|
| العالم اليوم
التراث الانساني متاح للجميع، وتجارب الشعوب كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ ويتعلم، والتاريخ المعاصر يخلد الكفاح المشرف، والنضال الذي توج بالنصر، وتحقيق الهدف الذي سعت إليه الشعوب سواء في فيتنام أو الجزائر أو جنوب أفريقيا أو غيرها.
من هذه التجارب الرائعة يفترض أن نستوعب نحن العرب، ونقرأ التاريخ جيدا ونستقي من التجارب أفضلها.
وبمناسبة انعقاد قمة شرم الشيخ التي تبدأ اليوم بحضور الرؤساء حسني مبارك وياسر عرفات وبيل كلينتون ورئيس وزراء العدو ايهود باراك والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وأطراف عربية وأوروبية ودولية لم تتحدد حتى كتابة هذه المقالة,.
أقول بهذه المناسبة: علينا أن نستخرج من ذاكرتنا كيف تعامل الفيتناميون والجزائريون وشعب جنوب أفريقيا في مثل هذه الحالات,, .
نعرف أنه في الوقت الذي كان فيه المفاوضون الأمريكيون الذين كان يقودهم هنري كيسنجر والفيتناميون برئاسة وزير خارجية فيتنام في باريس، كان المناضلون الفيتناميون يخوضون معارك شرسة مع الجنود الأمريكيين، وكانت نتائج المعارك الميدانية في فيتنام تنعكس على طاولة المفاوضات حتى سلم الأمريكيون بكل المطالب الفيتنامية التي أعادت حقوق شعبهم ووحدة بلدهم.
والتجربة الجزائرية تؤكد أيضاً أن الفعل الذي يتجسد على ميدان القتال والمواجهة التي خاضها المجاهدون في أحراش وجبال الجزائر هي التي أجبرت الجنرال ديغول على إخراج القادة الجزائريين الخمسة من السجن والتفاوض معهم لينتزع هؤلاء القادة استقلال الجزائر مستندين على بندقية المجاهدين والثوار الذين أجبروا الفرنسيين على التسليم والانصياع لرغبتهم.
وفي جنوب أفريقيا قاد نيلسون مانديلا نضال وكفاح شعبه من داخل السجن، وظل الشعب يستجيب لتوجيهات قائده، وظل نضال الشعب يتواصل أثناء المفاوضات التي حققت لشعب جنوب افريقيا مبتغاه وأهدافه في إنهاء الاستعمار الاستيطاني الشبيه بما هو موجود في فلسطين المحتلة.
إذن، فجهاد الشعوب، وكفاحها ونضالها لانتزاع حقوقها وتحقيق الاستقلال، ثوابت لا توقفها اجتماعات ولا مباحثات ولا مؤتمرات قمة، بل على العكس من ذلك يفترض أن يكون كل ذلك قنطرة تعبر من فوقها الشعوب لانتزاع حقوقها.
الشيء الذي يجب ألا يغيب عن ياسر عرفات صاحب التاريخ الطويل في النضال، هو ألا ينجرَّ الى الفخ الذي يسعى إلى نصبه له أعداء الشعب الفلسطيني، ويكون أداة لوقف الانتفاضة,, التي أجبرت كل الذين يلتقون معه اليوم على شدِّ الرحال الى شرم الشيخ.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
