|
| مقـالات
عرضت في زاويتي الأسبوع الماضي قضية نورة وهي فتاة تتناولها ضغوط أسرية وإرهاصات اجتماعية تشكل عليها ثقلاً في تحمل المسؤولية لقلة الفرص الوظيفية رغم حصولها على مؤهل أكاديمي وقد وضعت قضيتها على سطح مكتب معالي الرئيس العام لتعليم البنات لينظر في موضوعها وفق طلبها ولم يحدث أي تجاوب من معاليه وقد حاول أحد الأكاديميين بمنحها مبلغ (1500) ريال يودعه في حساب بنكي شهرياً فرفضت نورة لقناعتها بانها لاتتسول وانما تريد عملاً لتكسب منه قوتها وقوت افراد اسرتها فماذا تفعل والفجوة شاسعة بين حاجتها وطموحاتها في الكفاية.
إن مسؤولية أصحاب القرار مسؤولية عظيمة وما اقوى دورهم عندما يتزعمون المواقف الإنسانية ويتفاعلون مع دورهم في التكافل الاجتماعي بين المسلمين فهذا ما قدمته الدول الإسلامية منذ سنوات ومنذ عصر الخلفاء الراشدين في تفقد أحوال الرعية والتراحم والتكافل بين الناس ونمت الطموحات والتطلعات في الوعي الاجتماعي لتحقيق التوازن بين افراد المجتمع، ولن أطيل عليكم فموضوع الزاوية كان موجهاً بفاكس عاجل إلى معالي الرئيس العام لتعليم البنات، وقد تجاوب مع القضية وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الاستاذ عوض بنيه الردادي حيث هاتفني ثاني يوم من نشر المقال وابدى كامل إستعداده وتعاونه الإنساني في إتاحة الفرصة الوظيفية لنورة لتتغلب على الصعوبات التي تواجهها ولكونها تحمل مؤهل علم اجتماع مما يسهل عملها في مجالات الوزارة وتحقيق رسالتها في خدمة المجتمع.
حقيقة لقد استوقفني الاستاذ عوض بموقفه وتعاطفه وأشعرني بمسؤولية الوظيفة التي تتفاعل مع قضايا المجتمع وهموم الافراد، ودوره في حل مشكلة نورة بنفسه جدير بالذكر والتقدير والاحترام في ذكر الأدوار القيادية والقدرة لدى اصحاب القرار في سد الفجوة بين الحاجة والطموح والواقع المتاح حالياً، كما ان دوره اعتمد على إتاحة فرص اختيارية في وضع العمل وصفته وتقديره للراتب (3000) ريال شهرياً وطلبه بأن تم عرضه على نورة لأخذ موافقتها ومن ثم رفع أوراقها الثبوتية من بطاقة العائلة ووثيقة التخرج، وطلب الوظيفة واشار بأن ترسل هذه الأوراق على مكتبة مباشرة أو على رقم الفاكس الخاص به على ان تبلغ بأهمية الوقت والدقة والنظام في مواعيد العمل.
وعندما زففت الخبر لنورة أحسست بفرحة تعمرها خيبة أمل وعلمت بأنها تتمنى وظيفة صباحية لظروفها وعدم وجود الولي وصعوبة خروجها من المنزل مساءً وهذا ما كان يخيفها من العمل في قطاع الوزارة لعدم استطاعتها على الدوام المسائي فأخبرتها ان الأستاذ/ عوض على اطلاع بالموضوع ووعد خيراً، وما أجمله من شعور وانت تعايش فرح إنسان أثقلت الهموم ايامه بل ما ابلغه من شعور، وأنت تسعى لفتح أبواب الخير أمام من يبحث عنها بكل رفعة وعزة وإحساس بالمواطنة الصالحة وقد شاءت الصدف ان قمت بزيارة يوم الخميس لمعرض الرياض الدولي الثامن للكتاب والمقام بجامعة الملك سعود وقد شدني جناح الوزارة حيث عرفني المشرف على الجناح الأخ بدر العتيبي على الكتب التي أصدرت وهي كتب علمية متخصصة في مجال الفئات الخاصة والتعليم الخاص وأخرى تقارير وبعضها توعوي وجميعها تهدى في المعرض ولا تباع، وقد وجدت عبارة خطها الأستاذ عوض في تقديم كتاب لمحات عن الشؤون الاجتماعية في المملكة ذكر فيها ان الأخذ بمبدأ المشاركة الاهلية الفعالة لتطوير المجتمعات المحلية والنهوض بها الى الأفضل بعد ان اثبتت التجارب ان نجاح جهود التنمية يعتمد أساساً على نوع من المساندة حيث يقول الإحساس العام لدى المواطنين بمدى احتياجات بيئاتهم المحلية والمشاركة في تنفيذ البرامج والأنشطة وتقديم الخدمات لسد احتياجاتهم .
وعبر ود وورد أشكر الاستاذ/ عوض على موقفه المشرف وتفاعله مع القضية ومساهمته في العمل الاجتماعي، ومنح نورة بصيصا من الضوء لتستطيع المضي في طريق الحياة بصورة كريمة ووضع مرض آمل ان يكون هذا الموقف حافزاً لأصحاب القرار في مجالات عمل المرأة بالتفاعل الإنساني أولاً القائم على سد احتياجاتها حتى لاتقع امرأة كنورة فريسة للحاجة وتضيع حيلتها في التكيف مع الحياة.
|
|
|
|
|
