليات والضغوط التي ربما لا يشعر بها إلا من غرق في بحرها وجرب أمواجها المتلاطمة فخذ مثلا النشاط اللامنهجي ومواكبة ما يجري على الساحة المحلية فإنها ستكون مطالبة باعداد ما يتعلق بشأنه من ندوات وسائل نشرات ومجلات إذاعة,, إلخ لست ممن يمانع في ذلك ولكن رفقا بالقوارير نصابها في الحصص هو نفسه,, المناوبة,, حصص الانتظار,, الاشراف الاجتماعي,, المكتبة,, اضافة لأكوام الدفاتر التي تتطلب خطوطا حمراء خصوصا اذا كانت تلك الدفاتر تتعلق بمادة الانشاء وما يصحبها من تعبير المعلمة عن رأيها في الموضوع والتعليق عليه.
كل تلك الضغوط الحسية والمعنوية وتطالب بأن يضاف اليها أحمالا أخرى والتي قد تحملها معها أيضا من الأربعاء الى الجمعة فأين الاجازة؟! لا أعني مرحلة واحدة أو أخص سنة دراسية بعينها بل ان تلك الضغوط والأحمال على المعلمة تبدأ من المرحلة الابتدائية الى مابعدها من مراحل تعليمية أخرى,, فتلك الأنشطة تكلفها جهدا لا يستهان به ومادة تزهق الجيوب وتصيب من يطلب منه احضار مستلزماتها بالملل من ولي أمر المعلمة أو ممن تأخذها الحمية من الطالبات وتتبرع باحضارها لهم فما حال من تطلب منه احضارها؟! ناهيك عن ثقل الأمر على نفس ولي الأمر حين يحضرها لها صباحا ليريحها من الزحام ومن ثقل المستلزمات ولا تسأل عن ولي أمرها وكيف حصل له سلامة الوصول الى المدرسة بعيدا عن رقابة مدير عمله!.
عذرا قارئي الكريم ان خرجت عن صلب الموضوع ولكنها تفرعات لا ينبغي أن تغفل بل لابد من وضعها في عين الاعتبار لتجنب ما قد يحدث من مصاعب أو مشاكل لا سمح الله.
أعود فأقول: تظل المعلمة تعاني وتكبت وحق لها من ذا سيسمع نداءها لو أُرسل؟
الادارة المدرسية تقول هذا من اختصاص مكتب التوجيه ومكتب التوجيه يقول هذه قرارات ترسل الينا من وزارة التعليم وادارة التعليم تجيب: هذه تعاميم ويجب أن يطبقها الكل!.
وبين هذه وتلك تضيع حقوق المعلمة ولا تدري لمن تتوجه ومن سينظر في أمرها؟!.
لماذا لا تُراعى ظروفهن العائلية والصحية والنفسية من قبل ادارة المدرسة أولا والتي بدورها تساعدها في ذلك من خلال تقرير تعده المدرسة عما يواجهها من حالات المعلمات الصعبة ثم من مكتب التوجيه الذي يؤسفني أن أصف بعض من تقلدت أمانة الاشراف أقول البعض وليس الكل بالهمجية والنقص الذي تريد أن تخفيه عن طريق اسقاط ما فيها على من تتولى الاشراف عليها فبعضهن هداهن الله تلجأ لأسلوب السيطرة وفرض القرارات دون أن تعي جوانب الأمر أو أقلها تفهم ما يجب عليها فعله والذي ترفعه مشكورة لمن يتولى أمره بعناية ويساعد المعلمة على التخلص من تلك الضغوط.
ربما من يقرأ هذه الأسطر يشيح بفكره قائلا: انها تتحدث عن مدينة أفلاطون الحالمة ولكن تمهل! أليس الواقع في كثير من الأحيان يبدأ بفكره؟! إذا اطرح ما لديك من أفكار على طاولة النقاش ثم انظر بم ترجع؟!!.
ودفتر التحضير وما أدراك ما دفتر التحضير وما فيه من حروف تسطر فقط لتراها المشرفة اذا قدمت للمدرسة أو حضرت للمعلمة في احدى حصصها أو لتوقع عليه المديرة بالأخضر أو الأزرق تمييزا لها عن الطالبة ليس إلا بهذه العبارة نظر مع الشكر مديرة المدرسة ثم تكتب التاريخ وتحته خط وأظنه توقيعها! ثم يعاد نقل التحضير نفسه في السنة القادمة أو تستفيد منه زميلة أخرى أسلوبها مغاير لمن نقلت عنها ولكن ماذا تفعل التحضير يأخذ وقتا وفي النهاية لا فائدة منه سوى أوراق تملأ لتشاهد ويوقع في خانة خطة توزيع المنهج نظر مشرفة المادة أو مديرة المدرسة !.
فهذا التحضير بوقته الذي يأخذه يدفع المعلمة للملل والاحباط لأنها تشعر أن ما تقدمه لابد أن يفيد وان رغبت تقديم المزيدمن العطاء فإن ذلك سيتعبها في التحضير ويطيل صفحات تحضيرها التي لا تحتاج لمن يطيلها فلماذا لا يكون التحضير إذا كان لابد مما ليس منه بد مجرد رؤوس أقلام تتولى المعلمة ترجمتها بدورها وطريقتها في ساحة الفصل؟! ولماذا تذهب الساعات في تحضير كم هائل من الدروس خصوصا لمن يعطين مواد الدين واللغة العربية؟!
فقط كن أيها المسؤول حكما لما قرأت!!
كثيرة تلك الموضوعات المهمة التي تستحق بالفعل أن تناقش وتثار للنقاش ولكن خوفي من الاطالة رغم حصولها منعني من أن أكمل المشوار فعذرا على الاطالة ولكن قبل أن أختم أريد أن أنفي ما قد تبادر الى ذهن الكثير من خلال قراءة هذه الأسطر وفي نفس الوقت أجيب على تساؤل دار واستدار في الأذهان هو أنني لست معلمة حتى لا يقال لي أنها تدافع عن نفسها ومن هم على شاكلتها ممن تقلدوا مسؤولية التعليم.
هذا بعض ما لدي فكن أنت الحكم!.
عزيزة القعيضب
|
|
|
|
|