| وَرّاق الجزيرة
يحفل مجتمعنا الكبير بالعديد من النماذج الوطنية المضيئة التي يفخر بها كل منتمٍ لتراب هذا الوطن الغالي وهي نماذج زال عنها الطمع والجشع فأحبت ما تقوم به من أعمال إلى حد العشق، فأصبح العمل هاجسا جميلا يصحو مع إيقاعه كل صباح وينام على أنغامه كل مساء.
سجايا وفضائل وصفات كريمة اقترنت مع إبداع ودراية بأهمية ما يقومون به من أعمال فجاءت المحصلة زرعا نما واستوى على ساقه، ورغم أهمية وتوالي إنجازات هذه النماذج إلى ان الأضواء بقيت بعيدة عن جل هذه العطاءات الحيّة والتي تحترق من أجل إسعاد الآخرين وافادتهم متمثلين في ذلك قول الشاعر:
تقضي البطولة أن نمد جسومنا جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا |
وإذا كثر التحجج بقصر الإمكانات واللوائح والنظم والتي جعلها البعض شماعة لتعليق أي خطأ أو قصور في ما يقوم به من اعمال، مع عدم إغفال أهمية ذلك فإن هناك من استطاع القفز على الروتين الرتيب وتطويع الإمكانات مهما كانت شحيحة لتأدية الواجب على أكمل وجه ممكن، يدفعهم لذلك إيمان وحب ونظرة عليا إلى واجباتهم وما أنيط إليهم من مهام فتجد فيهم روح التعاون والإيثار والتضحية والأمانة.
ومن هؤلاء الأستاذ عباس عرفات أمين مكتبة وزارة التخطيط، هذا الرجل الكريم الذي يعد جامعة مفتوحة تخرّج على يديه العديد من حملة الشهادات العليا وتمت بمساعدته العديد من الدراسات المهمة,, جندي مجهول سلاحه علم ودخيرته معرفة بأهمية المعلومة ومدى الحاجة إليها في مجتمعنا النامي، مع إحساس واع وادراك تام بالعقبات والحواجز التي يقابلها الباحثون في مختلف التخصصات, فالتعامل مع المعلومات عنده عشق وفي تقديمها للآخرين لذة وسعادة, يتفانى في المساعدة وفتح الأبواب المغلقة دون كلل أو ملل أو منّة، يقدم لك الخدمة ويشعرك بأن ما قدمه لا يعدو أن يكون واجبا وأنه يأسف على التقصير، تخرج من مكتبه مندهشاً هل هو صاحب المعروف أم أنا؟؟؟ وأي تقصير يتحدث عنه هذا الرجل؟؟ إنه يتمثل فيما يقوم به من عمل قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ، ونحن نقول له لقد أتقنت وأجدت فشكراً وشكراً:
وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات |
صالح الخريجي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
|
|
|
|
|