| مقـالات
عندما بدأت بريطانيا تمكين اليهود في فلسطين عام 1948م(1368ه) وأمدتهم بالسلاح وبالمال ثار شعب فلسطين وكانوا أضعف عدداً وعدة من أهل فلسطين اليوم،ولكن كانوا أقوياء بشرعيتهم وبقوة إصرارهم على الوقوف في وجه بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس وفي وجه اليهود الذين هجَّرتهم من كل العالم لتشريد شعب فلسطين وقتلهم، وكان رأي عقلاء العرب في وقتها أن يترك لشعب فلسطين مواجهة عدوه مع دعمه بكل وسائل الدعم، ولكن هذا الرأي لم يؤخذ به وجاءت الجيوش العربية بأشد من ضعفها اليوم، فهزمت في عدة حروب وهذا ما تريده إسرائيل فهي تريد حرباً قصيرة، وقد سمت حرب عام 67م حرب الأيام الستة.
إن مواجهة المحتل لفلسطين تكون بحرب الاستنزاف فهي الحرب المجدية بالرغم من ترسانة أسلحة إسرائيل ومن يدعمها، ولكن الانتصار سيكون لأهل فلسطين اذا صمدوا، لأن اليهود لا يستطيعون الحروب الطويلة، وحسبنا دليلاً على ذلك انتفاضة الأقصى الحالية، فترسانة الاسلحة لم تستطع مواجهة شباب مكشوفي الصدور وفي أيديهم حجارة، ومن أعجب المناظر أن يفر اليهود وهم في سيارة مصفحة من ملاحقة الحجارة.
دعَوا لقمة شرم الشيخ الثانية فكانت النتائج شاسعة بينها وبين القمة الأولى التي نفذت فور انتهائها بملاحقة مجاهدي حماس واغتيالهم وإيداعهم السجون، أما هذه القمة فكان الهدف منها هو صرف الأنظار عن الانتفاضة، وتكرار محاولة إيداع أبناء فلسطين السجن، ولكن من الذي سيُسجن؟ فكل أبناء فلسطين بمختلف شرائحهم حتى عرب عام 48م ثاروا، ولا وقف للانتفاضة إلا بقتل جميع شعب فلسطين، وهذا غير ممكن.
الحل هو في استمرار المواجهة بين اليهود وشعب فلسطين، وإن كانت المواجهة ستكون بين اليهود بسلاحهم وأبناء فلسطين بصدروهم، فليس النصر لمن يحمل السلاح بل لن يحمل حقَّا يدافع عنه، وهذا ما نراه في الطفل الفلسطيني الذي أصبح أطفال العالم يرددون اسمه، وما نراه في الأم الفلسطينية التي خرجت بلباسها الفلسطيني المحتشم لتواجه عساكر مدججين بالسلاح وبالواقي من الرصاص ومن الحجارة، ونراه في شيوخ فلسطين الذين لم تمنعهم شيخوختهم من التصدي لأعداء المسجد الأقصى، أما شباب فلسطين فهم ريحان الشباب وفيهم بركة أرض فلسطين.
تتزامن انتفاضة الأقصى مع حدثين عظيمين، أولهما إسراء الله بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، وثانيهما تحرير صلاح الدين لها من الصليبيين، ونحن على ثقة أن بداية التحرير من اليهود قد بدأت منذ أن ظهر الجانب الخفي من اليهود في محادثات السلام بأن يسلم لهم الأقصى ليهدموه، وستكون نهاية التحرير بعد زمن طويل إذا استمرت الانتفاضة.
إن من يَدعون لحرب بين الجيش اليهودي وجيوش الدول العربية غير مصيبين، فالعرب الآن في ضعف عام، والقوى الكبرى أصبحت تخاف من الشعوب، فليترك لشعب فلسطين الاستمرار في انتفاضته المباركة ليكون كشعب لبنان والصومال وفيتنام يخرجون عدوهم من أضيق الطرق ويستعيدون حريتهم.
للتواصل ص,ب45209 الرياض11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|