| عزيزتـي الجزيرة
المتابع لمشاريع وزارة الصحة وتحرك المسؤولين في هذا القطاع وما يصدر عنهم من تصريحات هنا وهناك يجزم بما يلقاه القطاع الصحي من اهتمام ورعاية وهذا لا ينفي ان يكون في القطاعات الكبيرة وما تقدمه من خدمات شيء من القصور لكن المعول عليه ألا يكون هذا القصور دأب الجهة والصفة الغالبة على اعمالها والقطاع الصحي الحكومي كبير ومتنام لحد يوشك ان يبلغ المدى الذي يحتاج معه الى المراجعة حتى يظل العطاء شامخا وثرا ومتوازيا مع الامكانات التي تحظى بها مرافقنا الصحية من مستشفيات وخدمات صحية اخرى والتي نراها تغطي كل المناطق والمحافظات والمراكز الآهلة بالسكان في بلادنا الواسعة والذي ما كان ليتحقق لولا توفر العزيمة الصادقة والدعم السخي من الدولة وفقها الله .
ومن هذه الخدمات المقدمة مراكز الرعاية الصحية فمما نسمعه من المسؤولين وما تبثه وسائل الاعلام وما رافق البدايات لنشأتها يجد الانسان نفسه وقد سويت امامه قضية الحصول على العلاج دون زحام او انتظار طويل حتى يؤذن للمريض بالدخول على الطبيب وقيل وقتها ان الناس سينعمون بخدمات طبية متقدمة بعد ان تعفى المستشفيات الكبيرة من معالجة الحالات الطارئة والامراض البسيطة والتي لا تحتاج الى تخصص وهو ما تقوم به حاليا مراكز الرعاية لكن وبعد ان مضى على افتتاح تلك المراكز الزمن الكافي للحكم عليها نتساءل عما اذا كانت المستشفيات وقد تفرغت لمهامها الاساسية بحيث لا يصل اليها الا الحالات التي تحتاج الى اخصائيين واطباء استشاريين - وهذا كلام جميل والكل مقتنع بمقاصده نعم نتساءل عما اذا كانت المستشفيات تحسنت خدماتها بعد ازاحة ذلك الهم وتنفس اطباؤها بعد معاناة مع طوابير المرضى وهو ما كان يوصف بأم المعوقات للعمل والعمل المبدع, وايضا مراكز الرعاية وقد قطعت شوطا من التجربة بل غدت دوحا كبيرا هل حققت نجاحا في كل ما قيل انها تعنى به في مجال صحة الانسان بدءا من البيئة وحتى صحة الفرد في منزله وما حوله عناية نُسج حولها الكثير وكادت تنسينا التفكير او حتىالكلام في تلك المستشفيات التي منعونا منها الا باحالة من المركز الصحي عن هذه الاخيرة سأتكلم اما المستشفيات فلن اتطرق اليها لا لانها كاملة واعمالها خالية من المثالب ولكن لان الحديث عنها يطول ولابد ان الوزارة تقوم بمتابعتها وتقويم ما يحتاج الى تقويم ولا سيما انه كتب عنها الكثير.
وانوه بان حديثي هذا لا يرمي الوزارة بالتهاون في اداء مهامها فان وجد تقصير في اي من المجالين المستشفيات او المراكز فليس مرده الامكانات، فالوزارة قدمت ما تستطيع من تجهيزات وهي تجهيزات كافية لتسيير العمل بشكل جيد لكن المعوقات هي بشرية في الدرجة الاولى، فمراكز الرعاية في البداية حُشد لها الكثير من اجل التعريف بمهامها وقيل ان ذلك من اساسيات المحافظة على صحة الناس وقيل من جملة ما اذكره بأنها تضطلع بدور الحماية للمجتمع من الامراض وتقليل العدوى بين الافراد وتقديم المشورة واظنهم قالوا وزيارة المنازل وما اكثر ما قيل عنها وحولها ومن ذلك الحين كنت اعتقد انا شخصيا اننا سنحسد حين تقل اعداد المرضى من مراجعي العيادات والمستوصفات الخاصة وانطلقنا لمراكز الرعاية لنجدها شعلة من النشاط والتحرك السريع، وهذا متى؟ في بداية انطلاقتها الاولى، فتح ملفات تحاليل حتى الوزن والطول اخذوه ووضع داخل الملف الصحي وتم الكشف الطبي للتأكد من سلامة افراد العائلة وهكذا كل شيء يوحي بنقلة كبيرة في مجال الصحة لكن هل المراكز قامت بكل ما هو مطلوب منها بعد هذه السلسلة من الترتيبات، اظنها في البداية حاولت النهوض بواجبها ثم بدأت تتراجع والاسباب واضحة فالمستوى الاداري لبعض المراكز متدن وهو ما اثر على الخدمات الصحية فالحماس الذي كنا نشاهده والاهتمام بفتح الملفات والا يتم الكشف على المريض او وصف العلاج إلا من خلال ملفه الصحي انتهى فلا ملفات ولا هم يحزنون يقف المريض عند الموظف المختص ويعطى ورقة يصعد بها الى الطبيب ويتم الكشف دون وجود الملف ودون قياس للحرارة اوالضغط وكل شيء يسير بطريقة توحي بالتسيب والاهمال وعدم الاكتراث بصحة الانسان، هذا الاهمال طبعا من الموظف وهو في مركز بسيط لكنه بتصرفه بعثر كل الجهود وعطل الامكانات التي بذلت من قبل، فهو لا يريد ان يكلف نفسه سؤال المريض عن رقم الملف ولا يرغب في ان يشد نفسه مع المراجع لتسليمه الملف بل يكتفي بتسليم ورقة كتب عليها الاسم حتى الحقول والتي يستقي معلوماتها عن طريق الملف او المريض لا يكلف نفسه التأشير عليها لان هذا يستلزم منه الروية والتدقيق وهذا لا يتأتى مع نشدان السرعة ومواصلة الحديث مع الزائر.
وعلى ذكر الزائر لا ادري كيف يسمح الشخص لنفسه ان يظل الساعات بجانب الموظف لمجرد الكلام وتزجية الفراغ في أمور بعيدة عن العمل؟ الا يدرك هذا الضيف انه بتصرفه هذا يضر بصاحبه ويؤخر اصحاب الحاجات عن قضاء حاجاتهم ولان هذا موضوع آخر, اعود فأقول لابد من ادارات تهتم بالعمل وبمتابعة الموظفين كي يحصل المقصود من وجودهم اما ان توجد الاجهزة وتوفر الامكانات ولا يستفيد المراجع فهذا تقصير من ادارة المركز وهو ما دعا الى تقاعس الموظفين عن اداء اعمالهم على الوجه الصحيح ولعل الوزارة تكثف من متابعتها لمرافقها الصحية بدءا من مراكز الرعاية الاولية فتكافىء المخلصين لقاء ما يبذلونه من جهد واستشعارهم للمسؤولية وكذلك الوقوف على مكامن الخلل كلما وجدت ووضعها على المسار الصحيح وبدون هذا لن نظفر بنتيجة حتى لو حشدنا الامكانات ما تنوء بحمله الطائرات والقطارات ومستودعات الوزارة وسيظل القصور عامل هدم ومرضا خفيا يغتال كل شيء تبنيه الوزارة ولن يقوم لمرافقنا قائمة مع هذا المرض العضال والله سبحانه يقول ان خير من استأجرت القوي الأمين.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب
|
|
|
|
|