| عزيزتـي الجزيرة
كنت فرحاً في طريق عودتي من جازان إلى الرياض في صبيحة يوم الجمعة 2/7/1421ه بعد أن أمضيت عشرة أيام برفقة معالي وزير الزراعة والمياه ذلك المواطن المخلص، فرحاً لأنني ربما قدمت بعض الشيء لهذا الوطن الذي قدم لي الكثير، ومن ناحية اخرى لأنني سأستريح من العناء الذي لحقني من محاولة مجاراة هذا الرجل الذي لا يكف عن العمل المتواصل تحقيقا لتوجيهات ومتابعة قيادتنا الرشيدة من اجل احتواء المرض والسيطرة عليه، ولكن فرحتي لم تدم فلقد صعقني ما كتبه الطالب محمد إبراهيم صفحي طالب الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز في جريدة الجزيرة تحت عنوان (الصحة بريئة والعتب على هؤلاء) من مفارقات لا يقبلها عاقل أو يتجرأ على كتابتها مدرك فكيف تكون وزارة الزراعة والمياه غائبة ومعالي وزيرها كان في المنطقة ويرافقه معظم موظفي وزارته ونخبة من العلماء والخبراء السعوديين والأجانب وهو يعمل ليلا ونهارا بين زيارات ميدانية واجتماعات مكثفة واتصالات مستمرة حتى يتحقق ما ارادته دولتنا الحكيمة من سرعة السيطرة على المرض وأعطت من أجله بسخاء وتابعت وتتابع باهتمام منقطع النظير, فالحق رأيت أن أكتب هذا التعليق دون استئذان مع يقيني ان ذلك سيغضب الوزير فهو لا يريد مدحاً من احد بل يريد ترجمة عملية فالايام القليلة الماضية علمتني الكثير.
وتستمر الرحلة حتى وصولنا مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وإذا بموظفي وأطباء وزارة الصحة يقفون لنا بالمرصاد لتسجيل حرارة الركاب، وهذا عمل احترازي جيد لو كان يتوافق مع المنطوق العلمي, فحسب معرفتي المتواضعة اعلم ان فترة حضانة الفيروس تصل إلى ستة أيام دون ظهور أعراض المرض، كما ان المرض لا ينتقل من شخص إلى آخر إلا نادراً فما الجدوى إذاً من أخذ حرارة كل قادم من جازان؟
وفي الختام أسأل الله ان يجنبنا كل مكروه وان يجزي قادتنا عنا كل الجزاء فقلّما ترى مثيلا لاهتمام الدول بمواطنيها مثلما ننعم به نحن مواطنو هذا البلد.
الدكتور ضيف الله الراجحي أستاذ علم السموم جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|